in

في ميلاده الـ32… ميسي الباحث عن الإنصاف في زمن الإلحاد

عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

عند خسارة الأرجنتين تكون الأمور أسهل، انتقاد ميسي من الكارهين وتوجيه السكاكين اتجاهه، أما العشّاق يلحقون فكرة “الخشبات العشر” نوع من الإلحاد في المشاعر بين الطرفين، وبين هؤلاء يقف ميسي على باب المجد ينتظر ابتسامة الحظ ولو كلّفته مسيرته.

شاءت الأقدار أن تكون مباراة تأهل منتخب الأرجنتين للدور الربع النهائي من كوبا أميركا قبل يوم واحد من عيد ميلاد ميسي، وبصفته القيادية “الغير محببة لعشّاقه وكارهيه”، وجّه رسالة كانت مفادها أن البطولة الآن قد بدأت مع تنويه لرفع المعنويات داخل معسكر الألبي سيليستي.

في العودة إلى مشاكل التانغو سنقف عند مفترق طرق ستوصلنا إلى نفس النهاية وهي ميسي، أن يكون لديك أفضل لاعب في العالم فهو شيء إيجابي لكن في الأرجنتين تحوّل إلى سلبي وكل الظروف ساهمت بذلك حتى ميسي نفسه ليكون هو القاتل والضحية في نفس الوقت، هو الشر والخير لتقف الجماهير مرّة أخرى في خانة الإلحاد في المشاعر.

في عام 2016 وبعد خسارة كوبا أميركا المئوية بركلات الترجيح، النهائي الثالث الذي يخسره مع الأرجنتين، قرر ميسي أن ينسحب ويبعد نفسه عن الأضواء ويخرج من عباءة المتخاذل بعد ركلة الجزاء أمام تشيلي، قرار جريئ أنهى به الليو مسيرته الدولية بأفضل مستوى مع الأرجنتين لكن دون لقب دولي.

انشغاله الدائم بفكرة الأفضل دفعه للإلحاد الكروي مجدداً، العودة إلى المنتخب بعد عام من الاعتزال، أتوقع أنه أسوأ قرار لميسي لانه اقترن بعدّة أمور، تراجع لاعبين الأرجنتين وغياب المدربين مع قرارات سيئة من الاتحاد هناك، كل ذلك مع مقارنته بفترة تألقه مع برشلونة ليقع ميسي في فخ الضغط مجدداً، لكن هذه المرّة لا مجال للتراجع.

محصلة العودة جاءت بهاتريك في الرمق الأخير أمام الإكوادور نقل بلاده إلى روسيا 2018، لتذهب الأرجنتين إلى المونديال بالاعتماد الكامل على ميسي لتضرب أقسى درجات الإلحاد، ليأتي ويقدّم مستوى متواضع ليس لأنه سيء بل لأن المنظومة كانت سيئة وبدون شخصية، استمرت هذه المهزلة حتى كوبا أميركا الحالية بل ازداد الأمر سوداوية عند ميسي وتحوّل إلى ملل كروي بدا واضحاً عليه.

في العودة لتصريح ميسي أعتقد أنه هو نفسه لم يقتنع به، لأن ما تمت مشاهدته أن الأرجنتين بهذا المنتخب ليست مؤهلة لخوض أي بطولة دولية ونوع من الإلحاد الذي يدفعه للقب دولي قد ينصفه.

مواد أخرى للكاتب:

قطر في كوبا أميركا… مرحلة الثبات والاستمرارية

كولومبيا الأرجنتين… مباراة رسمت ملامح بطولة

كوتينيو… حرّية البرازيل صرخة بوجه برشلونة

الكاتب الألماني باتريك زوسكيند صاحب “العطر”… معه يمكنك أن تلامس الرائحة وتراها

ألمانيا غير المجهّزة لقيظ الصيف … كيف تواجهه؟