in

سارّي في تشيلسي … فلسفة كروية أخضعت ديكتاتورية زرقاء

عبد الرزاق حمدون*

قبل يوم من مباراة نهائي اليوروباليغ ما حصل في تدريبات نادي تشيلسي يصف الموسم الأول للإيطالي سارّي مع فريقه الجديد تشيلسي.

مشاكل داخل غرف الملابس أدت لتصريحات خارجة عن النص بين سارّي ولاعبيه، حالة مكررة في تشيلسي الفريق الذي انقلب سابقاً على مورينيو أصبح معتاداً على عدم الاستقرار والمدرب غالباً ما يكون الحلقة الأضعف.

فلسفة جديدة على تشيلسي

من تابع سارّي مع نابولي وكيف قدّم فريقاً أرعب كالتشيو إيطاليا، يعلم تماماً أن هذا المدرب لديه أسلوب معيّن استطاع تطبيقه في جنوب إيطاليا، هجوم يعتمد على الضغط المجنون والبناء من الخلف والاستحواذ.
مع قدومه إلى تشيلسي وجد سارّي فريقاً لا يملك هوية كروية، نادي تعاقب على تدريبه العديد من المدربين في الفترة الأخيرة”مورينيو- أنشيلوتي- هيدينك-كونتي وقبلهم دي ماتيو وبواش وبينتيز”، مقبرة للمدربين مع رئيس نادي ديكتاتوري لا يؤمن بالفلسفات على حساب الألقاب والنتائج، بالمحصلة وجد سارّي فريق يعتمد على الخوف في اللعب لكسب الأفراح.

التغلّب على الصعاب

سارّي وفي لأسلوبه لا يخضع للظروف، عناده لأفكاره اصطدم بواقع تشيلسي الديكتاتوري، لتكون أول خطواته في لندن التعاقد مع “جورجينيو” من نابولي ليعطي فكرة للجميع بأنه يؤمن بطريقته.
ثاني خطواته كانت الإبقاء على نجم بقيمة هازارد أمام مغريات عملاق اسمه ريال مدريد، استطاع سارّي من إقناع البلجيكي بإعطائه المساحة التي يحب وبتصريحه الشهير “أن هازارد سيسجل أكثر من 40 هدف”.

موسم جيّد وإحراج أبراموفيتش

بالرغم من كل الظروف التي أحاطت بالمدرب الجديد بداية الموسم من صعوبة التعامل مع اللاعبين وتطبيق فلسفته والمشاكل الداخلية، إلا أنه استطاع تحقيق نتائج جيّدة مع الفريق، ثالث الدوري وتأهل شرعي للأبطال في الموسم المقبل، خسارة كأس الرابطة الانكليزية بركلات الترجيح أمام مانشسترسيتي، وأنهى الموسم بلقب اليوروباليغ برباعية على أرسنال لتكون رد قوي منه على جميع الانتقادات التي طالته قبل النهائي وتهديد مالك النادي بإقالته.

تشيلسي بحاجة سارّي والعكس صحيح

بعد التتويج بلقب الاتحاد الأوروبي تمنّى سارّي البقاء في تشيلسي، كلامه يدل على محبّته لتحدي جديد مع البلوز، الفريق الذي لا يصبر على المدربين استطاع إقناع الجميع بعد الفوز باللقب، في المقابل فإن تشيلسي بحاجة لمدرب بقيمة الإيطالي، لديه فكر كروي يدعي للاستقرار ليستطيع التنافس مع ليفربول كلوب ومانشسترسيتي غوارديولا وتوتنهام بوتشيتينو، بحاجة لهوّية بدأ رسمها سارّي في هذا الموسم وسيستمر بها مع إعطائه الضوء الأخضر لطلباته.

فرحة سارّي مع الكأس كانت معبّرة لمدرب أعطى كرة قدم جميلة وأنصفته أخيراً بلقب كان محفوفاً بالمتاعب أطفأ به نار منتقديه وأخضع مملكة ديكتاتورية زرقاء في لندن.

*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

مواد أخرى للكاتب:

نيمار في باريس… مسلسل ضياع الهيبة لأغلى صفقة بالتاريخ

بيب غواريولا يوفنتوس … الصفقة التي لم تصدق نفسها

ميسي وبرشلونة.. خيانة العصر الجديد

دراسة: ألمانيا ليست قي مقدمة الدول التي تقدم فرصاً ومغريات أفضل للعمالة الأجنبية المهاجرة

من يقف وراء الدوريات الخاصة التي تحرس المساجد في نيويورك؟