in

التوحد.. صعوبات التشخيص وتحديات العلاج

التوحد.. صعوبات التشخيص وتحديات العلاج
التوحد.. صعوبات التشخيص وتحديات العلاج

في هذه السلسلة سنتناول ما يحتاج القارئ لمعرفته فيما يتعلق بالتوحد وأعراضه وأسبابه وعلاجه وغيرها من محاور، يعدها الأخصائي النفسي عامر عثمان – برلين: amerosman@mail.de

يعتبر التوحد من أكثر الإعاقات العقلية صعوبةً وشدة، سواء من ناحية تأثيره على حياة الطفل المصاب والمتمثل بالسلوكيات التي يعاني منها، وقابليته للتعلم أو التدريب أو التفاعل مع المجتمع، أو الإعداد المهني أو تحقيق أدنى درجة من الاعتماد على الذات، أو الاستقلالية الاقتصادية إلا بدرجة محدودة وبالنسبة لعدد محدود من الأطفال.

حتى منتصف القرن الماضي لم يكن اضطراب التوحد يصنف كاضطراب بحد ذاته، بل كان مشمولاً ضمن اضطرابات أخرى كفصام الطفولة، أو اضطرابات التواصل واللغة أو الاضطرابات السلوكية أو التخلف العقلي.
في عام 1943 قام الطبيب النفسي الأمريكي ليو كانر لأول مرة بإطلاق مصطلح التوحد على فئة من الأطفال واعتباره اضطراباً بحد ذاته وتصنيفه بشكل مستقل له خصائصه وأعراضه المختلفة عن الاضطرابات الأخرى وذلك بعد عدة سنوات من عزله لمجموعة من الأطفال الذين بدى عليهم أعراض متشابهة ومتلازمة تختلف عن تلك الأعراض التي يبديها الأطفال الآخرين في المجموعات الأخرى من الأمراض النفسية والعقلية والسلوكية إلا أنه لم يتم تداول هذا المصطلح بشكل علمي حتى 1980 بعد صدور التصنيف الأمريكي للأمراض النفسية والعقلية DSM3.
اقرأ/ي أيضاً: الصحة النفسية ومشكلاتها ما بين حدود السواء والاضطراب والمرض

ما هو التوحد:

يندرج التوحد ضمن الاضطرابات النمائية الشاملة ” Pervasive Developmental Disorder – PDD ” وهي الأسبرجر، ريت، اضطرابات الطفولة التحليلية، اضطراب طيف التوحد.
ويعرف التوحد Autism بأنه اضطراب تطوري نمائي شامل يصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من عمرهم، يتمظهر على شكل فقدان أو ضعف شديد في اللغة، وخلل واضح في التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى خلق مشاكل سلوكية وانفعالية مستمرة.

صعوبات التشخيص

وهناك صعوبات تتعلق بالتشخيص والتدخل لتعديل السلوك أو التأهيل الاجتماعي والمهني، وترجع هذه الصعوبات إلى ثلاث عوامل:
► العامل الأول هو أن أعراض إعاقة التوحد تشترك أو تتشابه مع أعراض إعاقات أو اضطرابات أخرى، مثل التأخر الفكري واضطرابات التواصل وحالات الفصام Schizophrenia.
► العامل الثاني هو التباين في نوعية وتسمية الأعراض، سواء من تصنيف إلى آخر أو من ذات التصنيف من نسخة إلى أخرى، بالإضافة إلى قلة المختصين والخبراء في هذا المجال تحديداً.
► العامل الثالث المسؤول عن صعوبات التشخيص هو التراجع أو التوقف الملحوظ لنمو قدرات الاتصال بين الطفل المصاب والبيئة المحيطة.

إن عدم القدرة على فهم اللغة من قبل الآخرين لدى الطفل المصاب بالتوحد أو التعبير (لفظياً أو كتابياً) يجعل من عمل الأخصائي النفسي في إخضاع الطفل للاختبارات السيكومترية اللفظية والغير لفظية أمراً صعباً جداً مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة وعدم مصداقية الاختبار مما ينعكس سلباً على عملية التشخيص.
من جهةٍ أخرى، تواجه حالات الإصابة الشديدة صعوباتٍ كثيرة تعيق نجاح برامج التأهيل أو التدريب، مما يسبب إحباطاً عاماً لدى الفريق المشرف على العمل أو أهل الطفل المصاب. 
وربما أهم هذه الصعوبات أن إعاقة التوحد هي إعاقة دائمة وتطورية، وأكثر من 70% من حالات التوحد يصاحبها تخلف عقلي، وعملية التأهيل والتربية والرعاية تكاد تكون دائمة ومدى الحياة، عدا عن توقف كافة محاور النمو (الإدراكي -الحسي – الاجتماعي-اللغوي)، كل ذلك يؤدي إلى أن الطفل التوحدي سيحتاج إلى عدة اختصاصات للرعاية ومنها (أخصائي نفسي -أخصائي اجتماعي -أخصائي نطق – علاج وظيفي – طبيب أطفال).

أما أكثر الأمور التي أصبحت تثير قلقاً في السنوات الأخيرة، فهي التزايد الملحوظ في نسبة الإصابات بهذا الاضطراب، فبينما كانت النسبة في الثمانينات هي 4 من كل 1000 طفل، ارتفعت لتصبح 1 من كل 160 طفل، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية لدق ناقوس الخطر بشأن هذه الإعاقة، وتم تحديد يوم عالمي للتذكير والتوعية به وهو يوم 2 نيسان إبريل من كل عام.
تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابات بين الذكور هي أعلى بأربعة أضعاف نسبةً إلى الإناث دون معرفة الأسباب.
يتبع..

ألمانيا تسحب كاميرات مراقبة السرعة من الطرقات

ألمانيا تسحب كاميرات مراقبة السرعة من الطرقات!

كورونا في ألمانيا: أول ولاية ألمانية تقرر إنهاء الإغلاق بعد عيد الفصح

كورونا في ألمانيا: أول ولاية ألمانية تقرر إنهاء الإغلاق بعد عيد الفصح