أخبار ألمانيا: أشارت دراسة حديثة إلى أن جائحة كورونا غيّرت عادات التسوق لدى الألمان. حيث يعتقد أكثر من نصفهم أن شراء السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية كان أقل متعة مما كان عليه قبل بضع سنوات، وهذا هو السبب في أنهم الآن يتسوقون بشكل أقل. وذلك وفقاً للدراسة أجرتها شركة الأبحاث NielsenIQ.
تم تقديم أهم استنتاجات هذه الدراسة، يوم السبت 28 آب/ اغسطس، من قبل مجلة Wirtschaftswoche الأسبوعية للأعمال (WiWo). ووفقاً للدراسة، فقد تسبب الوباء في “شعور الناس بالحاجة إلى الحد من مشترياتهم”. لكن الخوف من الإصابة بالعدوى ليس هو العامل الوحيد. وقال توماس مونتيل كاسترو، الخبير في شركة NielsenIQ، لمجلة WiWo إن “الشباب على وجه الخصوص لا يريدون قضاء الكثير من الوقت في التسوق بعد الآن. في حالة حدوث جائحة، تعلموا أن هناك أشياء أكثر متعة يمكنهم القيام بها في أوقات فراغك”.
اقرأ/ي أيضاً: ألمانيا: إتاحة إمكانية تلقي لقاح كورونا في المتاجر ومحلات السوبر ماركت الألمانية
وبحسب كاسترو فإن عادات التسوق تغيرت بشكل كبير لدى الألمان، حيث أصبحت مشاوير التسوق العفوية إلى المخبز أو الصيدلية أقل تواتراً. كما أن هناك اتجاه ملحوظ نحو إجراء عمليات شراء كبيرة عند الذهاب إلى السوبرماركت. ويوضح كاسترو: “لم تبدأ الكثير من العائلات في شراء كميات كبيرة إلا بعد انتشار الوباء”.
انخفاض عدد الألمان من محلات السوبر ماركت الكبيرة
كما انخفض عد الألمان الذين يتسوقون من محلات السوبر ماركت الكبيرة أو متاجر التخفيضات، والتي كانت في السابق المكان الرئيسي للمشتريات الكبيرة “بالجملة”. وبحسب نتائج الدراسة، زادت مبيعات المتاجر التقليدية متوسطة الحجم بنسبة 6.3 في المائة في النصف الأول من عام 2021. بينما انخفضت مبيعات المتاجر الكبرى بنسبة 1.4 في المائة.
ويوضح الخبير أنه “عندما يعمل الأشخاص من المنزل في المكاتب المنزلية ، فمن غير المرجح أن يذهبوا إلى محلات السوبر ماركت الكبيرة للتسوق أيام السبت، ولكن غالبًا ما يستخدمون استراحة الغداء للتسوق في سوبر ماركت قريب في منتصف الأسبوع”. كما يعتقد كاسترو أن مثل هذه السلوكيات ستستمر حتى بعد انتهاء الوباء. ويضيف أنه “حتى ما قبل 10 سنوات، كان السعر والعروض الخاصة هما المحددان الرئيسيان لمكان الشراء. لكن في حالة جيل الشباب، لم يعد يلعب مثل هذا الدور الكبير. لقد أصبح من المهم بالنسبة لهم عدم قضاء الكثير من الوقت في التسوق”.
ووفقاً لنتيجة دراسة أخرى أجرتها شركة الأبحاث IRI، نقلاً عن مجلة “WiWo” فإن ما يقرب من ربع المستهلكين يرغبون في قضاء المزيد من الوقت في المنزل مع الأصدقاء والعائلة والطهي في كثير من الأحيان، حتى بعد انتهاء الوباء. كما أن ما يقرب من 40 في المائة من الألمان مقتنعون أنه حتى بعد انتهاء الوباء، سيبدو التسوق مختلفًا عن ذي قبل.
تحسن عمل قطاع التجارة الإلكترونية خلال الوباء
وفقًا لبيانات شركة NielsenIQ، زادت مبيعات السلع الاستهلاكية عبر الإنترنت بنسبة 34% في عام 2020. ومع ذلك، لا تزال التجارة عبر الإنترنت في المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الأخرى لا تلعب دورًا كبيرًا في ألمانيا كما هو الحال في البلدان الأوروبية الأخرى. وتشير مجلة “WiWo” إلى أنه “في حين أن حصة التجارة الإلكترونية في سوق السلع الاستهلاكية في ألمانيا هي حاليًا فقط 1.2 في المئة، على الرغم من الطفرة التي أحدثتها إجراءات الإغلاق، فهي 10.2 في المائة في فرنسا و 11.9 في المائة في بريطانيا العظمى”.
