in

سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 7 : الفروق بين الاستمناء الطفولي ومثيله في المراهقة والكبر.. الجزء الثاني

د. بسام عويل اختصاصي علم النفس العيادي والصحة النفسية والجنسية

الاستمناء هو شكل من أشكال التنبيه الذاتي الجنسي الذي تعود بداياته إلى مرحلة الطفولة بين عمر الرابعة والسادسة في أغلب الأحيان، ومن ثم يغيب ليعود مع بداية المراهقة وربما إنذاراً ببدايتها. وتجمع الدراسات على أن نسبة ممارستها بين الذكور والإناث كبيرة جداً في مرحلة المراهقة بتواترات مختلفة قد تصل لمرات متعددة في اليوم. 

و الاستمناء هو سلوك جنسي استثاري إرادي للمناطق ذات الحساسية الجنسية العالية في الجسم، يقتصر في شكله التقليدي على مداعبة القضيب والاحتكاك عند الذكور، أما عند الإناث فيتم بلمس ومداعبة الأعضاء التناسلية عند الأنثى (البظر والمهبل، وكذلك مداعبة وفرك ولمس حلمات الثدي)، أو أيضاً قد يتم دون لمس مباشر وإنما بالتخيلات المترافقة مع شد عضلات البطن والورك، أو بطريق الاحتكاك بين الفخذين ووضع المخدة بينهما. 

الاستمناء في المراهقة وما بعدها:

 تبدأ ممارسة العادة السرية عند معظم الذكور والإناث في بداية عمر المراهقة (حوالي 12-13 سنة) تحت ضغط الوعي بالحاجة الجنسية ومتغيرات البلوغ الهرمونية، وعادةً تصاحب الفرد حتى عمرٍ متقدم بتواترات وأشكال مختلفة تعود إلى الكثير من العوامل. أي أن الاستمناء كسلوك جنسي لا ينتفي وجوده نهائياً حتى بوجود الشريك الجنسي.

يمكن للعادة السرية أن تبقى على شاكلتها التقليدية الفردية، أو أن تأخذ شكل المداعبة المتبادلة بين الشريكين بهدف الإشباع، أو كأحد أنواع المداعبات الجنسية التي تسبق المعاشرة.  

ممارسة العادة السرية هي نشاط وسلوك جنسي شائع وعادي (بمعنى أنه ليس شذوذاً)، لها فوائدها وأضرارها بحال الإفراط بتكرارها، أو الاستعاضة بها عن المعاشرة الجنسية في حال توفر إمكانية ممارستها. الهدف الطبيعي منها هو التفريغ الجنسي والوصول إلى اللذة والنشوة الجنسية، ولكن في كثيرٍ من الأحيان يتم ممارستها لتفريغ الشحنات النفسية الناجمة عن الاحتقان النفسي. وفي بعض الحالات يتم ممارستها بسبب الملل أو كنوع من التعود أو حتى الإدمان.

والاستمناء عند المراهقين هو البديل الطبيعي وربما الوحيد عن المعاشرة الجنسية غير المتوفرة لهم وتُساعدهم في تفريغ الاحتقان النفسي والجنسي.  

تحكم الاستمناء كنشاط جنسي قواعد ومسارات الدورة الجنسية، إلا أن الفارق المهم بينها وبين المضاجعة أنها عادةً تتم بدون وجود الشريك الجنسي مادياً أثناء ممارستها، وإنما بوجود الشريك المُتخيّل الذي يُمكن استحضاره من الذاكرة أو من الصور والأفلام. 

تتسم ممارسة الاستمناء كسلوك جنسي وخاصةً عند المراهقين (من الذكور والإناث) بالشعور بالذنب بعد التفريغ الجنسي (القذف أو الوصول إلى الرعشة) بدلاً من الارتياح والشعور بالسعادة. ولكن الشعور بالذنب هذا ليس امتداداً طبيعياً للاستمناء، وإنما يعود إلى الخلفيات الثقافية والأفكار الخاطئة التي تمت تربية الفرد عليها واعتبار الإستمناء من المحرمات، وأنه إثمٌ أو خطيئة وسلوك شاذ. وليس صحيحاً أن ممارسة العادة السرية هي حكرٌ على من لا يتوفر لهم الشريك الجنسي. إذ أن نسبة كبيرة ممن يمتلكون شريكاً جنسياً يمارسون الاستمناء أيضاً. كما أنه ليس صحيحاً أن الذكور يمارسون العادة السرية أكثر من الإناث. 

الاحتلام الليلي والاستمناء

الاحتلام الليلي هو القذف اللاإرادي للمني الذي يحدث أثناء النوم عند الذكور، والإفرازات المهبلية عند الإناث، وقد يصاحب الأحلام الجنسية في بعض الأحيان. وهو ظاهرة واسعة الانتشار بين الناس على اختلاف جنسهم وأعمارهم وحالتهم الزوجية، بالرغم من أن تواترها أعلى وأشد عند المراهقين. 

والاحتلام هو واحد من مؤشرات البلوغ الجنسي عند المراهقين، وأيضاً الصحة الجنسية عند الرجل والمرأة بشكل خاص، ففي الكثير من الحالات نجد النساء يشتكين من صعوبة وصولهن إلى النشوة الجنسية أثناء المعاشرة ولكنهن يخبرنها أثناء الاحتلام، وهو ما يدعونا إلى فهم الصعوبة بعيداً عن الخلل الجنسي. ووجود الاحتلام من عدمه ليس دليلاً على وجود أي مرض.

أسباب الاحتلام متنوعة يرتبط بعضها بالاحتقان الجنسي عند الشخص بسبب الكبت أو عدم توفر الشريك الجنسي، والبعض الآخر يرتبط بالمثيرات الجنسية التي يتلقاها الفرد خلال يومه وخاصة قبل النوم، حيث يترجمها العقل اللاواعي إلى أحلام جنسية يحقق من خلالها رغباته وينتهي إلى إشباعها على هذا الشكل.

مواد أخرى ضمن سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات:

سلسلة في الجنس وعن الجنس 5: ماذا نعرف عن الجاذبية الجنسية وتفاصيلها؟

سلسلة في الجنس وعن الجنس 3: صحتك النفسية في متناول يديك فحافظ عليها

سلسلة في الجنس وعن الجنس 2: في مفهوم الصحة الجنسية وتطوره عبر العصور

غوته في DM

فرنسا: “العودة الطوعية” إلى “الوطن” مقابل 2500 يورو