in

المغرب في المركز الثاني في العالم العربي من حيث نسبة الانتحار

يحرم الإسلام الانتحار ويعتبر قتل النفس إثماً كبيراً، لذلك يدفن المنتحرون عادةً سراً وفي الليل، لكن الملفت ارتفاع حالات الانتحار في بعض مناطق المغرب مثل طنجة، وخصوصاً في مدينة شفشاون بحسب الصحافة المحلية هناك.

وبحسب آخر تقريرٍ صادر عن منظمة الصحة العالمية، فقد تضاعف معدّل الانتحار في المغرب خلال العقد الأخير، حيث تمّ توثيق أكثر من 800 حالة انتحار، 80% منها من الرجال. وقد وصفت الصحافة المحلية تعدُّد حالات الانتحار “بالظاهرة الغامضة”، كما حذّرت جمعية “إبتسامة رضا” من وقوع المزيد من حالات الانتحار في صفوف الشباب.

وصرَّحت رئيسة الجمعية، مريم بوزيدي، أن “المعضلة الأساسية تكمن في غياب سجلّ رسمي في المغرب لتوثيق حالات الانتحار. كما أن الشباب ينتحر من أجل وضع حدٍّ لمعاناته”. وأضافت: “إنهم يلجأون إلى الموت عندما يدركون أن كلّ المساعي التي قاموا بها، من أجل تحسين أوضاعهم، باءت بالفشل”.

المغرب في المركز الثاني في العالم العربي، من حيث نسبة الانتحار

ويحتل السودان المركز الأول. كما تم توثيق 677 حالة في الجزائر و262 حالة في تونس. ولم يجرِ المغرب أيّ دراسة حول هذه الظاهرة منذ 4 سنوات، عندما نشرت وزارة الصحة آنذاك تقريراً استقصائياً جاء فيه أن 16% من المغاربة لديهم ميول انتحارية، وأن 14% من الشباب (بين 13 و15 سنة) حاولوا وضع حّد لحياتهم لمرّةٍ واحدة على الأقل.

تشهد مدينة شفشاون أكبر عدد من حالات الانتحار، على الرغم من تضارب الأرقام والنسب. وخلال السنة الماضية، نشرت جريدة “الأحداث المغربية” تقريراً أكدت فيه أن 45 شخصاً انتحروا في هذه المدينة، وهو ضعف العدد الذي تمّ تسجيله في العام2016. ومن المثير للاهتمام أن جميع الحالات، التي تمّ توثيقها، أقدمت على الانتحار شنقاً، في حين نجحت الشرطة والعائلات في منع 130 محاولة أخرى.

الظاهرة الغريبة تحت قبّة البرلمان المغربي

قبل بضعة أيام، عثرت الشرطة على رجلٍ مسنّ انتحر شنقاً من أعلى شجرة، في مدينة شفشاون. وقد صرّح أقاربه أنه كان يتلقى علاجاً نفسياً في إسبانيا. واهتزّت المدينة أيضاً إثر انتحار شخصين آخرين خلال الأسبوع الماضي. وخلال شهر مايو/ آيار الماضي، انتحر 4 أشخاصلم تتجاوز أعمارهم الثلاثين شنقاً في طنجة.

وما بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان، شهدت مدينة شفشاون (الملقّبة بالمدينة الزرقاء) انتحار 6 أشخاص شنقاً، من بينهم 3 (بين 20 و30 سنة). كما تمَّ توثيق 10 حالات انتحار في مدينة طنجة، من بينها صبي في الثامنة، حيث زعمت وسائل الإعلام المغربية أن لانتحاره علاقة بلعبة الحوت الأزرق. وقد انتشرت الشائعات بشكلٍ كبير حول هذه اللعبة في أرجاء المملكة المغربية، في حين أكّدت المديرية العامة للأمن الوطني أنها مجرّد أكذوبة.

وخلال ديسمبر/كانون الأول من العام 2017، سجّلت مدينة شفشاون 5 حالات انتحار في غضون 10 أيام فقط. وخلال الأسبوع الأخير من السنة الماضية، انتحر طفلٌ في الرابعة عشر من عمره شنقاً، في منزل عائلته في مدينة شفشاون.

ولا يزال الغموض يلفُّ الأسباب الكامنة وراء ارتفاع حالات الانتحار في شمال المغرب. مما دفع حزب الاستقلال إلى فتح باب النقاش حول هذه المسألة تحت قبّة البرلمان المغربي في الرباط. وطلب الحزب من وزارة الصحة ووزارة الداخلية العمل على تحديد أسباب تفشّي هذه الظاهرة، والسعي إلى إيجاد حلولٍ حول ما أسمته “بالظاهرة الغريبة”.

المصدر عربي بوست

اقرأ أيضاً

مغربيات يفضحن ما وراء الأبواب الموصدة من قصص مرعبة

منتخب الأرجنتين يتضامن مع غزة ويلغي مباراته الودية أمام اسرائيل

“كل شيء تريد أن تعرفه عن الشرق الأوسط.. لكنك محرج من السؤال”