in

افتتاحية العدد 60: التربية الجنسية.. من أجل حماية أطفالنا

التربية الجنسية.. من أجل حماية أطفالنا
التربية الجنسية.. من أجل حماية أطفالنا

علياء أحمد. باحثة ومدرّبة في قضايا المرأة والطفل
في بلدان اللجوء، يجد معظم القادمين/ات الجدد أنفسهم أمام تحوّل كبير في مفاهيم عديدة وسبل التعامل معها، ويأتي “الجنس” في مقدمتها، نظراً لحساسيته ولأنه يختلف في الموطن الجديد بأبعاده الثقافية والمعرفية والأخلاقية، عمّا كان عليه في البلدان الأصلية، حيث مازال من أخطر التابوهات المحرّمة.

هنا أصبح موضوعاً للنقاش العلني المرتبط بسياسات “الاندماج”، ومادة يدرسها الأطفال في الصفوف المدرسية الأولى. كما أنّ احترام ذوي الهويات والخيارات الجنسية المختلفة و”تقرير المصير الجنسي”، أصبحت حقوقاً يُطالَب بها على الملأ بدعم منظمات حقوقية وإنسانية. وبوجه عام، يتم رفع الوعي بالحقوق الجنسية والتنبيه إلى موضوع الاغتصاب الزوجي والعنف الجنسي والحماية منه عبر فعاليات وأنشطة متنوّعة، وتوزيع نشرات لتسهيل إيصال المعلومات العلمية والقانونية الصحيحة للجميع، بالّلغات الأم وبأسلوب مبسّط.
لكن هذا التغيير الجذري في التعامل مع موضوع “الجنس”، سبب أرقاً شديداً لكثير من العائلات اللاجئة والمهاجرة، وأثار مخاوفهم من توصيل المعرفة الجنسية إلى أطفالهم، ظنّاً منهم بأن هذا يسيء لهويتهم أو دينهم وتقاليدهم.

اقرأ/ي أيضاً: ماذا يتعلم أولادنا في المدارس الأوروبية؟ عن قلق بعض الأهالي حول مناهج التربية الجنسية المدرسية

المفارقة أن التراث العربي/الإسلامي يزخر بمؤلّفات ومصنّفات لا تحصى تتناول “الجنس”، سواء في سياق علمي أو ديني، أو في إطار الأدب والطرائف والأشعار، لكنّ مجتمعات العرب والمسلمين المعاصرة تتناول الموضوع بمواربة ومن تحت الطاولة. هذا الأسلوب لايلبّي الفضول الفطري والاحتياج الإنساني للمعرفة الجنسية.
والمناهج العربية التي تناولت بخجل موضوع الجنس، في بعض دروس العلوم الطبيعية أو الدين، لاتجيب عن أسئلة كثيرة تجول في خيال الأطفال والمراهقين فيبحثون عن الأجوبة سرّاً، وبطرق خاطئة تضعهم تحت ضغوط نفسية، وقد تعرّضهم للاستغلال الجنسي، عدا عن تلقّيهم معلومات مشوهة وتفسيرات مغلوطة، تؤثر لاحقاً على حيواتهم العاطفية والجنسية، نساءاً ورجالاً.

إنّ التربية الجنسية تزداد أهمية في ظل ثورة التكنولوجيا وانتشار ألعاب الإنترنت بين الأطفال، مما يجعلهم فريسة سهلة للعنف والاستغلال الجنسي، فالتربية الجنسية تتيح للطفل وعي ذاته وجسده واحترامه وتعلّمه من ثمّ حماية نفسه. وفي حال التعرّض لأي إساءة جنسية، يستطيع الطفل الذي تلقى توعية جنسية سليمة الدفاع عن نفسه ووقف الانتهاك، عبر فضح المسيئن له بدلاً من الشعور بالعار أو الذنب.
حماية الطفل لاتكون بحجب المعرفة عنه بل بتزويده بها، ليكبر متصالحاً مع ذاته وجسده، في صحة نفسية معافاة.

ألمانيا: وزيرة العدل تتهم المستشارية بعرقلة مشروعين ضد التطرف اليميني والعنصرية

ألمانيا: وزيرة العدل تتهم المستشارية بعرقلة مشروعين ضد التطرف اليميني والعنصرية

حظر التجول في ألمانيا: قيود صارمة في عدة ولايات

ألمانيا: قيود صارمة في عدة ولايات والحكومة تواصل مناقشة قانون “مكابح الطوارئ”