in

اضطراب ما بعد الصدمة.. لأن ما عشناه أقسى من طاقة الاحتمال..

اضطراب ما بعد الصدمة

د جاسم المنصور. معالج نفسي سوري مقيم ألمانيا
الصدمات النفسية بأنواعها وآثارها – الجزء الثالث

يعد اضطراب ما بعد الصدمة مشكلة نفسية يمكن أن تواجه أي شخص في حياته، بل إن تكرار الإصابة به ليس أمرا مستبعدا. فما هي أنواع هذا الاضطراب؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة النفسية بشكل صحيح بالتشخيص والعلاج؟

أنواع اضطراب ما بعد الصدمة:

  • الذكريات الاقتحامية.
  • التجنب.
  • التغييرات السلبية في التفكير والحالة المزاجية.
  • التغييرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية.
    يمكن أن تتغير الأعراض بمرور الوقت أو تختلف من شخص لآخر.

تشمل المظاهر السريرية البارزة لاضطراب ما بعد الصدمة:

  • استعادة الصدمة كاستعادة الصور في الخيال أو الأحلام.
  • كرب يسببه ايحاءات داخلية أو خارجية تشبه الصدمة. 
  • شعور المريض أنه يعيش فعلا التجربة في اللحظة الراهنة.
  • تجنب المثيرات المرتبطة بالصدمة.
  • ارتفاع أعراض التيقظ كالأرق ونوبات الغضب.
  • والاحتراس الزائد وقلة التركيز.

أعراض الإصابة باضطراب مابعد الصدمة:

  • استعادة الذكريات المؤلمة المتكررة وغير المرغوب فيها للحدث الصادم
  • عيش لحظة الحدث الصادم كما لو كان يحدث مرة أخرى (استرجاع الأحداث)
  • أحلام أو كوابيس مزعجة حول الحدث الصادم
  • ضغط عاطفي حاد أو ردود فعل جسدية حول أمرٍ ما يذكرك بالحدث الصادم
  • محاولة تجنب التفكير في الحدث الصادم أو التحدث عنه
  • تجنب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث الصادم
  • الأفكار السلبية عن نفسك أو الآخرين أو العالم
  • اليأس من المستقبل
  • مشاكل في الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر الجوانب المهمة في حادث صادم
  • صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة
  • الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء
  • عدم الاهتمام بأنشطة كنت تستمتع بها سابقًا
  • الصعوبة في الإحساس بمشاعر إيجابية
  • الشعور بالخدر الانفعالي
  • الشعور بالذعر أو الخوف بسهولة
  • الانتباه الدائم لوجود خطر
  • السلوك المدمر للذات، مثل الشرب كثيرًا جدًا أو القيادة بسرعة كبيرة
  • صعوبة في النوم
  • صعوبة في التركيز
  • سرعة التهيج أو نوبات الغضب أو السلوك العدواني
  • الإحساس الشديد بالذنب أو العار

الأعراض الخاصة بالأطفال
بالنسبة للأطفال في سن 6 سنوات فأصغر، قد تشمل العلامات والأعراض أيضاً:

  • إعادة تمثيل حدث الصدمة أو جوانب من حدث الصدمة أثناء اللعب
  • الأحلام المخيفة التي قد تشمل أو لا تشمل جوانب في حدث الصدمة

الوقاية من اضطراب مابعد الصدمة

إن الحفاظ على مسيرة اليومية كمان كانت سابقا يساعد في الوقاية من التطور إلى الاضطراب وهو نوع من أنواع إعادة التوازن والثبات النفسي للفرد وذلك غالبا يكون عن طريق تنشيط مصادرة عند الشخص أو إيجاد مصادر بديبة في حالة عدم القدرة من الاستفادة من المصادر الماضية.

اقرأ/ي أيضاً: الصدمات النفسية بأنواعها وآثارها (1): لأن ما عشناه أقسى من طاقة الاحتمال..

هل من الضرورة أن يصاب الشخص في الصدمات الشديدة بهذا النوع من الاضطراب؟

الجواب ليس بالضرورة، فالاستعداد النفسي والسمات الشخصية أو تاريخه المرضي السابق، كلها عوامل تسهم في تنشيط هذا الاضطراب أو ضموره. ولكي نشخص هذا الاضطراب، لابد أن تستمر الأعراض لأكثر من شهر وفقا للمعايير.

ماذا نفعل في حال الشعور بالإصابة باضطراب مابعد الصدمة؟

يمكن زيارة المعالج النفسي أو الطبيب النفسي اذا كانت هناك أفكار ومشاعر مزعجة تأتيك بسبب حدث صادم لأكثر من شهر، أو إذا كانت حادة، أو إذا كنت تشعر أنك تعاني من متاعب في إعادة حياتك تحت السيطرة، فتحدث إلى طبيبك أو أخصائي صحة نفسية. يمكن أن يساعد الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن في منع أعراض اضطراب من الازدياد سوءًا.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

العديد من مضاعفات الاضطراب والعجز المرتبط به، قابل للعلاج بعد التعرض للصدمة، وقبل ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وتشخيصه.
يمكن تحقيق أفضل النتائج بجمع العلاجات الدوائية والمعالجات غير الدوائية. حيث قد نحتاج الأدوية للسيطرة على الأعراض الفسيولوجية لتمكين المريض من الدخول في وتحمل تفاصيل المعالجة النفسية. ويتأثر العلاج بوجود أمراض مصاحبة وخصوصا مشاكل إساءة استخدام المواد والكحول، الاكتئاب.

المعالجة الدوائية لاضطراب ما بعد الصدمة

يعتبر العلاج الدوائي لمثل هذه الاضطرابات محصورا بمشورة الأطباء. الأدوية الرئيسية المستخدمة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة هي مضادات الاكتئاب. ويعتبر دواء فلواوكسيتين وغيره من مثبطات إعادة التقاط السيروتينين النوعية (سيرتالين  وباروكسيتين) من الأدوية فعالة.

تسخدم الجرعات بوصفة من الطبيب بنفس مقدار الجرعات المستخدمة في علاج الاكتئاب.  ويجب المحاولة لمدة 8 اسابيع على الأقل، ويستمر العلاج لمدة سنة مع الذين استجابوا للعلاج، وقد نحتاج لفترة أطول في الحالات الشديدة  للحصول على نتائج مرضية.

وتتساوى الأدوية ثلاثية الحلقات (اميتريتالين واميبرامين) بالفعالية مع مثبطات إعادة السيروتينين، ولكنها أقل تحملا واكثر سمية.
كما يستعمل حديثا في العلاج مضادات الذهان غير النمطية للمرضى الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب أو في الحالات التي يصاحبها أعراض ذهانية أو غضب وعدوانية شديدة.

معالجة الأعراض المرافقة لاضطراب مابعد الصدمة
ويمكن استخدام العديد من الأدوية الأخرى لعلاج أعراض محددة في اضطراب ما بعد الصدمة:

  • الديازيبينات (كلونازيبام  والبرازولام) لعلاج القلق (لفترة قصيرة مع ملاحظة أعراض إساءة الاستخدام).
  • مضادات الاختلاجات (كاربيميزابين وفالبروات) لعلاج الاندفاعية والتقلب العاطفي.
  • صادات بيتا (بروبرانولول) للتيقظ الزائد.

المعالجة النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة

يشمل العلاج النفسي، كلا من العلاج السلوكي المعرفي والاعادة العملياتية وازالة التحسس بتحريك العين، والمعالجة الفردية والمعالجة الجماعية والمعالجة الاسرية والمعالجة باللعب والمعالجة بالفن ومعالجة القلق وتقنيات الاسترخاء.

قد تكون جلسة تخفيف المعاناة المختصرة هي أكثر المعالجات النفسية استخداما في الصدمة. ولكن مراجعة الأبحاث فشل في اظهار أي فعالية لهذا النوع من المعالجة عندما طبقت على جميع الأشخاص المعرضين للصدمة. 
ويوصى باستخدام العلاج السلوكي المعرفي المركز على الصدمة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة الحاد حسب إرشادات المركز الوطني للتميز الصحي والسريري في المملكة المتحدة.

الآليات المستخدمة في العلاج السلوكي لاضطراب مابعد الصدمة 

يشمل العلاج السلوكي المعرفي المركز على الصدمة مهارات التعلم التي تساعد المريض على تغيير فهم وتفسير الأفكار السلبية. وتشمل أيضاً استخدام التخيل العقلي للحادث الصادم لمساعدة المريض على تجاوز الصدمة واستعادة السيطرة على المخاوف والكرب. وتستخدم نفس الخطوات التي تم وصفها سابقا، مع التركيز على الصدمة.
وتحتاج هذه المعالجة لتدريب خاص بإشراف معالجين نفسيين ماهرين في مراكز الصحة النفسية المتخصصة.

قد يستفيد بعض المرضى من العلاج النفسي الموجه نحو التحليل النفسي وخصوصا إذا ما كان اضطراب ما بعد الصدمة ناجم عن اعتداء جنسي أو جسدي مبكر. إضافة لتقنية الفيض وهو تقنية تشمل التعريض لفترة طويلة للحافز الضار، وقد استخدمت هذه القنية ببعض النجاح.

العلاجات الاجتماعية لاضطراب ما بعد الصدمة 

 قد يعاني مرضى اضطراب ما بعد الصدمة من الضيق الاجتماعي وعدم الثقة من الآخرين، مما يتطلب التشجيع طوال الوقت للمحافظة على استمرارية المعالجة ويؤدي إلى النتائج المطلوبة
نتبع في هذه العلاجات نفس الخطوط  الأساسية المتبعة لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العقلية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق، وتشمل:

  • المساعدة في تطوير مهارات رعاية النفس وممارسات الحياة الصحية.
  • التدريب على مهارات العيش المستقل الملائمة.
  • الدعم والاحالة للخدمات الملائمة لتأمين السكن الكريم والامن وذو الكلفة المحتملة. 
  • تأمين الدعم المناسب من العائلة والاصدقاء والمنظمات غير الحكومية وجماعات الدعم المتاحة.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية.
  • تسهيل الوصول لخدمات إعادة التأهيل الوظيفي.
  • توفير الوصول لرجال الدين والمعالجات الروحية.
  • توفير الوصول للاستشارات القانونية؛ حيث أن العديد من المصابين باضطراب ما بعد الصدمة قد يكونوا متورطين بمشاكل قانونية بسبب الحادث العنيف.

ضرورة الدعم القانوني للمصابين باضطرابات مابعد الصدمة 

كثيراً ماتكون الإجراءات القانونية وخصوصا في حالة الاعتداء الجنسي مؤلمة للضحية، يتم في كثير من المرات لوم الضحية على الجريمة، ولتلك الأسباب يجب تقديم الرعاية القانونية للضحايا إضافة للمساعدة والدعم، حيث يحتاج الكثيرين من المصابين باضطرابات مابعد الصدمة للدعم والنصح القانوني.

عائلة وأصدقاء المصاب بإضراب مابعد الصدمة يحتاجون للدعم أيضاً

عندما يتم تشخيص أحد أفراد العائلة باضطراب ما بعد الصدمة، فان جميع أفراد سيتأثرون. قد يصابوا بالصدمة أو الغضب أو الألم بسبب أهمية الضحية بالنسبة لهم.
قد يسبب اضطراب مابعد الصدمة أيضا الاحساس بالاغتراب عن الضحية والغضب منه أو منها. وقد يجد بقية الافراد صعوبة في التواصل معه أو معها. وقد تحدث اضطرابات النوم أو إساءة جسدية أو إساءة استخدام للمواد بين أفراد العائلة، ولذا يجب اشراك العائلة في الاستشارات.

ماالذي يساعد على تجاوز اضطراب مابعد الصدمة؟

  • الكشف المبكر
  • مساعدة المصاب بالتعبير عن المشاعر بعد حدوث الصدمة مثل مناقشة مشاعر الذنب.
  • تقييم الصحة الجسدية.
  • تأمين سلامة المصاب وأمانه الشخصية لمنع صدمات اضافية.
  • تقييم الأمراض المرافقة، مثل الاكتئاب.
  • تقييم الخطر من المريض على نفسه وعلى الآخرين.
  • مناقشة المريض وعائلته بأنواع العلاجات المتاحة، واحالة الحالات الشديدة أو غير المستجيبة للعلاج للاختصاصي.

بعض الاقتباسات ضمن هذا النص أخذت من المراجع الألمانية والعربية، والمرجع السريع في دعم الصحة النفسية للاجئين

إبطال تحديد سقف الإيجارات في برلين

إبطال تحديد سقف الإيجارات في برلين.. قضية سياسية متفجرة في عام انتخابي

حلم من مطاط – الجزء الأول