in

الحياة الجنسية للأنثى المعاصرة.. رغباتها وتوقعاتها من الشريك

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 17: الحياة الجنسية للأنثى المعاصرة.. رغباتها وتوقعاتها من الشريك
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 17: الحياة الجنسية للأنثى المعاصرة.. رغباتها وتوقعاتها من الشريك

د. بسام عويل اختصاصي علم النفس العيادي والصحة النفسية والجنسية
كثيرةٌ هي المشكلات الزوجية في عالمنا المعاصر، وعادةً ما يتراشق الشريكان الاتهامات بالسبب وراءها ولكن في معظم الحالات نسمع أن هناك أموراً لا يستطيع الشريك فهمها، وللأسف معظم تلك المشاكل تنتهي بالانفصال الذي بنهاية المطاف وإن يمكن اعتباره حلاً ومخرجاً للحالة الخلافية الآنية، إلا أنه ينتهي بدخول الشركاء في دوامات جديدة تبعدهما عن تحقيق السعادة المنشودة. 

هوس الذكورة والفحولة
ما لا يعرفه الذكور، هو أن توقعات النساء تجاههم تتغير بشكل أسرع بكثير من توقعات الرجال من النساء، والتي غالباً ما تنحصر في تلبية الرغبات الجنسية وإشعاره بذكوريته وسماحها له بممارسة التفوق الذكوري والوصاية عليها. كما أن الذكور في القرن الحادي والعشرين كمثل أسلافهم مازالوا يبحثون في المرأة وخاصة الزوجة، عن الصفات التي تثبت له أنها ستكون قادرة على نقل جيناته إلى الأجيال القادمة وأنها ستعتني به وبحاجاته وبيته ونسله.
ما لا يعرفه الكثيرون من الذكور هو أن المرأة العصرية لا تتوقع إغراقها بالهدايا باهظة الثمن من الشريك. بل تريده أن يحتويها وأن يثبت لها أنه رجل أحلامها، تريده ببساطة أن يحبها ويهتم بها وأن تكون محور اهتماماته، فهل هذا بالكثير؟ أو هل هذا صعب التحقيق من قبل الشركاء؟

باختصار، ما زال جمال المرأة وفتنة جسدها أكثر جاذبية للرجال من ذكائها ومواردها. إلا أن الإناث أصبحن يتعاملن مع الأمر بشكل مختلف وأكثر خصوصية. فقد بدأن يبحثن أكثر عن الإشارات التي تدل على أن الشريك يتمتع بالخصائص التي ستضمن لهن ديمومة العلاقة العاطفية والاهتمام، أكثر بكثير من الوضع المادي أو المستوى الاجتماعي أو “حماشة” الشريك.
تتوقع المرأة أن يتصرف الشريك بطريقةٍ تثبت أنه يستطيع فهمها بكل تلويناتها وانفعالاتها، وليس بالمساعدة على حل مشكلاتها فقط في المواقف الصعبة.

إنها تنتظر وتتوقع من الشريك أن يمتاز بالشجاعة الاجتماعية والفكرية، أن يكون قادراً على إبداء آرائه والدفاع عنها علناً حتى لو أنه يتعارض مع رأي الأغلبية. تنتظر أن لا يكون منغلقاً أو متهرباً أو يلعب دور الضحية. 
تنتظر أن تكون لديه روح الدعابة لأنها مؤشر على الذكاء. وتظهر العديد من الدراسات أن النساء يخترن الرجال الأذكياء، سواء كنّ يبحثن عن شركاء دائمين أو لعلاقة قصيرة أو حتى مغامرة بين عشية وضحاها.

لقد تغير الزمن، ولكن لا يبدو أن الكثير من الذكور يلاحظون أن الأنثى تريد أكثر أن تشعر بأنها مرغوبة وجذابة من قبل شريكها. لذلك تتوقع من شريكها أن يركز بشكل أساسي عليها أثناء العملية الجنسية وليس على الممارسة وإطالتها وفنونها أو على قضيبه وانتصابه ونشوته.

ما تتوقعه من الغيرة هو الإطراء عليها بحد ذاته. فالغيرة المفرطة من الشريك هي بالنسبة لها علامة على قلة الثقة بالنفس وأحد الأسباب الرئيسية لانهيار العلاقة. بالنسبة للإناث فإن الغيرة عليها تعتبر إشارة على التعلق بها، ولكن يبقى الأهم هو الابتعاد عن التواصل مع النساء الأخريات. وتلعب الإيماءات الصغيرة من الشريك التي توحي بأنه يفكر بها عندما تكون بعيدة دوراً كبيراً فتشعر بأن الشريك يتذكرها: الرسائل النصية بدون مناسبة مثلاً، وربما أكثر من ذلك، كأن تحصل منه على هدايا بسيطة أيضاً بدون مناسبة تتضمن ما تحبه من أشياء تكلمت عنها أو بحثت عنها.
ما تتوقعه معظم الإناث من الحب هو الكثير من الحنان والرعاية والدعم والأمن، وطبعاً الجنس الحصري معها الذي يجعلها تشعر بالمتعة وبأنها تحقق تلك المتعة لشريكها.

أيها الذكور.. ليس الأمر بهذه الصعوبة على الفهم والتحقيق، وما عليكم إلا أن تحاولوا فهم وتفهم حاجات شريكاتكم من منظورهنّ وليس من منظوركم وحسب، وأنا أعدكم بأنكم ستحلقون معهنّ في سماوات المتعة والحب.

اقرأ/ي أيضاً:

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 15: التفضيلات الجنسية التي نطلق عليها خطأً “الانحرافات الجنسية”
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 14: مفارقات الرغبة الجنسية

تمديد موعد تقديم الطلبات للحصول على الإعانة الحكومية لامتلاك منزل في ألمانيا Baukindergeld

تمديد موعد تقديم طلبات الحصول على الإعانة الحكومية لامتلاك منزل في ألمانيا

النظام الصحي النفسي في ألمانيا مراكز الدعم النفسي

النظام الصحي النفسي في ألمانيا.. أين تتجه ومن تستشير وكيف تحصل على الخدمات النفسية