in

علاقة لا يمكنك تخيلها ما بين أمراض الأسنان وأمراض خطيرة في الجسم

Foto: © iStock
د. باري محمود. طبيب أسنان من أصل سوري مقيم في ألمانيا، ماجستير في جراحة وزراعة الأسنان

علاقة أمراض الأسنان مع الصحة العامة للجسم

قد لا تأخذ الأسنان الأهمية القصوى اللازمة باعتبارها أعضاء صغيرة الحجم في الجسم مقارنةً بأعضاء أخرى، فتأخذ الكبيرة اهتماماً أكبر من المرضى أو العامة عندما تصاب إحداها بمرض ما، ولكن عندما نتذكر أن الفم والأسنان هي البوابة الأولى والأساسية لدخول الأطعمة والمشروبات (الصحية وغير الصحية) إلى الجسم، فقد تتسبب بأمراض جسدية أو تفاقم من خطورة مرضٍ ما، وعندها تتضح لنا أهمية الحفاظ على صحة الفم والأسنان في المقام الأول.

هنا سأشير إلى عدة حالات لها علاقة مباشرة بأمراض الفم أو تنعكس أعراضها على الفم أو على الأسنان ومنها على سبيل المثال:

أمراض القلب

الخراجات الفموية الناشئة من مصدر سني والتي تهمل أو لا تعالج لسببٍ ما، قد تكون مصدراً موبوءاً للبكتيريا التي قد تنتقل بدورها إلى القلب عن طريق الدورة الدموية لتسبب التهاباً في شغاف القلب، وهذه الحالة تزداد خطورتها عند الأطفال واليافعين، وبشكل خاص إن ترافقت بضعف مناعة الجسم لأسباب أخرى.

من ناحية أخرى، فإن بعض مرضى القلب أو من خضعوا لعمليات القلب الجراحية، قد يضطرون لتناول أدوية القلب مدى الحياة، لاسيما الأدوية الخافضة للضغط والمميعة للدم، وهؤلاء يحتاجون إلى إجراءات خاصة عند زيارتهم طبيب الأسنان، أما التداخلات الجراحية الفموية فيجب أن يبرمجها طبيب الأسنان مع طبيب القلب المعالج أو المشرف.

أمراض الكلى

إن التهابات الفم أو الأسنان قد تزيد احتمال الإصابة بأمراض الكلى، وخاصةً لمن يخضعون لغسيل الكلى، كما أن اضطرابات الكلى المؤدية لنقص الكالسيوم في الجسم وبالتالي نقص الكالسيوم في عظام الفكين، تؤدي بدورها إلى تساقط الأسنان دون اصابتها بالتسوس، لذا فإن مراكز غسيل الكلى تطلب من المريض المراجع قبل البدء بالغسيل أن يراجع طبيب الأسنان ليتأكد من خلو الفم والأسنان من الأمراض، أو الانتهاء من معالجتها وبشكل خطي ثم البدء بغسيل الكلى.

داء السكري (الشبابي، الكهلي، والحملي)

قد يكون طبيب الأسنان أول من يكتشف أن مراجعه يعاني من داء السكري دون أن يدري، وحتى قبل الذهاب إلى طبيب الداخلية أو إجراء التحاليل الدموية، فتجفاف أغشية الفم والرائحة الخلونية المنبعثة من الفم وتراكم القلح على الأسنان، هي بمثابة مؤشرات أولية شبه مؤكدة على وجود داء السكري لدى المراجع، من هنا ينصح طبيب الأسنان مراجعه بالمتابعة عند طبيب الداخلية كي يؤكد أو ينفي وجود الداء لديه، وبالتالي البدء بمعالجته لأن تركه دون علاج يؤثر بشكل مباشر على العيون، والسكري يؤثر أيضاً بشكل مباشر على الأنسجة الداعمة للأسنان وبالتالي قلقلتها وسقوطها دون تسوس، ومايجلبه ذلك من تراجع لثوي وبالتالي تراجع عظمي بالفكين، الأمر الذي يؤثر سلباً حتى في إجراء التعويضات السنية لاحقاً.

هشاشة العظام

إن نقص الكالسيوم والڤيتامينات والتغيرات الهرمونية في الجسم، سواء بعد تناول أدوية معينة أو التعرض للعلاج بالأشعة أو انقطاع الدورة الشهرية عند الإناث، تحدث نقصاً في كثافة العظام وبالتالي سهولة انكسارها عند حادث عرضي، وهذا ينعكس سلباً على ثبات الأسنان في عظم الفك حيث أن فقدان الأسنان السليمة قد يكون مؤشراً لذلك، فينصح طبيب الأسنان مريضه بمراجعة طبيب العظام للتأكد من ذلك، وبالعكس إن ثبت أن المريض يعاني من هشاشة العظام فمن الخطورة عندها قلع الأسنان، فليس نادراً أن ينكسر الفك أثناء محاولة قلع سن وخاصة “ضرس العقل” لذا يتم ذلك بالتشاور بين الطبيبين المعالجين.

التهاب الكبد (A, B, C, D, E, G)

تتفاوت خطورة كل الأنواع، ولكن يجب المحافظة على صحة فموية جيدة عند حامل الڤيروس مهما كان نوعه، وذلك كيلا تنتقل أمراض الفم والأسنان أو مسبباتها إلى الكبد وتزيد من خطورة الحالة، ولكن الأهم من ذلك هو الإجراء الجراحي لدى مرضى الكبد في العيادة السنية، حيث يتخذ الفريق الطبي السني المعالج إجراءات محددة خاصة بذلك، لأن احتمال انتقال المرض إلى الآخرين سواء المحيط أو العاملين في العيادة مرتفع جداً، كما ينصح طبيب الأسنان مريضه حامل الڤيروس بإجراءات الوقاية كي يحمي نفسه أو المقيمين معه بالمسكن سواء الشريك أو الأبناء والبنات.

ختاماً نشير إلى أن النظام الصحي في ألمانيا يعطي أهميةً قصوى للزيارات الدورية إلى عيادة طبيب الأسنان مرتين كل سنة، للكشف عن أمراض الفم والأسنان وبالتالي معالجتها في البداية، أو النصح بمراجعة أطباء من ذوي اختصاصات أخرى في حالة الشك بمرض عام آخر.

للتواصل على الفيس بوك: Praxis Bari Mahmud

اقرأ/ي أيضاً:

الأسنان اللبنية عند الأطفال.. هل يجب قلعها أم معالجتها؟

أكلات شتوية للرجيم

الأطعمة التي تأكلها قد تؤذيك أكثر من التدخين

سمر سامي.. هل تعلمين كم أنت جميلة

متى من المتوقع أن ينحسر وباء كورونا؟.. ترامب متشائم والعلماء أكثر تفاؤلاً!