in

برلين.. “هنا أعدت اكتشاف ذاتي”

الحياة في برلين
الحياة في برلين

تشكِّل العاصمة الألمانية برلين قبلةً للشباب المهاجر منذ مطلع التسعينيات بعدَ إعادة توحيد ألمانيا، حيث أصبحت المدينة واحدةً من أكثر المدن ترحيباً بالزوّار من مختلف الجنسيات والأعراق، فضلاً عن استقطاب جامعاتها للطلّاب من مختلف أنحاء العالم. 

ومع موجة الهجرة التي شهدتها البلاد مطلع عام 2013 أصبحت هذه المدينة قبلة للشباب اللاجئ، والذي استقرَّ أفي البداية في مدن ألمانية أخرى قبل أن يتخذ قرار الانتقال إلى برلين.. فما السرّ؟ لماذا برلين؟

الجوّ والشعب اللطيف وفرص العمل

يحكي فداء سويس (22 عاماً)، لاجئ وطالب سوري في برلين، عن سبب اختياره لبرلين دوناً عن مدن ألمانيا المختلفة بالقول: “إنّ جوَّ برلين جوّ لطيف للغاية، وهنا تتوفَّر فرص العمل للشباب بشكل كبير، إضافة إلى أنّ سكّان المدينة لطفاء للغاية وودودين ومستعدين جداً للمساعدة،حيث نادراً ما تتواصل مع أحد الغرباء دون أن يجيبك ويقدّم لك المساعدة، وهذه الأمور مهمّة للغاية بالنسبة لي كغريب في المدينة، فهي مشجّعة لي على صعيد الدراسة والعمل والاندماج”. ويضيف فداء: “أشعر هنا براحةٍ نفسية قلّما شعرت بها في مدن ألمانية أخرى، فالإنسان في هذه المدينة لا يشعر بالغربة حتّى ولو كان غريباً، ففي برلين تتوفّر أجواء عربية تحاكي تلك الأجواء التي اعتدنا عليها في سوريا”.

اقرأ/ي أيضاً: غورليتزا بارك البرلينيّ.. على خارطة المخدرات واللجوء

أمّا عن المصاعب التي واجهته في برلين فيقول: “لا توجد مدينة ألمانية فيها كلّ ما يريده الإنسان، وبرلين ليست استثناءً، فليس هناك وفرة في الشقق السكنية المطروحة للإيجار، وعانيت حتّى حصلت على سكنٍ مشترك مع بعض الطلاب نهاية الأمر”. ويتابع فداء: “لكن في المقابل ثمّة الكثير من العقارات المطروحة للإيجار في باقي المقاطعات الألمانية، غير أنّ الحياة فيها كئيبة عكس برلين التي فيها الحياة مرحة وجميلة”.

تشكِّل فرص العمل الوفيرة للشباب إضافة إلى الأجواء العربية والطبيعة المرحّبة المتقبّلة لسكّان برلين عامل جذب مهمّ للشباب السوريين.. ولكن ماذا بعد؟

تعدّد الثقافات والفضاء الحرّ واحترام الحرّيات

للاطلاع أكثر على آراء الشباب في برلين حول رغبتهم في الاستقرار في هذه المدينة التقينا بفؤاد خرما (26 عاماً)، وهو لاجئ سوري وطالب هندسة حاسوب في جامعة برلين الحرّة، الذي أكَّد أنّ برلين من أكثر المدن التي عاش فيها جمالاً وروعةً واحتراماً للإنسان وحرّياتهِ، فيقول: “هنا في برلين لا يتدخّل الناس ببعضهم البعض، لا من حيث ما يرتدون ولا من حيث ما يفعلون ولا من حيث المحال التي يرتادونها أو الميولات الجنسية التي هم عليها، وهذا ما يوفّر للشباب فضاءً حرّاً ليعبّروا من خلاله عن أنفسهم وعواطفهم وبالتالي تتفجَّر طاقاتهم الإبداعية ويقدّمون أفضل ما لديهم”.

وفي سياق الحرّيات يضيف فؤاد: “إنّ المدينة تضمّ كلّ أنواع وأصناف البشر وكلّ الأعراق ومن مختلف بلدان العالم دون أن يثير ذلك مشكلات أو يسبب خلافات؛ على العكس فهو يجعل من الاختلاف ضرورة للحياة هنا، وبذلك تصدّر برلين نموذجاً عن قدرة البشر بالرغم من اختلاف ثقافاتهم على التقبّل والتعاون والإبداع”.

اقرأ/ي أيضاً: رحلة المقاهي البرلينية

أمّا هيا (23 عاماً) التي تعيش في برلين منذ أربعة أعوام فتقول: “في برلين يوجد كلّ شيء ولكلّ البشر، فلا يمكن لأحدٍ أن يأتي إلى برلين وترفضه، لا للونه ولا لديانته ولا لجنسيتهِ، فهي مدينة المحرومين والمضطهدين، وهي المدينة التي تستقطب على مدار الساعة الموسيقيين والرسّامين والأدباء والمثقفين من كلّ بقاع الأرض”. وتضيف: “فكلّ حجر من أحجار هذه المدينة يروي قصّةً.. وفي كلّ قصّة يمكنك أن تكتشف جزءً من ذاتك كان قبل سماعها مختفياً.. ولذلك أحبّ برلين”.

وتختم هيا حديثها لأبواب بالقول: “وفي برلين مئات المعالم السياحية التي تجسّد حضارات العالم وتختصرها، ففي كلّ حيّ متحفّ أو كاتدرائية عريقة أو مسجد قديم. وفي المقابل فيها البارات والمقاهي والأجواء المفعمة بالحياة الشبابية، فهي تمزج بين القديم والجديد وبين التقليدي والمعاصر”. 

وهكذا فإنّ برلين بأجوائها وجمالياتها وتاريخها وما توفّره من فرص للقادمين إليها من كلّ أنحاء العالم استطاعت أن تظفر بقلوب الآلاف من الشباب السوريين التوّاقين للحياة والحرّية والعيش الكريم.

خاص أبواب
يارا الحمد. صحافية سورية مقيمة في نورنبرغ 

مخالفات المرور في ألمانيا: غرامات مرتفعة جداً لتجاوز السرعة والوقوف الخاطئ

مخالفات المرور في ألمانيا: غرامات مرتفعة جداً لتجاوز السرعة والوقوف الخاطئ

فرنسا: اعتداءات جنسية على الأطفال في الكنيسة

اعتداءات جنسية على مئات الآلاف من الأطفال في الكنائس الكاثوليكية في فرنسا