in

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 16: لهذه الأسباب يلجأ الذكور إلى المعالج الجنسي

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات لهذه الأسباب يلجأ الذكور إلى المعالج الجنسي
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات لهذه الأسباب يلجأ الذكور إلى المعالج الجنسي

د. بسام عويل. اختصاصي علم النفس العيادي والصحة النفسية والجنسية
تعتبر استشارة الأخصائي الجنسي مسألة ذات بعد شخصي وحميمي للغاية عند الجميع ذكوراً وإناثاً، إلا أنها بالنسبة للذكور أكثر حساسية والكثيرون يخفونها ويعتبرونها سراً عميقاً لا يتقاسمونه حتى مع شريكاتهم بحال كانوا بعلاقة عاطفية أو جنسية أو علاقة زواج.

من خبرتي الشخصية كمعالج سأحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ما الذي يجعل مثل هذه الاستشارات على هذه الدرجة من الحساسية؟ وماهي أهم المواضيع التي تدفع بالذكور إلى المعالج الجنسي؟

هوس الذكورة والفحولة

لا تزال الصورة الذكورية النمطية متجذرة في ثقافتنا. صورة الذكر الذي يتمتع ببنية بدنية وقدرة جنسية فائقة، تسمح بأن يكون لديه العديد من الشريكات وربما حتى الشركاء الجنسيين بنفس الوقت، ولديه القدرة على إشباع الجميع وبأي وقت. إنه قوي، فحل أكرمته الطبيعة بعضو كبير يرضي شبق الإناث ويتتنافسن عليه، ولديه أيضاً إمكانية تنظيم وقته كما يشاء وعموماً لا تنقصه إمكانية الحصول على المال وإغداق الهدايا والصرف على العشيقات. 
وبالتالي فإن أي خدش لهذه الصورة المبنية على هذه الشبكة المتكاملة من الأفكار والاعتقادات، سواء بما يخص العضو أو الفحولة أو الإرضاء الجنسي للإناث أو تعدد العلاقات أو إمكانية الإنفاق على العشيقات، هو مشكلة بحد ذاته.

يعاني الكثير من الذكور وخاصةً بعمر الثلاثين ومافوق، من عقد نفسية وإحباطات وسوء تقدير للذات، أو الشعور بأنهم أدنى وأقل قيمة من غيرهم، مما قد يجعلهم يبتعدون عن الجنس وعن شريكاتهم لا بل وينغلقون على أنفسهم محاولين التعويض عبر العلاقات الافتراضية والمغالاة بممارسة الاستمناء، مما يجعل الحلقة تضيق تدريجياً عليهم وتزداد حالتهم سوءاً فيهملون أنفسهم وأعمالهم ويبتعدون عن أصدقائهم، قد ينعكس الأمر لدى البعض في إدمان الخمر أو الأدوية والمخدرات ويدخلون في دوار انخفاض المزاج ومنه إلى الاكتئاب. 
هذه الشبكة من الاعتقادات التي تعشعش في رؤوسهم حول “ما ينبغي أن يكونوا عليه” تسلبهم الشعور بالذكورة وتؤسس للكثير من الاضطرابات النفسية الجنسية والمشكلات الاجتماعية والشعور بالضيق، وعموماً بعد فشلهم في الخروج من هذه الهاوية بأنفسهم وبأدواتهم يبدأون بالبحث عن المساعدة المهنية، على سبيل المثال من خلال التواصل معي.

التفضيلات والميول الجنسية

يواجه عددٌ ليس بالقليل من الذكور صعوبةً في فهم وتحديد وقبول ميولهم وتفضيلاتهم الجنسية. فقد يشعر أنه BDSM (الاستمتاع بالسيطرة، العقاب وتمثيل الأدوار الشهوانية)، أو أنه غيري أو ثنائي الجنس، أو لديه تفضيلات جنسية أخرى تخص الشريكة/ الشريك وطريقة المجامعة ونوعها ومكانها بما فيها المتعة بالخضوع الجنسي الخ. وغالباً ما يريدون أن يسمعوا ويتأكدوا ويطمئنوا إلى أنهم طبيعيون وليسوا شاذين، ولكن هناك من يأتي للاستشارة بهدف المساعدة في تغيير هذه الأهواء والتفضيلات والميول لأنها لا تتوافق مع عقيدته الدينية مثلاً أو خوفاً من عواقب سلوكياته الجنسية اجتماعياً أو قانونياً، أو لتعارضها مع الوضع المهني أو الاجتماعي له ولأسرته.

الخيانة

يأتي بعض الذكور إلى العيادة الجنسية لأنهم يشعرون بتأنيب الضمير بسبب خياناتهم لشريكاتهم ويريدون التوقف، لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك. أحياناً يتبين أن الأمر يتعلق بالقلق أو المخاوف من خيانة الشريكة لهم وهو ما تحدثت عنه في البداية، أي خدش مفهوم “الرجولة” لديهم، وعندها يرغبون في فهم سيكولوجية وجنسانية الأنثى بشكل أفضل وتعلم مهارات إرضاء الشريكات، للتنافس الأفضل على الشريكات المحتملات أو لدرء احتمال الخيانة من طرف الشريكة الحالية. 
وفي أحيان أخرى يطلبون الاستشارة الجنسية لكونهم اكتشفوا أن شريكاتهم/ زوجاتهم قد خانوهم عاطفياً أو جنسياً مع ذكور أخرين، وهو الأمر الذي يقصم ظهر الذكور ويشعرهم بالذل والإهانة المطلقة، ويجعل البعض منهم يشعر بالإخصاء بغض النظر عما إذا كان له دور في تلك الخيانة أم لا. 

ضعف الرغبة الجنسية واضطرابات الانتصاب والقذف المبكر

يأتي الرجال إليّ كمعالج جنسي ليستوضحوا على سبيل المثال لماذا ضعفت رغبتهم الجنسية أو فقدوا استمتاعهم بالجنس كالسابق ولم يعودوا بحاجةٍ إليه كثيرًا. ولكون الذكورة تقاس في الذهنية الذكورية بالرغبة الجنسية والقدرة على تلبية حاجات الشريكة/ الشريكات والبقاء في حالة تأهب لأداء الدور الذكوري الجنسي، فإن أي شعور بانخفاض الرغبة سرعان ما يجعل الذكر يفكر في ذكوريته ومكانته، وأنه مريض يجب عليه العودة إلى ماكان عليه، أو أن يكون وفق ما ينتظره منه دوره الجنسي الذكوري. 
وعادةً تأتي الزيارة بعد المحاولات الفردية الفاشلة المدعومة بمعارف العم “غوغل”. وبالطبع هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية وانخفاضها الذي يمكن أن يكون مرحليا مؤقتاً لأسباب ذاتية أو موضوعية أو تتعلق بالشريكة/ الشريك، إلا أن معظم الذكور يقللون من أهمية تلك العوامل وعلى رأسها نموذج الحياة والغذاء وربما المهدئات أو الأدوية التي يتناولها، إضافةً إلى الإجهاد والإرهاق أو اضطراب الشريكة والوضع الاقتصادي وغيرها. 

ضعف الرغبة الجنسية واضطرابات النشوة عند الشريكات

على الرغم من أن معظم الذكور الذين يعانون من هذه المشكلة يحاولون مواجهتها بالضغط على الشريكة وتحميلها مسؤولية ذلك، إلا أن معظم هؤلاء لا يستطيعون الإجابة عن أبسط الأسئلة المتعلقة بأهواء شريكاتهم، وخصوصيات تفضيلاتهم ولا حتى عما إذا كنّ يصلن إلى الذروة ويعشن هزات الجماع. 
ولكن هناك فئة لحسن الحظ بين الذكور الذين يهتمون بمشاعر شريكاتهم وباحتياجاتهنّ ويرغبون في ايجاد حل للمشكلة عبر فهم دورهم في هذا الاضطراب، وهؤلاء أيضاً يأتون إليّ.

اقرأ/ي أيضاً:

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 15: التفضيلات الجنسية التي نطلق عليها خطأً “الانحرافات الجنسية”
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 14: مفارقات الرغبة الجنسية
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 13: ماذا تعرف عن علاقة المريخ بالزهرة؟

اللاجئين وسوق العمل في ألمانيا

افتتاحية العدد 55: العمل حقٌّ للجميع.. ولكنْ!

العمل بالأسود في ألمانيا

العمل بالأسود في ألمانيا.. وقبضة ربّ العمل المحْـكمة