in

مانشسترسيتي وباريس سان جيرمان… الفرق بين الاستثمار والسلطة

عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

أندية كبرى ساهمت في النهضة الاقتصادية في كرة القدم، لكن أبرز اسمين يخطران على بال المتابعين هما “باريس سان جيرمان الفرنسي- مانشسترسيتي الانكليزي” أصحاب الملكية الخليجية “القطرية- الإماراتية”، قوى مالية كبرى اجتاحت أوروبا عبر كرتها بغاية الاستثمار الاقتصادي في أندية كانت تعاني من أزمات في السابق إلى أن رأت النور على عهد الأموال.

ترى الجماهير كلا الناديين جاء بالضرر على كرة القدم وجرّدها من معناها الرياضي ونقلها لعالم الصفقات الرّنانة الفلكية رفع أسعار اللاعبين في سوق الانتقالات و زاد أطماع إدارات الأندية الصغرى في بيع لاعبيها، نرى أرقاماً مخيفة تُدفع للاعبين صف ثاني وثالث وهذا ما جعل اللعبة تصبح حكراً على أندية الصفوة فقط، لكن هل فعلاً السيتي يقارن بباريس؟.

إقامة المشاريع الكروية والاستثمارات يتطلب وضع أهداف منذ البداية والعمل على تحقيقها للوصول إلى أفضل صورة للاستثمار الحقيقي، في عام 2008 قرر الشيخ منصور بن زايد أن يستثمر أمواله في نادي مانشسترسيتي وتم دفع 1.2 مليار جنيه استرليني، الهدف منها استقدام لاعبين كبار للنهوض بالفريق وتم توسيع الملعب وتحويله لاسمه الحالي “ستاد الإتحاد” وتم بناء أكاديمية بجوار الملعب، والعمل بشكل أكاديمي على غرار تجربة برشلونة الإسباني، عدا عن مشاريعه في أندية “في أميركا وملبورن وإيطاليا واليابان وفنزويلا ومشروع تقديم المواهب.

بعد 10 سنوات من مشروع مانشسترسيتي تحوّل النادي إلى أفضل الأندية الأوروبية وأقواها، حطّم مع المدرب الكتالوني بيب غوارديولا الأرقام الخاصّة بالبريميرليغ واكتسح انكلترا في الموسم الماضي وحقق جميع ألقابها، على الرغم من إخفاقه أوروبياً إلى أن تجربة السيتي الاستثمارية تعتبر مثال يحتذى به.

في العاصمة الفرنسية الوضع مختلف تماماً، هناك مشروع استثماري لكنه بعيد عن المنحى الرياضي، مشروع يعني السلطة والنفوذ والحكم، سياسة كسر السوق ودخوله بالأموال فقط دون النظر للنواحي الفنّية، لذلك عند انتقال أي لاعب لهناك تلحقه تهمة “الطمع والمال” دون النظر لما سوف يقدّمه للنادي ولمسيرته الكروية.

كثرة النجوم في باريس حوّل النادي إلى ساحة صراع بينهم في ظل غياب الإدارة الحكيمة والهدف الرياضي من جلبهم، الخروج من دوري الأبطال أصبح عادة في كل موسم وتقديم مستوى متواضع في الدوري بالرغم من حسمه له، وفوق كل ذلك يشعر اللاعب كأنه في سجن الخليفي ولا يشعر بالراحة التامّة ويرغب بالخروج كما حصل مع نيمار ورابيو وقبلهم فيراتي.

في النهاية، الفارق بين استثمار السيتي وباريس لخّصه المدرب غوارديولا في مؤتمره الصحفي الأخير عند الحديث عن مينو رايولا وكيل اللاعبين الذي يربطه عداوة مع المدرب الكتالوني، عندما قال بيب: “كان دائماً ما يسعى لضم لاعبيه بوغبا ومختاريان لنادي مانشسترسيتي، والسبب هو مشروعنا الرياضي والذي يقوم على تسويق اللاعبين وزيادة أسعارهم في السوق”.

مواد أخرى للكاتب:

إلى إدارة برشلونة … إن لم تحترم ناديك فافعل ما شئت

نهائي الأمم الأفريقية… بالروح بالدم لتحيا الجزائر

لا للمشاعر والفوتوشوب… ماتياس دي ليخت إلى يوفنتوس هنا المنطق

آنية الورد التي لا تعرف أنها انكسرت

خمسة مواقع عليك أن تعيرها اهتماماً أكثر من فيسبوك وتويتر !