in

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الإعلامية عبير قبطي

تصوير: ميساء سلامة فولف
إعداد ميساء سلامة فولف
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.

عبير قبطي. الغربة ليست مشاعر فقط، لا بل تحديات ملموسة.

ولدت عبير قبطي في مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة، لأسرةٍ تهتم بالعلم والثقافة والتحصيل العلمي لأبنائها وبناتها في المقام الأول. تقول عبير: “أكثر جملة كانت ترددها والدتي على مسامعنا هي: لا أريد لبناتي الزواج المبكر، بل استكمال تعليمهن الجامعي وبعدها لهن الخيار “.

تخرجت عبير من كلية الاقتصاد والتجارة في جامعة حيفا، وعملت مدققة حسابات وكان ينتظرها مستقبل واعد في هذا المجال، ولكن كانت هناك دائماً رغبة دفينة تشدها لعالم الصحافة والإعلام وخصوصاً أنها كانت ناشطة سياسية واجتماعية.

لذلك قررت أن تتبع حدسها وتختبر ذاتها في هذا المجال، وحصلت على وظيفة كمنسقة إعلامية في منظمة حقوق إنسان في حيفا. هذه الوظيفة كانت بداية مشوارها المهني، فعملت على تطوير مهاراتها، وتابعت دراستها في مجال الإعلام والاتصال.

تجربة العمل الميداني في ظل الاحتلال

حصلت على منحة Chevening ‬في لندن لدراسة الماجستير في الإعلام السياسي. بعد إنهاء الماجستير عادت عبير إلى فلسطين وعملت في المجال الإعلامي في الداخل، ثم انتقلت للعمل لعدة سنوات في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وآخر عمل لها هناك هو ناطقة بلسان لجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، عملت في الميدان، وارتبطت بقصص الناس وحياتهم وتحدياتهم تحت الاحتلال.

تقول عبير “هذه الفترة كانت مؤسسة لعلاقتي بالوطن، فالتماس المباشر مع الحواجز والاعتقالات والقرب من الموت واستشهاد أو اعتقال أشخاص ربطتني بهم علاقة النضال، عزز قناعتي بأن الاحتلال استطاع أن يقسمنا ويفرقنا نحن الفلسطينيين من خلال بناء هرمية قمع/ هرمية حرمان”.

استقرت عبير منذ عدة سنوات في برلين، وتحضر الآن لرسالة الدكتوراه حول علاقات القوى بين الفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي. إلى جانب دراستها تعمل أيضاً مع شبكة ماري كولفن والتي تقدم الدعم للصحفيات العربيات في العالم العربي.

أما عن برلين فتقول “في الماضي زرت برلين عدة مرات ولم يستهوني العيش فيها، فقط في آخر زيارة تغيرت فكرتي هذه. بشكل عام عندي مشكلة مع إظهار برلين بصورة رومانسية مبالغ فيها، فهي مدينة فيها الكثير من المشاكل مثل أي مدينة أخرى، لكن أجمل ما فيها أنها منفتحة على الأفكار الجديدة والمتنوعة، فكل شيء فيها ممكن التحقيق”. 

أما عن الحياة في الغربة فتكمل عبير قائلة: “الغربة ليست مشاعر فقط، لا بل تحديات ملموسة مع الأوراق و البيروقراطية وإنجاز أمور يومية غريبة عنك، وأحياناً غير منطقية، وبالأخص عندما يصبح لديك طفل، تبدأ هموم غربة من نوع آخر”.

تجربة الأمومة اخذتها إلى عوالم جديدة. وعملت “بودكاست” podcast‬ (برنامج الراديو حسب الطلب) عن الولادة، الأمومة، الأبوة والتربية وكانت تجربة هامة جدا أعادت لها شغفها بالصحافة. 

تعمل عبير الآن على إنهاء رسالة الدكتوراه، حتى تكمل مشاريعها المؤجلة حالياً.

تعرفوا على مهاجرين آخرين حققوا نجاحات في ألمانيا:

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – سليم نجاري

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الدكتورة سلام سعيد

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الكاتب والصحفي حكم عبد الهادي

ميركل تتوجه بكلمة إلى الأمة في خطاب تلفزيوني استثنائي حول أزمة كورونا

هل المرأة العربية بخير؟ الإجابة من خلال ثلاث حكايات نسوية…