in

في دور الجندرة وطبخ المجدّرة: أدوار الرجل والمرأة في المطبخ وانعكاساتها في الغربة

بين “طبخة مبارحة” و”طبخة اليوم” ولمحة عن أدوار الرجل والمرأة في المطبخ

أدت الحركات النسوية في أوروبا والغرب في النصف الثاني من القرن المنصرم إلى ابتعاد نساء عن المطابخ تعبيرًا عن احتجاجهن لربط دور المرأة بالقيام بالأعمال المنزلية وهو أمر لا يمكن إنكاره، فقد حطت النظرة الذكورية الدونية إلى تلك الأعمال من أهميتها. (وهي -للمفارقة- نظرة تبناها أيضًا الرعيل الأول من النسويات) إلا أن المرأة  استطاعت عبر صراعها لنيل المساواة في الحقوق والواجبات، دخول سوق العمل وإثبات جدارتها وأن العمل، كسواه من النشاطات البشرية الأخرى، ليس حكرًا على جنس معين، بل على قدرة الفرد واستعداده وتهيئته لأدائه. وبذلك كسبت معركتها خارج المنزل في كتير من المواضع نظريًا على الأقل.

ولكن، ما هو الحال بالنسبة إلى “مملكة المرأة”؟ وما هو وضع “المساواة” في أعباء المهام المنزلية؟ وكيف ينظر الرجل إلى المهام المنزلية ويتفاعل مع مطلب المرأة في عدالة تقسيم الأدوار؟ ألم تكن الأدوار في الماضي مقسمة بعدل عندما كان الرجل يختص بدور العمل خارج المنزل والإنفاق على الأسرة، والمرأة بدورها في المنزل وتدبير شؤونه والمطبخ وتربية الأولاد؟ ولم تشكك المرأة في مقدرة الرجل على منافستها عند دخوله إلى المطبخ، في الوقت الذي تبرر فيه حقيقة أن أشهر الطباخين في العالم هم رجال؟ أوليس الطبخ شكلاً من أشكال التعبير الاجتماعي والفني والثقافي الذي يحق للجميع القيام به؟ وماهو الفرق بين الطبخ كواجب يومي لإطعام العائلة، والطبخ كرفاهية وحاجة ثقافية كمالية؟ وما الدور الذي يلعبه الاغتراب في تسريع إعادة توزيع الأدوار الجندرية للجنسين؟

ملصق جي هاورد ميلر- نستطيع أن نفعلها! – عام 1943

تشير الاستطلاعات في أوساط مجتمعاتنا العربية إلى أن القسم الأكبر من الأعمال المنزلية -والطبخ من جملتها- لا يزال يقع على عاتق المرأة، على الرغم من عملها خارج المنزل ومساهمتها الفعلية في تأمين ودعم اقتصاده. ونجد هناك أيضًا من يجادل بأن تقسيم الأدوار في الماضي بين الرجل والمرأة كان أكثر عدلاً، أقله من ناحية كمية المهام المسندة لكلا الطرفين، مغفلاً بذلك أن بقاء المرأة في المنزل يحرمها من المساهمة الفاعلة في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتأثير فيها. والحقيقة أن إعادة هندسة الأدوار الجندرية معقدة، بحيث يحتاج تحقيقها أولاً إلى اعتراف كامل غير منقوص بقدرة المرأة ودورها، وثانيًا إلى الإرادة الاجتماعية والسياسية لتفعيل شراكتها الحقيقية، ومن ثم إلى أجيال من التربية وتهيئة المجتمع لكسر الصورة النمطية وقبول التغيير بصورة طبيعية وكنتيجة حتمية، لا كأمر واقع مفروض قسرًا.

 

“مو حلوة قدام الأجانب!”

عن ذلك تروي لنا زوزان عنتر تجربتها التي تصفها بالصغيرة، حيث انتقلت بين دمشق ودبي قبل أن تستقر في الولايات المتحدة، درست زوزان علم الاجتماع، وتعلمت أن تراقب الناس وتصرفاتهم، وهي ترى أن الطبخ بشكل عام مطلوب من النساء رغم عمل الرجل والمرأة على السواء خارج المنزل، وتتابع: “مازلت أرى نساء لا يخرجن من المطابخ حتى في الولايات المتحدة. ربما هناك بعض من الجيل الشاب ممن يحبون الطبخ ويساعدون في أعماله، ولكنهم للأسف ليسوا النسبة الغالبة، وهناك أيضًا من يساعد بحضور مدعوين خصوصًا من الأجانب، فتكون النتيجة هي مد يد العون في المطبخ تجنبًا للإحراج. لست أنفي دور الاغتراب في تغيير أدوار الرجل والمرأة في المطبخ بشكل إيجابي بالرغم من محدودية هذا التأثير، وهو ما ألاحظه عندما أكون في اجتماع لأصدقاء من نفس الخلفية الاجتماعية. قد تكون نظرتي سلبية إلّا أن الكثيرين مازالوا إلى اليوم يربطون دور المرأة بالمطبخ”.

فول يوم الجمعة

وعن تفاصيل علاقة الرجال بالمطبخ تروي لنا راما شعار من حلب 35 سنة، مقيمة في ألمانيا وتعمل مدرسة للغة الإنكليزية عن الأمثلة التي عايشتها فتقول: “نشأت في عائلة يمارس الرجال فيها الطبخ بطرق مختلفة، بل ومتناقضة: زوج عمتي كان رجلاً نحيلاً قليل الأكل، محبًا للحياة وللطعام الطيب الذي يجيد إعداده، خصوصًا فول يوم الجمعة الذي يمنع على أحد غيره تحضيره، إلا أن بناته هن من كن يقمن بكل ما هو ضروري لتجهيز الطبق “للشيف” الذي يضيف لمساته الشهية. خالي أيضًا كان يجيد إعداد الأطباق الفرنسية، وكان هو من يقوم بتحضير نصف الأصناف المقدمة في دعوات العشاء في منزلهم، قريب لي أيضًا كان يساعد زوجته بلف ورق العنب خلسة، وكان ممنوعًا عليها أن تبوح لأحد بهذا السر” تضحك راما وتضيف: “القاسم المشترك هو أنهم كانوا جميعًا يطبخون كنوع من الهواية والمزاج، وتكرمًا منهم على زوجاتهم وليس تقاسمًا للعبء، علمًا أن زوجاتهم كنّ ربات منزل ولا يعملن خارجه.

أما أنا، فعندما تزوجت، فرض علي تعلم الطبخ، على اعتبار أن زوجي لا يعرف سوى إعداد طبق واحد وليس لديه استعداد لتعلم غيره. في البداية؛ تحمست لاكتشاف المطبخ والتجريب والطهي، إلا أنه سرعان ما أصبح حملاً ثقيلاً، خصوصًا مع العمل خارج المنزل لأوقات طويلة، وعدم انسجام أذواقنا في الطعام، وتعبيره عن عدم الرضا في حال حضرت طبخة سريعة، فأضربت عن الطبخ! خصوصًا وأن الطبخ بعد العودة من العمل كان يحرمني من الاهتمام بأبنائي والراحة قبل الخلود إلى النوم، اليوم أصبحنا نتقاسم المهام وأطبخ طبخات معقدة في نهاية الأسبوع، ولكنني كنت أحلم دائمًا بأن ندخل إلى المطبخ ونطبخ سوية: أنا أطبخ، وهو يقطع. للأسف لم يتحقق هذا الحلم!”

الشيف: كلمة لا تحتمل التأنيث

تضيف أيضًا ميليا عيدموني، ٣٢ سنة صحفية ومدربة في مجال الجندر والإعلام ومقيمة في الأردن أن “المطبخ مرتبط بنظرتنا المجتمعية على أنه “مملكة المرأة” وبنفس الوقت من خلال مشاهدتي لبرنامج جديد اسمه توب شيف النسخة العربية، نرى أن الأهمية إعلاميًا في هذا المجال تمنح للرجل، وهو ما يبدو واضحًا خلال جلسة التقييم في البرنامج وتعليقات لجنة الحكم.

ليس بالضرورة أن تكره المرأة النسوية الطبخ لتحطم الصورة النمطية عن المرأة، إلا أن القول الفصل سيكون لعدالة توزيع أدوار الرجل والمرأة في المطبخ مع شركائها في السكن، في منزلنا مثلاً، يدخل المطبخ من يرغب حقيقة بالطبخ وهو لحسن الحظ ليس عادة يومية لدينا”. وتضيف ضاحكة: “أما عني، فقد تغيرت منذ أن سكنت بمفردي، لأنني بدأت أطبخ بعد أن كنت حاصلة على لقب (أم علب) بجدارة، لاعتمادي على المعلبات”.

وعن احتكار الرجل لمهنة الشيف لعقود طويلة كحال أغلب المهن، واقتصارها على الرجال وغياب المرأة عنها مقارنة بواقع براعتها فيه، تقول هناء الحلبي الرفاعي المقيمة في مصر: “إن رفض مجتمعاتنا لفكرة الشيف المرأة كان بحكم العادات الاجتماعية وعدم قبول عملها في المطاعم أو الفنادق. والآن بدخولنا في عصر مسابقات الطبخ ومتابعتها عبر وسائل الإعلام، ربما سيفرز المستقبل سيدات شيفات، وفي عالمنا العربي فإن عقدة الذكوريّة المتحكمة، وحصر واجبات المرأة قديمًا بأعمال المنزل والطبخ هو ما أبعدها عن امتهان الطبخ كمهنة، كونه من واجباتها الأساسية كزوجة، مما وجه نشاطها نحو مكاسب اجتماعية أخرى على الصعيد المهني”.

“سوبرستار” دعوات العشاء

ميس الحايك المقيمة في ألمانيا وتدرس العمل الاجتماعي تقول: “موضوع الطبخ والجندر كان أحد المواضيع التي أدخلتنا بنقاش مع محاضرنا بمادة علم الاجتماع في الجامعة، وتطرقنا إلى دور الرجل في المطبخ، وهل تقود مشاركته بالضرورة إلى إعادة توزيع الأدوار الجندرية؟

من المعلوم أن الرجل أصبح يساهم اليوم في الطبخ، إنما ليس بقصد مساعدة شريكته في أعباء المنزل، بل فقط عندما تظهر مساهمته للعلن ويأخذ اعترافًا من الجموع بمهاراته كطباخ وإجادته للطهي، أو لنيل الشهرة، كحال الشيف الذي يمتهن الطبخ ويبرع فيه كنجم.

مثلاً، يطبخ الرجل وجبة رئيسية عندما يكون هناك مدعوون، ويتفنن بالطبخ ليأخذ اعتراف الآخرين بمهارته ولإرضاء حب الظهور، أكثر من لو أنه كان يطبخ كل يوم لإطعام عائلته الصغيرة.

ولو أن قصد الرجل من المساهمة في الطبخ هو إعادة توزيع الأدوار بعدالة، لكنا رأيناه أيضًا يضطلع بمهام المنزل الأخرى وأمام الجموع. ولكن الأشغال المنزلية لا توفر له هذا المديح والاعتراف بكفاءته، بل على العكس، يخجل من القيام بها أمام الآخرين”.

السوبر امرأة و”مملكتها”

تؤكد أيضًا ديمة البيطار قلعجي- 34 سنة – صحفية سورية مقيمة في ألمانيا، على فكرة أن “الطبخ “مجندر” فهو بشكل عام

مهمة أو واجب تقوم به المرأة. بينما هو مهنة ومصدر دخل وعمل يقوم به الرجل غالبا. الرجل الذي يطبخ بالبيت هو “ميزة” تستحق الثناء، أما المرأة التي لا تطبخ فهي “استثناء” واجب الذكر سواء سلبًا او إيجابًا”.
وتربط ديمة من جهة أخرى دور المرأة كمسؤول عن إطعام العائلة بدورها الطبيعي في تغذية الرضيع والجنين الذي يعتمد عليها اعتمادًا كليًا لاستمرار حياته.

وتضيف: “مع تطبيق فكرة المساواة، تحملت المرأة واجبات وحصلت على حقوق ولكنها لم تتخل عن العبء القديم، أو رفضت التخلي بحجة إثبات الذات، وعزز المجتمع من تلك الظاهرة بتسويق فكرة المرأة الخارقة التي تقوم بكل شيء. فأصبحت من تكتفي بالدور التقليدي تنظر إلى نفسها نظرة دونية أو تنتهي من قبلت باستلام كل المهام بألا تستمتع بأي منها أو بأن تصبح مهووسة بالتحكم”.

ولكن ألم تساهم تلك العقود الطويلة من النضال النسوي في صناعة التغيير؟ وإلا فما فائدة هذا النضال؟ ألسنا نتمتع ببعض ثماره اليوم؟ 

نجد الكثير من الرجال ممن يطبخون بمهارة، ويلعب الاغتراب دورًا مفصليًا في تشذيبها. نراهم يصورون إنجازاتهم المطبخية، يفخرون بها ويشاركونها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ويتحدثون عنها وسط إعجاب أقرانهم من الرجال وتشجيع السيدات على السواء. فتشير الأخيرات إلى “طبخات” شركائهن بفخر وامتنان، وتتفاجأ أخريات بقدرات الرجال المطبخية التي صقلتها سنوات الغربة والاعتماد على الذات، ومهاراتهم في إعداد الأطباق التقليدية المعقدة، وقد يشعر بعضهن بتهديد خفي من “منافسة” الرجل لهن على “مملكتهن” المطبخية، فيمارسن ضده نوعًا من التمييز والإقصاء، شبيه بذاك الذي يقصي المرأة عن مجالات العمل.

 “أهم الطباخين هم من الرجال”

تقول خلود الحدق، صحافية سورية مقيمة في غانا ألا علاقة للطبخ بالجندر، دليلها على ذلك أن أهم الطباخين هم من الرجال، تتابع خلود قائلة: “أنا التي تطبخ عادة، ولا يعجبني طبخ زوجي، إلا أنه يصر على دخول المطبخ وتجريب أمور جديدة كإعداد المناقيش والخبز والقطايف والهريسة، ومع الوقت أصبح لي عونًا حقيقيًا حيث طرأ هذا التحول في المغترب الذي كشف لي أيضًا قدرات ومهارات لم أكن أعلم بأنني أمتلكها”.

 دَورُكَ – دَورُكِ

لا تشعر ألق الشيخ 31 عامًا المقيمة في السويد، دكتوراه في الكيمياء الحيوية، بالفروقات الجندرية اليوم وتقول:

“في بيت والديّ، كانت أمي من تطبخ دائمًا بالرغم من أنها كانت تعمل، وكنت أشعر كطفلة بأن من غير العدل أن تعمل في البيت وخارجه بينما أبي لا، كان جواب أمي الدائم هو أنها هكذا ترتاح أكثر. اليوم نطبخ أنا وزوجي، ونتقاسم الاختصاص بالطبخات، أحب أن أجرب أمورًا جديدة ولذلك أطبخ أكثر منه، ولكننا نتقاسم المهام، فإن طبخت يقوم هو بالجلي، والعكس، وبذلك فقد قسمنا ببساطة أدوار الرجل والمرأة في المطبخ. في السويد موضوع الطبخ غير تابع للأدوار الجندرية على الإطلاق، فالذكر والأنثى على السواء يتلقيان دروسًا في التدبير المنزلي في المدرسة ويتعلمان إعداد الطبخات الأساسية، وفي السكن الجامعي كان الطلاب من الجنسين يطبخون”.

 مغتربون ومطبخ

يقول إياس 29 عامًا من السعودية: “لقد تعلمت في الغربة بأن الطبق الذي يستلزم تجهيزه عدة ساعات يؤكل في دقائق”. و يؤكد عصام خوري ٣٩ سنة على أهمية الطبخ في حياته وخصوصًا في المغترب. ففي سوريا كان يطبخ مرة واحدة في الشهر، أما الآن فيطبخ يوميًا تقريبًا: “الطبخ هو أحد الأمور القليلة التي تخرجني من جو الحزن والحنين، وأحاول من خلال الأطباق التي أعدها أن أتذكر الأماكن والأشخاص واستعيد الذكريات الجميلة”. عمرو الشوا 37  عامًا مقيم في فرنسا، تعلم الطبخ في المغترب وهو يجزم بأن الرجال هم أفضل من النساء من ناحية الطبخ دون أن يعرف السبب، ويستثني فقط النساء من الجيل القديم اللواتي يطبخن الأطباق التقليدية المعقدة. أما هديل ليوس 33 عامًا مقيمة في روسيا فتقول إنها تأسف لعدم وجود مطبخ في متناولها، فبالنسبة لها، خبز قالب من الحلوى أو المعجنات يساعدها على التغلب على الاكتئاب وتحسين المزاج.

 

ملاحظات ختامية على هامش الجندر والمطبخ والاغتراب

تلخص رشا قنجراوي 33 عامًا، مهندسة مدن مقيمة في ألمانيا المسألة في عدة نقاط من مشاهداتها فتقول:

“ساهم الاغتراب في خروج الرجل عن دوره التقليدي ودلال والدته، وجعله يطبخ بشكل جدي، ليس فقط الطبخات البسيطة، وتتزايد هذه الظاهرة طردًا في المدن التي يكون فيها الطعام الجاهز غاليًا أو تخلو من المطاعم العربية بسبب الحنين. القدرة على إطعام النفس هي أولى درجات الاستقلالية والمسؤولية.

أدت صعوبة الحياة في دول الاغتراب إلى تجاوز الأفراد لفكرة من عليه أن يعمل في المطبخ وإعداد الطعام بسهولة أكبر مما لو كانوا في الوطن، لأن وجود الإنسان في مجتمع مغلق يكرس الأنماط التقليدية، اليوم يتقاسم الأزواج المسؤوليات بحرية أكبر مما لو كانوا يرزحون تحت أنظار مجتمعهم المتربصة وبالأخص جيل الشباب.

يمكن أن يؤدي الفهم السطحي للنسوية إلى الابتعاد عن المطبخ لكونه يمثل دورًا نمطيًا من أدوار المرأة، ورفضه كنوع من التحدي للمجتمع، ولكن بابتعاد المرأة عن المجتمع الذي يحكم ويقيم، تستطيع أن تجد التوازن بين دورها الجندري المفروض عليها وبين حبها للطبخ وهوايتها له وتطوير مهاراتها الخاصة في هذا المجال والتعبير عن نفسها من خلاله.

اقرأ/ي أيضاً:

المطبخ وأثره في الاندماج، ماذا أخذنا وماذا أعطينا؟! رأي يرصد حركة تبادل الثقافات عبر المطبخ
الطريق إلى قلب المرأة يمكن أيضاً أن يبدأ من المطبخ
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجرَّبة-7- القهوة

 

ما هو المسلسل الأكثر شهرة في ألمانيا؟

ماذا يعني مصطلح Home؟