in

الطقس وكورونا.. ما هي البيئة الأمثل لانتشار هذا الفيروس؟

Foto: GETTY IMAGES

كشفت دراسة علمية حديثة أن الظروف البيئية والمناخية تلعب دوراً كبيراً في الحد من تفشي وباء كورونا، جنباً إلى جنب مع الإجراءات الصارمة للسيطرة على انتشار العدوى.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” دراسة تحليلية لفريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للعلاقة بين حالة الطقس وكورونا وبحسب الدراسة فإن المجتمعات التي تعيش في أماكن أكثر دفئاً تتمتع بميزة نسبية في إبطاء انتقال عدوى فيروس كورونا، مقارنةً بالبيئات الأقل حرارة.

وأظهرت الدراسة أن معظم حالات انتقال فيروس كورونا حدثت في مناطق ذات درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 3 و17 درجة مئوية.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء فريق الدراسة، الدكتور قاسم بخاري قوله: “عندما تكون درجات الحرارة منخفضة، فإن عدد الحالات يتزايد، وهذا ما تشهده الدول في أوروبا، على الرغم من أن الرعاية الصحية هناك تعد من بين الأفضل في العالم”.

وأضاف الدكتور بخاري أن انتشار الإصابات داخل الولايات المتحدة دليل على أن عامل الحرارة يلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار الوباء، إذ شهدت الولايات الجنوبية، مثل أريزونا وفلوريدا وتكساس، تزايداً بطيئاً في تفشي الوباء مقارنةً بولايات أخرى مثل واشنطن ونيويورك وكولورادو.

الطقس وكورونا

وبحسب علماء الأوبئة فإن سلوك فيروس كورونا يشبه السلوك النمطي للفيروسات الأخرى. وأكدت الدكتورة ديبورا بيركس، عضو فريق العمل للحد من انتشار فيروس كورونا في الإدارة الأميركية، خلال مؤتمر صحفي، أن انتشار الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، يتبع بشكل عام نمط الانتشار من شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحتى شهر نيسان/ أبريل، مما يعني أن انتشار فيروس كورونا يمكن أن يتباطأ أيضاً في الطقس الدافئ.

وأشارت الدكتورة بيركس إلى أن نمط انتشار وباء سارس في عام 2003 كان مشابهاً لنمط انتشار الإنفلونزا، لكنها شددت على أنه من الصعب تحديد ما إذا كان فيروس كورونا الجديد سيتخذ بالتأكيد ذات المسار والسلوك في الانتشار.

البيئة الأمثل لانتشار فيروس كورونا

كما خلصت دراستان أخريتان إلى النتائج ذاتها فيما يتعلق بنمط انتشار فيروس كورونا تبعاً لحالة الطقس.

وكشفت إحدى الدراسات التحليلية التي أجراها باحثون في إسبانيا وفنلندا إلى أن البيئة الأمثل لانتشار الفيروس هي في البيئة الجافة التي تبلغ درجات الحرارة فيها ما بين 2 تحت الصفر و10 درجات مئوية.

وأظهرت دراسة أخرى أن معدل انتشار الفيروس في المدن الصينية ذات الحرارة المرتفعة والبيئات الأكثر رطوبة كان أبطأ منه في المناطق الأخرى ذات الطبيعة الجافة والباردة وذلك قبل فرض الحكومة الصينية إجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء.

ونوهت الدراسة إلى أنه لا ينبغي على صناع القرار أو حتى عامة الناس التقليل من مخاطر تفشي الفيروس اعتماداً على ارتباط مدى انتشار وباء كورونا بدرجات الحرارة والمناخ.

وحول ذلك قال الدكتور بخاري: “ما زلنا بحاجة إلى اتخاذ احتياطات قوية، فالبرغم من أن درجات الحرارة العالية قد تؤدي إلى جعل هذا الفيروس أقل فعالية، ولكن بطء انتشاره لا يعني عدم تفشيه”.

وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يجعل من الصعب على فيروس كورونا البقاء في الهواء أو على الأسطح لفترات طويلة من الزمن، ولكن يمكن أن تبقى تلك الأسطح بيئة معدية لساعات أو حتى لأيام، فحتى الفيروسات الموسمية مثل الأنفلونزا العادية والفيروسات التي تسبب نزلات البرد لا تختفي تماماً خلال فصل الصيف، فهي تبقى موجودة لكن بمستويات منخفضة في جسم الإنسان وفي بيئات أخرى في مناطق الكرة الأرضية، إلى أن تحين الظروف المواتية لانتشارها مرة أخرى.

وأكد مساعد مدير منظمة الصحة للدول الأميركية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن الأمر سيستغرق أربعة إلى ستة أسابيع أخرى قبل أن يكون لدى مسؤولي الصحة صورة أوضح لمعرفة حقيقة العلاقة بين الطقس وكورونا وكيفية تأثير الظروف البيئية على سلوك فيروس كورونا.

المصدر: (سكاي نيوز عربية)

اقرأ/ي أيضاً:

ماذا يحدث لرئتيك عندما تصاب بفيروس كورونا الجديد؟

هل الشباب والأطفال بالفعل أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد؟

أثرياء العالم يحاولون النجاة من كورونا على طريقتهم الخاصة

أزمة لبنان وخيارات حزب الله