in

ميركل تزور مخيمًا للاجئين في تركيا، هل تستطيع تخفيف التوتر بين البلدين؟

رويترز

فرانس برس. وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد ظهر يوم السبت 23 نيسان، إلى مدينة غازي عنتاب التركية، في زيارةٍ تهدف إلى تبديد التوتر حول اتفاق أنقرة وأوروبا لمواجهة أزمة اللاجئين، ورافقها في الزيارة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوض الأوروبي فرانز تيمرمانز.

وكان في استقبالهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، حيث توجهوا لزيارة مخيم نيزيب للاجئين وسط إجراءاتٍ أمنيةٍ مشددة.

شابات سوريات باللباس الابيض يقدمن الزهور للمستشارة الألمانية:

الخليج أون لاين
الخليج أون لاين

يستقبل مخيم نيزيب نحو خمسة آلاف لاجئ سوري في منازل جاهزة، بينهم 1900 طفل. وقد كتب على لافتة فوق باب المخيم “أهلا بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل اكبر عددٍ من اللاجئين في العالم”. وفي ختام زيارتهم افتتح المسؤولون الأوروبيون مع داود أوغلو مركزًا يستقبل أطفالاً سوريين تم بناؤه بتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي.

وقالت المفوضية الأوروبية لوكالة فرانس برس أن هذه الزيارة “تهدف إلى إظهار كيف تُوحد تركيا والاتحاد الأوروبي قواهما لمواجهة أزمة المهاجرين السوريين”، مشيرةً إلى أنها أنفقت حتى الآن 77 مليون يورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغٌ ستضاف اليه قريبا 110 ملايين يورو.

هذا وبعد زيارة القادة الأوروبيين للمخيم، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي في مؤتمر صحافي أن تركيا هي “أفضل مثال “على صعيد التعامل مع اللاجئين. في حين ترى منظمات غير حكومية بينها منظمة العفو الدولية أنه لا يمكن اعتبارها بلدًا آمنًا للاجئين.

كما أشارت ميركل إلى أن زيارتها لتركيا ستسمح بعرض ما تم تنفيذه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرارٍ بشأن أي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا، وعددهم 2,7 مليون شخص.

اتفاق بروكسل وأنقرة و مبدأ “واحد مقابل واحد”:

رويترز. مخيم اللاجئين في غازي عينتاب
رويترز. مخيم اللاجئين في غازي عينتاب

يقضي الاتفاق المثير للجدل االذي أبرم في 18 آذار/مارس بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ويهدف إلى ردع المهاجرين عن الدخول بصورةٍ غير شرعية إلى أوروبا، بإعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يصلون إلى الجزر اليونانية، إلى تركيا، بمن فيهم طالبي اللجوء. وفي مقابل كل سوري يبعد إلى تركيا، يستقبل الاتحاد سوريًا واحدًا من مخيمات اللاجئين فيها، ضمن سقفٍ قدره 72 ألف شخص.

كذلك وافق الأوروبيون على مساعدة تركيا بملبغ ستة مليارات يورو، وتحريك مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى تسريع آلية إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى أوروبا.

وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت قد أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بهذا المبلغ على نحوٍ تدريجي، لتوفير حياةٍ آمنة وكريمة للاجئين في تركيا والمساعدة في إدخال أطفال اللاجئين للمدارس. وصرح أن تركيا بذلت خلال الأعوام الماضية جهودًا كبيرة، مضيفا: “نشاركها الآن في الأعباء ونساعد في تحسين مصير اللاجئين”. وأوضح  زايبرت أن المعاناة وانعدام الأمل في مخيمات اللاجئين من أسباب مواصلة الفرار، مؤكدا أن برلين تريد المساعدة في القضاء على هذه الأسباب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي بحاجة لأن يكون عمليًا بشكلٍ أكبر في الإفراج عن الأموال التي تهدف إلى المساعدة في إدارة أزمة المهاجرين وأضاف أن هناك مشكلات تواجه وصول تلك الأموال.

تشكيك في فعالية الاتفاق:

تأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع على دخول الاتفاق حيز التنفيذ وذلك بطرد أول مجموعة من اللاجئين من اليونان إلى تركيا. مع تزايد التساؤلات  حول مدى فاعلية الاتفاق وإمكانية استمراره لفترة طويلة ومدى قانونيته، وبعد أن كانت ميركل تضغط على القادة الأوروبيين لدعم الاتفاق بات الضغط منصبا على ميركل نفسها.

رويترز. لاجئ سوري قرب السواحل اليونانية أيلول الماضي
رويترز. لاجئ سوري قرب السواحل اليونانية أيلول الماضي

فرغم أن الاتفاق أدى في البداية إلى خفض أعداد القادمين لليونان بشكل حاد، وتزامن مع إغلاق بعض الدول الأوروبية حدودها مما حرم المهربين من تأمين طرق لعبور المهاجرين إلى دول شمال أوروبا. إلا أن المنظمة الدولية للهجرة تقول إن وصول قوارب تحمل نحو 150 شخصا يوميا يشير إلى أن “الإغلاق المحكم” لطريق الهجرة انتهى فيما يبدو.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت يوم الجمعة أنه منذ بدء تنفيذ الاتفاق الأوروبي التركي في 4 نيسان ، تمت إعادة 325 مهاجر إلى تركيا بعد وصولهم إلى اليونان، فيما جرى إيواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الأوروبي. واكدت أنقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية.

تركيا تلوح بالانسحاب من الاتفاق:

وفي السياق ذاته أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لأوروبا، ذو أهمية “حيوية” بالنسبة إلى تركيا. وأشار إلى أنه “واثق” بأن الاتحاد الأوروبي سيقوم بكل ما هو لازم بالنسبة لهذا الموضوع “الذي هو وعد من الحكومة التركية لشعبها”. وكان قد حذر الإثنين من أن تركيا لن تتقيد بالاتفاق في حال لم يف الأوروبيون بتعهداتهم بحلول نهاية شهر حزيران.

ومن المقرر أن تدلي المفوضية الأوروبية برأيها بمسألة إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لدول الاتحاد الأوروبي مطلع أيار/مايو، وتعتبر أنقرة أن هذا الشرط غير قابل للتفاوض.

وقالت المفوضية الأوروبية أنها ستقدم تقريرا حول الموضوع في 4 أيار/مايو وهو ما ينتظره منتقدو الاتفاق الذين يقولون أن بروكسل تخلت عن قيمها إرضاءً لتركيا.

ميركل تواجه الضغط الأوروبي:

وكانت المستشارة الألمانية قد واجهت انتقاداتٍ حادة داخل ألمانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقاتٍ جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي ألماني سخر من أردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية سببت توتر العلاقات بين البلدين.

كما أكد رئيس المجلس الأوروبي الجمعة في مقالة صدرت في عدد من الصحف الأوروبية أن “قيمنا، بما فيها حرية التعبير، لن تكون يومًا موضع مساومةٍ سياسية مع أي شريك”، مضيفًا “يجب أن يسمع الرئيس أردوغان ايضا هذه الرسالة”.

واعتبر رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور اوربان في مقابلة مع مجلة “فيرشافس فوخي” الألمانية الأسبوعية السبت أن الاتحاد الأوروبي “سلم أمره لتركيا” على صعيد أزمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيرًا إلى عواقب “يصعب التكهن بها” ستنجم عن هذه المسألة.

وعلى صعيدٍ آخر أعلنت ميركل في مؤتمرٍ صحفي مشترك مع مسؤولين أتراك وأوروبيين في غازي عنتاب أنها تضغط من أجل إقامة مناطق أمنية خاصة في سوريا قرب الحدود التركية يفرض فيها وقف إطلاق النار على نحوٍ خاص بحيث يمكن ضمان مستوى معقول من الأمن لإيواء اللاجئين.

German woman to refugees: Thank you for coming to Germany

حريقٌ ضخم يلتهم سوق العصرونية في دمشق القديمة