in

شخصية العدد 48: مرجان ساترابي.. تصوير روائي لملامح الحياة في “بلاد فارس”

هي مؤلفة روايات مصورة معاصرة، ورسامة ومخرجة أفلام رسوم متحركة ومؤلفة كتب أطفال، كما شاركت في قسم التحرير في صحيفة نيويورك تايمز.

ولدت مرجان ساترابي في 22 نوفمبر 1969 في مدينة رشت في إيران وكبرت في طهران في عائلة شيوعية ناشطة في العمل السياسي قبيل الثورة الإيرانية، ارتادت مرجان مدرسة الأليزيه الفرنسية وكانت شاهداً على الثورة الإيرانية وخلع نظام الشاه، وتناقص الحريات المدنية، وشهدت الأيام الأولى للحرب بين العراق وإيران. وتحدثت عن هذا في روايتها المصورة “بيرسوبوليس” أو “بلاد فارس” التي صدرت بالفرنسية عام 2000.

وفي عام 1983، أي في عمر الرابعة عشرة، أرسلها والداها إلى فيينا في النمسا للهروب من نظام الملالي برئاسة الخميني وعاشت هناك خلال فترة دراستها الثانوية ثم عادت إلى إيران لتدخل الجامعة. حيث درست التواصل البصري ونالت فيه الماجستير في مدرسة الفنون الجميلة في جامعة أزاد الإسلامية في طهران. ثم انتقلت إلى ستراسبورج في فرنسا. وهي تعيش حالياً في باريس في فرنسا حيث تعمل رسامة ومؤلفة كتب مصورة.

من أهم أعمال مرجان ساترابي وأكثرها شهرة، فيلم الرسوم المتحركة المأخوذ عن روايتها المصورة “بيرسوبوليس” أو “بلاد فارس”، كانت الرواية مثيرة للجدل بشكل كبير منذ صدورها لأنها عرضت بدقة ملامح الحياة الإيرانية، مما لم يرضِ التوجه السياسي للنظام الإيراني الحالي عنها، حيث تناولت الرواية الهزة التي أصابت الحياة المدنية والاجتماعية ونقص الحريات كما انتقدت كيفية تطبيق نظام الملالي للعدالة والشريعة.

حتى عندما عرضت قناة “نسمة تي في” التونسية الخاصة الفيلم مدبلجاً للغة العربية تم اقتحام مبنى التلفزيون والهجوم على القناة واعتقال ومحاكمة صاحب القناة بتهمة “ازدراء المقدسات الإسلامية” واعترض المهاجمون على “لقطة تجسد الذات الإلهية” وفي هذه المحاكمة أوفدت “الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان” القاضي الفرنسي أنطوان جارابون مبعوثاً لمراقبة المحاكمة التي اعتبرها الكثيرون اختباراً حقيقياً للمؤسسات الديمقراطية بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي!

الفيلم نفسه ترشح لجائزة البافتا (الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون) عن فئة الأفلام الأجنبية، وحاز على جائزة اللجنة في مهرجان كان عام 2007، وجائزة القيصر لأفضل فيلم مقتبس عن رواية 2008، وجائزة ساذرلاند البريطانية المرموقة عام 2007.

من أعمالها أيضاً “شغل الإبرة” رواية رقيقة تتحدث بخفة وفكاهة عن الحياة الجنسية للنساء في إيران، شخوص الرواية هم شخوص من حياة مرجان نفسها: الجدة القوية والأم الأنيقة والعمة الجميلة غريبة الأطوار، وصديقات وجارات يجتمعن على جلسات بعد الظهر لشرب الشاي. وقد نالت الرواية الجائزة الأولى في مهرجان أنجوليم 2003.

للاطلاع على شخصيات الأعداد السابقة:

شخصية العدد 47: رفيق شامي.. روي القصص ما بين الحقيقة والخيال

شخصية العدد 46: فاطمة المرنيسي.. تطهير النص الديني من مغالطات المنافقين

شخصية العدد 45: المفكر المصري “فرج فودة”.. الكلمة التنويرية في زمن التعصّب

“إجراء شكلي”.. لعبة مسرحية من تصميم “تجمع مقلوبة”

قراءة في رواية “سيدهارتا”.. احتفاءٌ بالحكمة في طريق البحث عن الذات