in

لوسيين فاڤر مع دورتموند “قصّة العجوز وسلاحف النينجا”

عبد الرزاق حمدون*

متصدراً للبوندسليغا بعد سبع مراحل، يعتلي صدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا بعد جولتين حقق بهما انتصارين وبرصيد عالٍ من الأهداف وشباك خالية منها، بوروسيا دورتموند عاد مع مدربه الجديد السويسري لوسيين فاڤر.

سنين عجاف عصفت بالقلعة الصفراء في الفستفاليا عقب خروج المدرب يورغن كلوب، نتائج مخيّبة وغياب عن الساحة الأوروبية في مواسم ماضية، تزامنت مع عدم استقرار من الناحية الفنّية وغياب النجوم، إلى أن جاء قرار تعيين السويسري لوسيين فاڤر مدرباً لبوروسيا دورتموند مطلع هذا الموسم، قرار كان مبنياً على خبرته السابقة في الكرة الألمانية، فهو صاحب التجارب مع هيرتا برلين وبوروسيا مونشنغلادباخ.

أسلوب فاڤر

يمكن اعتبار المدرب السويسري صاحب فكر هجومي وينتمي لمدرسة السيطرة والاستحواذ والضرب بشتى الطرق. مثال على ذلك تجربته الأخيرة في فرنسا مع نادي نيس، الفريق كانت نسبة استحواذه على الكرة “56.3%” لتصبح معه “87.5%” بحسب موقع “Whoscored”، ويعمل على البناء من الخلف مع مشاركة حرّاس المرمى في التمرير لتبدأ الكرة رحلة بين أقدام لاعبيه، ربما يفشل ويُضرب بمرتدة قاتلة لتواضع بعض العناصر، لكنه ينجح في كثير منها ويحقق انتصارات مع أسلوب ممتع.

دفاعياً يعتمد السويسري على عملية الضغط في منتصف الملعب بخطّة 4-4-2 مع تقليل المسافة بين الخطوط ليكون الخط الخلفي على بعد من 7 إلى 8 متر عن خط وسط الميدان، إذاً هو بحاجة لأسماء قادرة على خدمته في هذا الأسلوب.

عناصر تناسبه

لاعبو دورتموند يمتازون بالحيوية والنشاط، فمعدل أعمار الفريق 25 سنة وهذا ما ساعد فاڤر في تطبيق أفكاره، عدا عن نزعة الأسماء الهجومية مثل “ماركو رويس- كريستيان بوليسيتيش- جادون ساشو”، أما في عملية صناعة اللعب فهناك “داهود- ماريوس فولف”.

تعاقدات الفريق هذا العام كانت مبنية على فكرة الوصول للكمال بنظر المدرب فكانت الخيارات “باكو ألكاسير- آليكس فيتسل- أشرف حكيمي”، أسماء تدمج الخبرة والشباب وقادرة على الانسجام مع المجموعة ليخرج العجوز السويسري كل ما بجعبتهم من طاقات ومقوّمات، ليكون البلجيكي فيتسل أحد أبرز لاعبي الارتكاز القادر على الربط بين الخطوط، إلى جانبه الداهود القادر على كسر خطوط الخصم بتمريرة واحدة على الأطراف، مع تكتل في منطقة العمق من قبل المهاجمين لفتح المساحات للظهيرين القادمين من الخلف، طريقة سلسلة خالية من التعقيد ومليئة بالحيوية تناسب دورتموند وأسلوب لاعبيه.

فاڤر هو ذلك الكلاسيكي الذي يحمل أفكاراً هجومية متماشية مع الواقع الكروي الحديث، وكأنه العجوز في المسلسل الكرتوني “سلاحف النينجا”، الذي أحيا قدرات لاعبيه من جديد ليتصدّر بهم المشهد محلّياً وأوروبياً، ويبقى السؤال هل يستطيع تمويل سلاحفه بالبيتزا الجاهزة لتحقيق الاستمرارية المطلوبة؟

*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

اعتزال مسعود أوزيل يهدد مشروع ألمانيا طويل الأمد

في برشلونة: فرحة “آرثور” تنسي الجماهير مشاكل فالفيردي

كلوب ودرس جديد عنوانه: كيف تخاطر لتكسب الجميع؟

في برشلونة: فرحة “آرثور” تنسي الجماهير مشاكل فالفيردي

مانشستر يونايتد يحتاج زيدان والعكس صحيح…