in

شخصية العدد: غونتر غراس – Günter Grass

يعتبر الكاتب الألماني “غونتر غراس” واحداً من أهم الروائيين العالميين في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولد في مدينة داينتسيغ الألمانية في العام 1927، وتوفي في العام 2015 في مدينة لوبيك شمال ألمانيا، حيث قضى سنواته الأخيرة.

تعتبر روايته: “طبل الصفيح” من أهم إنتاجاته التي لاقت رواجاً كبيراً بعد نشرها في العام 1959، وترجمت إلى 24 لغة منها اللغة العربية، وهي الجزء الأول من “ثلاثية داينتسيغ”، حيث أعقبها بـ “القط والفار” و”سنوات الكلاب”، ولغونتر غراس الكثير من الكتب المهمة الأخرى، منها: “في خطو السرطان”، “مئويتي”، “تخدير موضعي” و”الجرذ” وغيرها من الأعمال.

يقول كاتب سيرة غراس “ميخائيل يورغس” عن طفولته بأنها كانت مزيجاً بين الروح القدس وهتلر، فقد شارك غونتر غراس وهو لم يبلغ بعد سنته السابعة عشرة كمساعد في سلاح الطيران الألماني العام 1944 السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كما قضى أشهراً كأسير حرب في العام 1946 لدى الجيش الأمريكي في مدينة بايرن الألمانية.

في العام 1999 حاز “غونتر غراس” على جائزة نوبل للآداب، ولكن بعد ذلك بسنوات طويلة اعترف بأنه سبق وأُجبر على الانضمام إلى وحدات الشبيبة النازية الخاصة الـ “فافن- أس أس”، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً وصل إلى حدّ تفكير الأكاديمية الملكية السويدية بسحب الجائزة منه، مع العلم بأنه لم يكن يبلغ الثامنة عشر من عمره وقتها، وبأن كتاباته ركّزت دوماً على فظائع الحروب والشعور بالندم الذي لازم ألمانيا بعد الحقبة النازية التي سبّبت كل ما سبّبته من حرب ودمار.

اتّخذ “غونتر غراس” موقفاً معادياً لإسرائيل، ووصفها بأنها تمثل تهديداً للسلام العالمي، كما انتقد رغبتها في شنّ هجوم عسكري على إيران. وقد أغضب السلطة الإسرائيلية عندما أشاد بالخبير النووي “موردخاي فعنونو”، الذي كشف تفاصيل البرنامج النووي الإسرائيلي السري في العام 1986، وذلك في قصيدة تحمل عنوان: “بطل من أيامنا”. نتيجة مواقفه المعادية لها منعته السلطة الإسرائيلية من دخول أراضيها، واصفة إياه بأنه “شخص غير مرغوب فيه”.

كتب غراس في مختلف أنواع الآداب، وغالباً ما حلّلت إبداعاته المجتمعات ومشاكلها، ورصدت الظروف والتغييرات الاجتماعية التي تطال الشعوب، كانتفاضة المثقفين في ألمانيا الشرقية العام 1953، والاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت أوروبا في العام 1968. كما اشتهر غراس بمواقفه السياسية، وفي مقدمتها معارضته للحرب على العراق في العام 2003، وتضامنه المعروف مع الشعب الفلسطيني. كما تزعّم خلال حقبة السبعينيات من القرن العشرين حملة تطالب بمقاطعة صحيفة “بيلد” الألمانية.

اقرأ أيضاً:

من روائع الأدب الألماني

“من مفكرتي” لهيرمان هيسّه -1-

المطبخ السوري في برلين: مبادرة سلام وخطوة أولى نحو الاندماج

أليكس في بلاد العجائب