in

كورونا يثير مخاوف من تزايد حالات العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال

Foto: dpa

في الوقت الذي دعت فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الناس للبقاء في منازلهم، أعربت منظمات الدعم عن مخاوفها بشأن زيادة نسب إساءة معاملة الأطفال في ظل إغلاق المدارس. كما يتوقع ارتفاع العنف المنزلي.

بالنسبة للعديد من الأطفال، تعد المدرسة مكاناً للتعلم والتواصل الاجتماعي. أما بالنسبة للآخرين، فهي ملاذ آمن بعيداً عن البيئات المنزلية غير الآمنة حيث يواجهون خطر إساءة المعاملة.

وفقاً لأرقام الشرطة، تم الإبلاغ عن أكثر من 4000 حالة اعتداء على الأطفال في عام 2018. وكان عدد حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال أعلى بكثير حيث تجاوز 14000 حالة.

تساهم الأماكن القريبة في الصراع

الآن، مع إغلاق المدارس كجزء من إجراءات ألمانيا للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث أصبح العديد من الأطفال بعيدين عن الأنظار، حذرت منظمات حماية الطفل من زيادة محتملة في إساءة معاملة الأطفال.

يقول راينر ريتينغر، الرئيس التنفيذي لجمعية الأطفال الألمانية (Deutscher Kinderverein)، إن الوضع بالنسبة لبعض الأطفال قد يصبح مهدداً للحياة. ويشير إلى أن: “الحجر وعدم القدرة على تجنب بعضهما البعض يحفز النزاع المحتمل ويزيد من العدوانية”، مضيفاً أن الأطفال الذين يعيشون مع آباء يعانون من الإدمان يجب أن يتلقوا اهتماماً خاصاً، ويقول “الآن في هذه الأزمة، هؤلاء الأطفال هم وحدهم مع الوالدين. لا أحد يرى تعاسة الوالدين. لا أحد يرى بؤس الطفل”.

زيادة الدعم عبر الإنترنت

مع وجود العديد من مجموعات الدعم التي تعمل عن بعد، تطالب وكالات حماية الطفل بزيادة الدعم على المنصات الرقمية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لإبقاء الأطفال والأسر على اطلاع جيد على المساعدة المتاحة.

تقول ستيفاني فريد من منظمة (Save the Children Deutschland) “في الوقت الحالي، يتم إبلاغ الأطفال بشكل أساسي عن طريق البالغين، ولكن قد لا يتلقى الأشخاص الأكثر ضعفاً المعلومات الصحيحة، خاصة الآن لأنهم لا يذهبون إلى المدارس”.

ورغم دعمها لإجراءات الحكومة الألمانية لتشجيع الابتعاد الاجتماعي، إلا أنها حذرت أيضاً من الصعوبات على المدى الطويل التي ستواجهها جميع العائلات من البقاء في المنازل لأسابيع متتالية.

وتضيف ستيفاني “يجب ألا ننسى أن الأطفال ليسوا بالغين، فهم بحاجة إلى مساحة للحركة وتفريغ الطاقة. يمكن دعم هذه الإجراءات لفترة قصيرة، ولكن بعد ذلك تحتاج الدولة إلى إعادة تقديم بعض أنواع الإمكانيات الترفيهية للعائلات في الهواء الطلق”.

مخاوف من العنف المنزلي

كما تخشى الملاجئ ومراكز الاستشارة من أن العنف المنزلي والجنسي بين البالغين سيزداد بشكل كبير في الأسابيع المقبلة، حيث يعمل المزيد من الناس من المنزل. بينما تم اعتبار البعض الآخر زائدين عن الحاجة أو تم صرفهم بالفعل بسبب التداعيات الاقتصادية للفيروس مما يزيد من الظروف العصيبة في المنزل.

وقد تم بالفعل الإبلاغ عن حالات مماثلة في الصين، حيث ارتفع عدد حالات العنف المنزلي في بعض الأماكن ثلاث مرات بعد أسابيع من إجراءات العزل الصارمة.

تقول كاتيا غريغر من الجمعية الفيدرالية لإرشاد المرأة ومراكز أزمات الاغتصاب (BFF) إنه بموجب التدابير الحالية المعمول بها في ألمانيا، من غير المرجح أن يغادر الشريك العنيف الشقة، مما يجعل من المستحيل تقريباً على الضحايا الوصول إلى مراكز المشورة والاتصال بها، كما يتم تقليل الزيارات الشخصية من شبكات الدعم والخدمات الاجتماعية بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا. 

وتؤكد كاتيا أنه “لهذا السبب ندعو الجيران إلى أن يكونوا أكثر وعياً بالحالات المحتملة للعنف المنزلي”، وتضيف “إذا سمعت صراخاً عالياً أو صرخات في شقق مجاورة، اتصل بالشرطة”.

إذا تم تطبيق حظر تجول أكثر صرامة، فإن الوضع سيصبح أكثر حدة أيضاً، وسيصبح ضحايا العنف المنزلي محاصرين مع من يعتدي عليهم. 

اطلب المساعدة 

تقول وزارة الأسرة وكبار السن والمرأة والشباب الألمانية (BMFSFJ) إن قضية العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال على خلفية أزمة كورونا، سيتم تناولها من قبل الوزيرة فرانزيسكا جيفي.

لحماية الأكثر ضعفاً في ألمانيا، يشعر السياسيون بالضغط فالوقت هو الأساس بالنسبة لهم لتقديم الدعم المالي، وإنفاذ جميع الموارد الممكنة لضمان سلامة أولئك الأكثر عرضة للخطر. 

إذا كنت في ألمانيا وتعاني من العنف وتحتاج إلى مشورة سرية، فاتصل بخط المساعدة المركزي الخاص بشركة Hilfetelefon  في ألمانيا على الرقم 08000 116 016 أو قم بزيارة هذا الموقع hilfetelefon.de.

هذا المقال مترجم من موقع DW للاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا

اقرأ/ي أيضاً:

أزمة كورونا: الولايات الألمانية تقترب من فرض حظر التجول في جميع أنحاء البلاد

برلين: الأمر القانوني الصادر بشأن الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا

الجيش الألماني يستعد للمشاركة في جهود مكافحة فيروس كورونا

أزمة كورونا: الولايات الألمانية تقترب من فرض حظر التجول في جميع أنحاء البلاد

مخاوف من وقوع كارثة في الوقت الذي تغلق فيه المخيمات في الجزر اليونانية على ساكنيها