in

نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.. مزيج من المشاعر

عبد الرزاق حمدون*

كثيرة هي التقلبات التي عاشتها الجماهير في مباراة نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للسيدات، لتختلط المشاعر بين الحزن والفرح، الفخر والانكسار،بين العمل بجد لتحقيق الأحلام والإحساس بالظُلم. وكان هناك مساحة لإعطاء درس في تطبيق مقولة “القانون فوق الجميع”، ليكون الاحترام بين اليابانية ناوومي أوساكا والأمريكية سيرينا ويليامز أبرز عنوان لهذا النهائي.

حلم وتحقق

عقب انتهاء المباراة خلال مراسم التتويج، سأل مذيع الحفل اللاعبة ناوومي أوساكا: “هل حققتي حلمك في مواجهة سيرينا ويليامز هنا في نهائي هذه البطولة؟”. إجابة الشابة اليابانية امتزجت بدموع الفرح لتحقيقها هذا اللقب وهي في عمر الـ20 عاماً، ولم يكتفِ المذيع بذلك بل أخبرها أنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه لكونها أول يابانية تحقق لقباً في بطولات الغراند سلام وعلى حساب أسطورة التنس سيرينا ويليامز.

تطبيق القانون بين الظالم والمظلوم

بالرغم من تكرار الموقف مع سيرينا ويليامز ونقاشاتها التي تدور مع الحكّام، إلا أن ما حصل يوم السبت سلّط الكثير من الضوء على نهائي السيدات لهذا العام، خاصة بعد تعاطف جماهير الملعب الرئيسي مع بطلتهم ويليامز في معركتها الخارجية مع الحكم الرئيسي “الظالم بنظر الجماهير”، ، وربما كان السارق “كما وصفته سيرينا المظلومة”، لكنه في حقيقة الأمر كان يطبق القانون بحذافيره.

العاطفة هُزمت أمام الاحترام

بعد خسارة اللاعبة الأمريكية بهذه الطريقة الظالمة “بحسب جمهورها”، صبّت هذه الجماهير جام غضبها على الحكم وعلى اليابانية البطلة أوساكا، التي انفجرت بُكاءً في لقطة لا تحسد عليها وسط جمهور لم يعترف بلقبها، وكاد حلمها أن يتحوّل لكابوس إلى أن وجهت شكرها لسيرينا على هذا النهائي القوي في لحظة تضامنت معها الأمريكية، لينتهي المشهد في رفعها للكأس وسط تصفيق واحترام من الجمهور الأمريكي.

إن كانت السيدات هن مثال للعواطف والأكثر تأثيراً على الرأي العام، فإن نهائي أمريكا المفتوحة لهذا العام كان تكريساً لهذه الجملة، وسيبقى خالداً في ذاكرة محبّي الكرة الصفراء وسيسجل التاريخ أن شابة يابانية كتبت اسمها بأحرف من ذهب في ملاعب أمريكا.

*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

جائزة “‏The best‏” بين النقد والمجاملات‏

كيف تحولت كرة القدم من رياضة إلى لعبة تحكمها التكنولوجيا في مونديال روسيا؟

فينغر وأرسنال حكاية روميو وجولييت كرة القدم

لينا شماميان خلال شهر سبتمبر في كولن وبرلين: أشعر بالأمان في هذه الحفلات

كيف صارت الخيمة اليونانية جزءاً من حياتي! قصتي في مساعدة اللاجئين في اليونان