in

اللاجئون من ظلم السجون في الوطن إلى ظلم الأوراق في المنفى

كيف يمكن القول عن شعب “رزح تحت حكم الديكتاتورية لعقود متتالية، وتعرض خلالها للعديد من الاضطرابات الاجتماعية والنفسية بما ذلك القهر والاعتقال، ثم ومن غير سابق إنذار تعرض للتهجير والتشتت وويلات المخيمات ومن ثم بلدان اللجوء، حيث انعدام التواصل وضيق الافق”، أنه شعب سويّ نفسياً؟

يعتبر سيغموند فرويد من أهم علماء النفس في العالم، والفضل الكبير لما وصل إليه فرويد من المعرفة وفهم أعماق النفس البشرية يعود إلى الدرجة العالية من الشفافية والمصداقية التي تمتع بها مرضاه ، واللتين مكنتا فرويد من فهم تجارب الناس وأمراض النفس البشرية، وهو الأمر شبه المفقود في مجتمعاتنا العربية لأسباب كثيرة يمكن تناولها في موضوع منفصل.

تحت سطوة الديكتاتورية والتهجير والتدمير والتعذيب

مع موجات التهجير والهروب من القتل والتهديد بسحق الحياة وسيطرة الفوضى والبلاء على الساحة السورية، اختار الكثير من السوريين اللجوء لدول الجوار العربي أو للبلدان الأوروبية.

ورغم تفاوت الظروف وتباينها سلباً وإيجاباً بين تلك البلدان، فإنه بلا شك يبقى من حسن حظ البعض أن الأحوال في بعض البلدان الأوروبية هي الأفضل على كل الصعد مقارنة مع بلدان اللجوء العربية ومخيمات القهر في تركيا ولبنان.

ورغم التفاوت في الشروط المعيشية سواء بين الداخل السوري (المحرر وغير المحرر) وبين الخارج السوري، وبين دول اللجوء الأوروبية وغير الأوروبية، فإنّ تشابه الآلام النفسية شكل علامةً واضحة للشخصية السورية، وهو الأمر البديهي علمياً ونفسياً كما ذكرنا آنفا.

تهدف هذه الدراسة من حيث المبدأ إلى تسليط الضوء على أبرز الأمراض والمشاكل النفسية التي يعاني منها الكثير من طالبي اللجوء والوافدين الجدد إلى أوروبا وألمانيا تحديداً، وصولاً لمعرفة أسبابها الذاتية والموضوعية، المباشرة وغير المباشرة ثم العمل على تجنبها أو التخفيف من أثرها ومعالجتها، شأنها شأن الأمراض الجسدية والباطنية. ومن أبرز هذه الأمراض ” الاكتئاب”؛ ويشعر المصابون به بأن الحياة بلا معنى وبلا جدوى، والأسوأ هو اعتقادهم بعبثية كل مايقومون بفعله.

وقد تشتد الأعراض إلى حالةٍ من الحزن والخيبة، وفقدان الشهية واضطراب النوم، وربما اليأس من الحياة والمستقبل. وتختلف هذه الصور المركبة والمعقدة من شخص لآخر شدةً وقسوة وعندما تطول الفترة الملازمة لهذه الأعراض يصبح الاكتئاب عصابياً.

وقد يظن المرضى أن مشاكلهم الجسدية وراء تدهور حالتهم النفسية، حيث تنتشر بعض هذه الأعراض في أوساط اللاجئين وغالباً ما يعانون من أمراض جسدية كأمراض المعدة والقولون بعيد وصولهم بلدان اللجوء، وغالباً مايكون وراء هذه المعاناة أسباب نفسية بحتة.

ولكن من الجدير بالذكر، أن معظم اللاجئين في البلدان الأوروبية، بدأوا فعلياً وبشكل جديّ، تقبل فكرة أنه من الممكن الحصول على المساعدة الطبية والنفسية من مختصين في تلك البلدان، ونفي المفهوم الخاطئ عن المرضى النفسيين في بلدهم الأم.

هذه المادة منقولة بتصرف عن موقع قنطرة.

اقرأ أيضاً:

موسم الهجرة إلى الشمال

اللاجئون بين الاندماج وحلم العودة

خولة: مؤنثٌ عربيّ بمعنى الظّبية التي لا تَقوى على المشي

أنواع الخبز في ألمانيا: دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجرَّبة

بالفيديو: هكذا يتماهى صوت امرأة مع أصوات الطبيعة