in

كوبا أميركا بين ميسي والكونمبيول….كيف تكون عقلانياً!

عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

في البداية عندما نريد التحدث حول قضية كوبا أميركا الأخيرة واتهامات ميسي لاتحاد الكرة هناك، لا يجب أن تكون رمادياً إما أن تقف مع ميسي أو مع الكونميبول، لكن كيف تكون عقلانياً؟.

من المقدمة نستنتج أن النقاش حول هذه الفكرة لن يأتي إلا بجدال، هل الاتحاد متهم أم بريء؟ هل الأرجنتين ظُلمت أم أنها كانت فعلاً سيئة خلال البطولة؟ هل تقصّد الحكم عدم استخدام الـvar في مباراة الأرجنتين والبرازيل؟ هل استحقت الأرجنتين ركلة جزاء على الأقل؟ هل ميسي أخطأ بتصريحاته؟.

لنبدأ من الآخر تحديداً من تصريحات ميسي، أن تكون أفضل لاعب في العالم يمكنك من استخدام مكانتك للكثير من الأمور لكن لا يخوّلك أن ترمي تصريحات دون رقابة وأن تتهم الآخرين، منذ بداية البطولة ارتبطت تصريحات الليو “بسوء الأرضية” مع خسارات الأرجنتين، كثرة الكلام عن هذا الموضوع جعل مصداقية ميسي والأرجنتين تهتز.

في أولى مباريات أمام كولومبيا والباراغوي لم تكن الأرجنتين مبشرة ووصفها البعض بأنها أضعف منتخب، لكن منذ مباراة قطر وصولاً لفنزويلا حقق سكالوني ولاعبوه المطلوب، وتطوّر أداء التانغو خلال البطولة مع نظام تكتيكي لم يخلو من أخطاء فردية كارثية، إذاً أداؤهم تصاعد خلال البطولة لتصل إلى الكلاسيكو أمام البرازيل بمعنويات عالية.

مع بداية مباراة الكلاسيكو، شهدنا حماساً أرجنتيناً استحقّ هدفاً على الأقل، قابله هدوء وذكاء في التعامل من البرازيل التي استطاعت من التسجيل بمهارة لاعبيها.
لحظة الحقيقة وصلت ذروتها في الدقيقة 70، أغويرو يصطدم بداني ألفيش داخل منطقة جزاء البرازيل، اعتراض أرجنتيني على اللقطة تزامن مع مرتدة برازيلية انتهت بهدف ثاني عبر فيرمينيو، عند هذه اللقطة يتسائل المشجع الأرجنتيني أين الـvar ما الذي حصل؟.

لم تكن حادثة أغويرو وحدها من هزّت مصداقية المباراة، بل عرقلة أرثور لاوتاميندي في الدقيقة 84 كانت ركلة جزاء صحيحة، والكارثة هنا ليست بعدم احتسابها من حكم المباراة وإنما عدم عودته لتقنية الفيديو.

أهم مبادئ تقنية الفيديو تحقيق العدالة في كرة القدم وتخفيف الأخطاء الفردية، وتستخدم في حالات احتساب الأهداف وركلات الجزاء والطرد المستحق للاعبين أو البطاقات الصفراء، إذاً في كلتا الحالتين كان يستوجب على الحكم على الأقل العودة إلى الـ var ولو كانت صعبة في الأولى لمرتدة البرازيل التي أسفرت عن هدف، لكن الثانية كان لابد من العودة لا محالة.

تصريحات ميسي بعد المباراة كانت مكررة للبعض فبعد استيائه من أرضية الملاعب ذهب إلى التشكيك حول مصداقية البطولة وأنها مجهزة للبرازيل!، لكن مهلاً ماذا يشكل ميسي للأرجنتين؟ ميسي ليس لاعباً عادياً في بلاده هو قائد حقيقي للدولة بكاملها لذا موقفه كان واضحاً وتصريحاته بعد الظلم كانت بمحلها لكنه أخفق بالتعبير وبالغ بالاتهام ولم يحترم حتى رفاقه في البرازيل، ليكون عقاب الكونمبيول بالبطاقة الحمراء المثيرة للسخرية أمام تشيلي في لقطة ميديل، ومؤخراً ستكون هناك عقوبة بحق قائد التانغو هي الإيقاف لمدة سنتين.

بعد الإجابة على كل تلك الأسئلة بقي سؤال واحد، هل البرازيل كانت محضّرة مسبقاً لنيل اللقب على أرضها؟، الإجابة هنا ستأخذنا إلى مصطلح المؤامرة، لكن في بطولات سابقة تمت مراعاة أصحاب الأرض كما حصل في 2002 عندما كوريا انتصرت على إيطاليا في الربع النهائي، وروسيا على إسبانيا في 2018 في دور الستة عشر، ويبقى الغرض منها هو إعلامياً وكسب كثير من الأموال، لا أشكك بقدرة البرازيل ولا بمنتخبها لكن تأثرت بتصريحات ميسي بسبب ظلم الأرجنتين.

ربما يخرج البعض ويقول أن أمم أفريقيا شهدت خروج مصر على يد جنوب أفريقيا، الإجابة تكون بأن الاتحاد الأفريقي خرج مؤخراً من قضية نهائي الأبطال وفضيحة الفار.

مواد أخرى للكاتب:

رودريغو وبيب غوارديولا…. لأن بوسكيتس فكرة

البيرو الأورغواي.. سقوط ورقة التوت الأخيرة في كوبا أميركا

في ميلاده الـ32… ميسي الباحث عن الإنصاف في زمن الإلحاد

بالصور: “دلعني” لكن بدون ” ياجدع” بالألمانية… عشر كلمات ألمانية لتدليع الحبيب

افتتاحية العدد 43: صعود حزب الخضر، قراءة سريعة لمستقبل محتمل لألمانيا