in

في الزنزانة رقم 1: الفن وسيلة لتذليل المصاعب ونبذ العنف

ضمن فعاليات  اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، قدمت جمعية (Women In Action International)، عرضها المسرحي الأول ( الزنزانة رقم 1 ) برعاية فريق حقوق المرأة التابع لمنظمة العفو الدولية ( amnesty )- في جنيف.

عُرضت المسرحية في صالة مسرح “Salle du terreau“، في جنيف – سويسرا يوم الأحد 26/11/2017. كما سيتم إعادة العرض في ختام هذا العام في صالة مسرح Galpon جنيف ، في تمام الساعة السادسة ليوم السبت بتاريخ 16/12/2017. كما وستكون هناك عروض عديدة لتقديم المسرحية في عدد من كانتونات سويسرا للعام القادم، مع احتمالية عرضه في دول أخرى.

تدور أحداث المسرحية حول الألم والأمل أثناء الأوقات العصيبة التي ألمّت بنساءٍ في زنزانة انفرادية، ضمت اثنتا عشرة امرأة سورية، تروي أحداث المسرحية إحدى المعتقلات الخارجات من تلك الزنزانة من خلال نص كتبته بالعربية وترجم الى الفرنسية، عن سيرة اعتقالها هي وزوجها ومن ثمّ عدم معرفتها بمصير ابنتها الوحيدة.

تصف ذلك كله كاتبة النص المعتقلة “أمل نصر” من خلال الأحداث التي عاشتها مع اولئك النساء في الزنزانة الانفرادية رقم 1، والتي كانت تشترك معهنّ فيها بظروفٍ مكانية ضيقة جداً وسيئة للغاية، وكيف كانت تمر ايامهن مع سماع صرخات أوجاع وآلام أولادهن وأقاربهن ومن حولهن من فتحة تلك الزنزانة. وتبرز الظروف السيئة التي عاشوها ورأوها من حالات لا انسانية لهن وللرجال في نفس المكان، وللحظات القهر التي مرت عليهن يوم عيد الأم في 21 مارس 2014، بدون أطفالهن وأسرهن الذين لا يعرفون عن مصيرهنّ شيء.

الكاتبة شاركت في العمل كممثلة وأدّت بشجاعة قصتها الحقيقية بنفسها. ورغم كل تلك الأوضاع  القاسية لها ولأسرتها كان حلم خروجها مرتبط بأمل بناء وطنها بسلام، ورغم أن ظروف الإعتقال الوحشية التي مرت بها مع تلك النساء، لم تمنعها من إكمال مسيرتها النضالية بعد خروجها ولجوئها، بإيصال صوتها إلى مجتمعها الذي انتقلت إليه الآن،  من خلال الدعوة لأن تتكاتف النساء في مناهضة العنف بالنضال السلمي، لسلام بلدها وسلام نسائه ونساء بلاد العالم أجمع.

 

سلمى لكروني مخرجة المسرحية ورئيسة جمعية (Women in Action International)، سلطت الضوء على ذلك العنف المتمثل في إساءة معاملة النساء في المعتقلات ، لفضح التجارب المؤلمة والضغوط الشديدة التي تتعرض لها النساء.

شارك في العمل مهدي الشطلي في التأليف الموسيقي، والكوريغرافيا والرقص من أداء الراقصة أنجيلا الدبس، وفن الفيديو أداه المصور رزن طربيه، وأغنية الختام كتبها هادي الجندي.

كان تفاعل الجمهور مع المسرحية كبيراً، وانعكس في الحوار الذي تلا العرض، حيث وجّه الحضور أسئلتهم وانطباعاتهم إلى جميع أعضاء فريق العمل، مما دلّ على أن رسالة العمل قد وصلت ولامست عقول وقلوب الحاضرين.

المسرحية هي محاولة فنية لتعزيز السلام والتنوع والتكامل المعروفة في شعوب تسعى لديمومة السلام كسويسرا، ووسيلة أيضاً لإظهار القدرات الفنية التي تتوفر بشكل كبير في اللاجئين والمهاجرين في إظهار معاناتهم وحلمهم الذي عملوا عليه سابقاً ولا يزالون يطمحون له في بناء السلام في بلادهم ايضاً.

 

اقرأ أيضاً:

مسرحية “الزنزانة رقم 1”: عندما يتحول الفن إلى وسيلة من وسائل المقاومة

حبّك نار.. مسرحية بلا نهاية

فرانكفورت: ممثلون سوريون في عرض مسرحي جديد فيه الشعر والرقص والأحلام

معرض سوريا الفن والهروب

كيف تُبنى التحالفات في النظام الحزبي الألماني؟

هل يكفي ما تقدمه الحكومة الألمانية لإغراء اللاجئين على العودة الطوعية؟