in ,

ما هو “المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي”؟

د. هاني حرب | مستشار الدراسة في ألمانيا لعدد من الجامعات والشركات

 

اجتمع أكثر من خمسة عشر عالمًا وباحثًا سوريًا في مدينة فرانكفورت، في تشرين الثاني من عام 2016 ليعلنوا تأسيس “المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي”. ما هو هذا المجتمع؟

المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي هو نتاج عمل عدة أشهر بين العديد من الباحثين بمختلف التخصصات التطبيقية، الطبية، الهندسية والإنسانية، للخروج بهيكلية تستطيع جمع الباحثين السوريين والعرب على حد سواء لتقديم المساعدة وبناء (لوبي) عربي وسوري ضمن هيئات البحث العلمي المختلفة في ألمانيا.

هدف الجمعية هو تأسيس مجتمع علمي بحثي سوري في ألمانيا لدعم طلبة الجامعات والدراسات ودعم الباحثين السورين للعمل والدراسة في ألمانيا، إضافة لتأمين المنح المناسبة للسوريين لمتابعة مسيرتهم العلمية في ألمانيا.

كما تهدف الجمعية إلى رعاية المشاريع والمشاركات العلمية والفنية وغيرها، وتجهيز الندوات وورش العمل داخل ألمانيا وخارجها لدعم تعريف العالم بالمجتمع السوري والخلفية الثقافية السورية، وكل ما يدعم أهداف المنظمة لتأسيس مجتمع علمي ثقافي مشترك بين سوريا وألمانيا.

يمكن لأي طالب ماجستير أو دكتوراة، أو أي باحث بعد الدكتوراة أن يتقدم ليصبح عضوًا في جمعية “المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي” في ألمانيا. تتنوع العضوية في ثلاث تصنيفات:

  1. العضو الزائر: وهو عضو يحصل على كامل المعلومات الشهرية (Newsletter) عبر الإيميل ويحق له حضور الجلسات الشهرية للجمعية، لكنه لا يملك حق الانتخاب أو المشاركة أو إبداء الرأي (أي شخص كان).
  2. العضو الفعال: وهو عضو يملك كامل صلاحيات العضو الزائر ويحق له الانتخاب الجزئي ضمن الولاية المقيم فيها فقط. يتحول العضو الفعال إلى عضو عامل حال انتهاء دراسة البكالوريوس والتحول لدراسة الماجستير.
  3. العضو العامل: وهو عضو يملك كامل صلاحيات العضو الفعال مع حقه بالانتخاب والمشاركة الفعالة في مجلس الإدارة العامة والمحلية والجمعية العامة وإبداء الرأي والاعتراض والنقد البناء.

تقول الدكتورة مدى صالح رئيسة المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي: “قمنا بتأسيس هذه الجمعية لمساعدة جميع الطلبة اللاجئين السوريين منهم وغير السوريين لدخول الدراسات العليا في ألمانيا والخوض في المجالات البحثية المختلفة. خلال العام الأول بعد التأسيس؛ نهدف لإيجاد وضم أكبر عدد من الباحثين السوريين بمختلف الاختصاصات ضمن الجمعية ليكونوا قادة المستقبل وليبنوا مشاريعهم الخاصة تحت أسمائهم وبدعم من الجمعية. لا يهدف أي باحث أو عالم ممن ساهموا بتأسيس الجمعية إلى البقاء في إدارتها. جميعنا نرغب بأن يكون هنالك تغيير حقيقي وتفاعل حقيقي بين جميع المنضمين لبناء المجتمع العلمي السوري في ألمانيا”.

يعطي المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي الحرية لجميع أعضائه بتجهيز وإدارة مشاريعهم الخاصة ويقوم بدعمها لوجستيا، وفي حال وجود القدرة ماليا. وعليه بدأ المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي بعدد من ورشات العمل والمحاضرات لدعم الطلبة، منها دورة البرمجة ومبادئها في جامعة سارلاند الألمانية في غرب ألمانيا، ومحاضرات علم الجينات والخلية التي تمت بدعم مباشر من جامعة لايبزيغ في شرق ألمانيا.

تعمل الجمعية حاليا على كتابة عدد من المشاريع التي تهدف للإشراف على طلبة الدكتوراة والماجستير وما بعد الدكتوراة عمليا وأكاديميا عبر بناء شبكة من الأساتذة من مختلف التخصصات الذين يمكن الاعتماد عليهم للإشراف على الذين يرغبون بدخول معترك الحياة البحثية مجددا في ألمانيا.

يقول الدكتور حسن توامة نائب رئيس المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي: “العلم هو طريقنا للاندماج في المجتمع الألماني. إن كان هذا العلم تطبيقيا كتعلم مهنة معينة أو جامعيا أو كدراسات عليا كالماجستير والدكتوراه، فهذا يعتبر جزءا هاما من الوصول إلى داخل المجتمع الألماني للاندماج فيه دون فقدان المكون السوري لدينا”.

هناك الكثير من المشاريع التي تعمل عليها الجمعية وهي ترحب دائما بالمنضمين إليها، وترحب دائما بالمشاريع الجديدة. ما على الطالب أو الباحث القيام به هو التقديم للجمعية والانضمام إليها وتقديم مقترح مشروعه ومكانه والتمويل المناسب له، لتتم دراسته، ومن ثم محاولة تأمين المناسب من مكان إلى آخر للبدء بهذه المشاريع التي تهدف أولا وأخيرا لخدمة العلم والطلبة السوريين خاصة والعرب عامة في ألمانيا لتطوير مهاراتهم البحثية، العلمية، الثقافية، التطبيقية وغيرها.

في النهاية تعتبر جمعية “المجتمع الألماني – السوري للبحث العلمي” جزءًا من المبادرات المختلفة التي بدأها السوريون خاصة والعرب عامة لدعم البحث العلمي من جهة، وتطوير مهارات الأفراد من جهة أخرى لدمجهم بالشكل الأمثل ضمن مجتمعاتهم الأوروبية ورفع سويتهم العلمية.

للتواصل مع الجمعية:

info@ds-fg.de

www.ds-fg.de

استعراض الحرب.. حكايات عن الحلم والخيبة وما تبقى من أمل

لم الشمل: نهاية انتظار أم نهاية حياة؟