in

شخصية العدد 55: هانا هوش واحتراق الثقافة البصرية في برلين

هانا هوش
هانا هوش

هانا هوش هي فنانة ألمانية من المدرسة الدادائية (1889-1978)، اشتهرت بأعمالها في فترة جمهورية فايمار، حيث كانت واحدةً من منشئي التركيب الفوتوغرافي أو الفوتومونتاج؛ وهو نوع من الكولاج تكون فيه العناصر الملصقة عبارة عن صور فوتوغرافية فعلية، أو نسخ فوتوغرافية مأخوذة من الصحف أو المجلات.

والدادائية أو “دادا” هي حركة ثقافية فنية تأسست عام 1915 في زيورخ بسويسرا. وكانت توصف بأنها “مناهضة للفن” بشكله التقليدي وسياستها “محاربة الفن بالفن”، إذ رأى الدادائيون أن الفن لا يجب أن يكون له حدود أو قيود وأنه يمكن أن يكون غريب الأطوار ومرح. 
عملت الحركة على تشكيك الشارع والمجتمع بدور الحكومة، ورفض النزعة العسكرية بعد رؤية فظائع الحرب، انتقدت العديد من مقالات دادا جمهورية فايمار ومحاولتها الفاشلة لإنشاء ديمقراطية في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الأولى. وليس لمصطلح “دادا” معنى حقيقي بل هي كلمة مستعارة من لغة الأطفال واستخدمت لوصف عدم ضرورة وجود سبب أو منطق في الفن.

الخطاب الأنثوي في أعمال هانا هوش

تعرض الصور المركبة لـ هانا هوش الفوضى، وتعلن احتراق الثقافة البصرية في برلين من منظور نسائي بشكل خاص. أرادت في أعمالها أن تفكك الحكاية والانقسام الذي كان موجوداً في مفهوم “المرأة الجديدة”: امرأة نشطة ومهنية لكنها لا تتبع المعايير الأنثوية التي سار عليها المجتمع والسياسة، امرأة مستعدة لتأخذ مكانها على قدم المساواة مع الرجل. كان اهتمام هانا بالموضوع هو كيفية هيكلة الانقسام، وكذلك في من يقوم ببناء الأدوار الاجتماعية.
تفاعلت جميع هذه الموضوعات لخلق خطاب أنثوي في أعمال هوش، مما شجع على تحرير المرأة وتأكيد دورها في الفن والمجتمع في فترة جمهورية فايمار (1919-1933).
رغم أن دادائيين آخرين كانوا مترددين في قبول عملها بسبب التمييز الجنسي المتأصل داخل الحركة. ورغم أن عملها أضاف “ملاحظة نسائية ساخرة” إلى الفلسفة الدادائية، لكن هويتها كامرأة ومواضيعها الأنثوية كل هذا ساهم في عدم قبولها بالكامل من قبل الدادائيين الذكور.

أعمال هانا هوش في مواجهة الأيديولوجية النازية

مثل فنانين “دادا” الآخرين، تعرضت أعمال هوش للكثير من التدقيق من قبل النازيين لأنها كانت تُعتبر “أعمالاً منحطّة”. أوقف النازيون معرضها الذي كان سيقام عام 1932 في مدرسة الفنون في برلين. ربما لم يزعجهم جمالها فحسب، بل أيضاً رسائلها السياسية ومجرد كونها امرأة.
صورت أعمالها أفراداً مختلفي الجنس أو غير محددي الجنس، وهو ما تحتقره الأيديولوجية النازية التي تفضل الأسلوب العقلاني التقليدي الواضح، والأعمال الفنية التي تصور الرجل والمرأة الألمان الآريين المثاليين. غالباً ما تتناقض الصور التي استخدمتها هوش مع هذا المظهر، أو استخدمتها لإثبات وجهة نظرها حول المجتمع ونظرته لماهية الجمال وتعريف الأنوثة.
دخلت هانا هوش في عزلة خلال هذه الفترة المظلمة من تاريخ البشرية لكنها تمكنت لاحقاً من العودة إلى عالم الفن بعد سقوط الرايخ الثالث.

للاطلاع على شخصيات الأعداد السابقة:

شخصية العدد 54: سيلفيا فون هاردن.. وجهٌ للوحة وتاريخ
شخصية العدد 53: الرسام الألماني أوتو ديكس وتهمة (الفن المنحل)
شخصية العدد 52: كاتب الأسفلت برونو ألفريد دوبلن وروايته “برلين، ساحة ألكسندر”

ألمانيا: أرقام وإحصاءات.. هكذا تأثرت سوق العمل الألمانية بأزمة كورونا

أرقام وإحصاءات.. هكذا تأثرت سوق العمل الألمانية بأزمة كورونا

ألمانيا: رقم قياسي جديد لعدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا

ميركل: ألمانيا تتجه نحو الكارثة.. رقم قياسي لعدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا