in

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الموسيقي كريم قنديل

إعداد ميساء سلامة وولف
في هذه الزاوية نعرّف القرّاء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد، وصارت وطناً لهم.

الموسيقي كريم قنديل

’’لم أكافح كثيراً، هي مجرد أحلام تراودني وأريدها أن تتحقق، أحاول الوصول إليها.. فإن وصلت كان به، وإن لم أتمكن من ذلك، سأتوقف عن إضاعة المزيد من الوقت’’.

بهذه الكلمات بدأ الموسيقي الشاب، كريم قنديل ، حديثه عن نفسه. هو المولود لأسرة متوسطة الحال في الإسكندرية، لوالد يعمل مدرساً للعلوم الطبيعية ويمارس هواية التمثيل على مسارح المدينة كذلك. في السادسة من عمره ابتاع له والده لعبة أطفال بسيطة: لوحة مفاتيح مكونة من أوكتافين لا غير، ليكتشف الأهل بعد ذلك بأن طفلهم يعزف أغاني أم كلثوم التي كان صوتها يصدح في أرجاء البيت على الدوام، اعتماداً على استماعه لألحانها فقط. 

من هناك بدأ اهتمام الأبوين بموهبة ابنهم الصغير، وصولاً إلى لحظة انتسابه في المدرسة الابتدائية إلى فرقة الموسيقى المدرسية ليعزف هناك على آلة البونجوز ويحوز على لقب ’’بيتهوفن’’ تثميناً لموهبته وقدرته على عزف اللحن بمجرد الاستماع إليه، وهي موهبة ما تزال ترافقه حتى اليوم. يقول: ’’لا أعتقد أني موهوب بشكل كبير، لكني مستمع جيد فقط’’. 

بعد انتهائه من المرحلة الابتدائية ونظراً لقسوة ولا عقلانية النظام التعليمي المصري كان عليه أن يتناسى شغفه الموسيقي قليلاً حتى يكمل دراسته، وهو الأمر الذي قاده، بحكم مجموع علاماته في الثانوية العامة، وصعوبة دخول الكليات المعتادة والمرغوبة {طب، صيدلة، هندسة} إلى دراسة الكيمياء، ولكن شغفه الأكبر كان يتمحور حول الفنون عموماً. 

واصل قنديل أثناء دراسته الجامعية اهتمامه الكبير بالفنون، فتدرب في ورش المسرح وأتيليهات الرسم ثم تعرف إلى بعض الأصدقاء الذين يمارسون العزف على الآلات الوترية، وكانت تلك مشاغله التي تشعره بالسعادة والفرح، ولكنه تابع تعليمه الجامعي إلى حين تخرجه من كلية العلوم/قسم الكيمياء، عام 2003. ليقرر إثرها دراسة التصميم والغرافيك لمدة عامين، وهي المهنة التي يعمل بها الآن كمصمم مع إحدى كبرى الشركات الألمانية المتخصصة بصناعة السيارات. 

في العام 2007 بدأ قنديل وبمساعدة صديق إسباني متخصص بالتدرب على آلة الغيتار، وفي عام 2015 قرر تجريب آلة العود للمرة الأولى، وقد وقع كما يقول في غرامها الأخير: ’’أتصور بأنني سأستمر في تعلم العزف على العود طوال حياتي. الموسيقى هي الملاذ الأخير بالنسبة لي، هي الغرفة شديدة الخصوصية في عقلي والتي أستطيع أن أغلقها متى أحببت لأحصل على قسط من الراحة وابتعد عن الروتين الحياتي القاتل. 

يجب ان أذكر هنا أن رهبتي من الجمهور عموماً لم تمنعني من تقديم بعض الحفلات الموسيقية في برلين كعازف عود، وتم ذاك بتشجيع كبير من زوجتي واهتمامها بكل ما أقدمه ومشاركتي إياه. 

يعيش كريم قنديل في برلين منذ العام 2009 وهو على علاقة عاطفية بها كما يقول، شبيهة بتلك العلاقة التي تجمعه بمدينته الأم.. الإسكندرية.

مواد ذات صلة:

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الإعلامي أحمد اعبيدة

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الكاتب الدكتور ابراهيم محمد

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – خالد النائب

الفيلم الوثائقي “الكهف” للمخرج السوري فراس فياض يفوز بجائزة مهرجان تورونتو

MoneyGram Awards 2019 for Foreign Entrepreneurs