in

رسالة إلى زيدان.. الثقة تجرح في بعض الأحيان

زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد
زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد / Foto: Hadi Abyar

عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
منذ تولي زيدان فترته الثانية في تدريب ريال مدريد، تفاءلت جماهير النادي الملكي بعودة عرّاب الثلاثية التاريخية في الأبطال، وقائد مشروع الريال المستقبلي مع مجموعة شبّان؛ منهم مع الفريق وآخرين مُعارين سيعودون قريباً للنادي.

استبشرت جماهير ريال مدريد بأن جو العائلة الذي خلقه زيدان في ولايته الأولى سيعود إلى أرجاء الفالديبيباس، العائلة التي كانت تخدم زيدان أكثر من اخلاصها للشعار وللقميص، لما يمنحه زيدان من مساحة وثقة للاعبيه، يعطيهم حبّه أكثر من تكتيكه، يقدم لهم الدعم حتى بأسوأ ظروفهم، يدافع عنهم حتى لو ارتكبوا الأخطاء.

مشروع زيدان مع الريال اصطدم بواقع أليم عاشته جماهير النادي في الموسم الماضي، لتتحول ثقة زيزو من شبّانه لحرسه القديم، الاستعانة بهم كانت خلطته في الليغا، خاصة بعد العودة من انقطاع كورونا الطويل، استعد الفريق لصراع الليغا المحلّية مع الغريم برشلونة، ليحققها الريال بعشرة انتصارات يمكن القول عنها بأنها وهمية، وانتصار الفريق باللقب المحلّي جاء نتيجة لتخبطات عاشها برشلونة، والريال عانى خلالها من عقم هجومي مخيف أرهق لاعبيه ولم يعالجه زيدان.

ما يميز فترة الريال مع زيدان هي الثقة الزائدة في الفريق وقدرته النفسية على العودة بأصعب الظروف، يدخل اللاعبين وهم متفوقون نفسياً فقط! باختصار زيدان أُستاذ في علم النفس وكيفية إخراج ما في جعبة لاعبيه من مقومات فردية، ولكن هل هذا كافي؟!

أمام مانشسترسيتي في دوري الأبطال ظهر ريال مدريد هزيلاً، خطابات زيزو لم تشكل دعماً للاعبيه، صيحات القائد راموس لم توقظ فاران وكاسيميرو وكروس والبقية، لكن في الواقع اللاعب هو صنيع مدربه وطريقة اللعب تعود للمدرب في الأول والأخير. زيدان لم يحضر جيداً للمباراة من الناحية التكتيكة ووضع لاعبين بموضع أكبر منهم وأولهم فاران “في عملية البناء”، انتقاء التشكيل لم يُوفق به المدرب الفرنسي، أسماء لم تعطي الفائدة وأسماء كان يجب أن تحضر منذ البداية، عدا عن طريقة اللعب التي لا تشبه الريال إطلاقاً خاصة بغياب أميز اللاعبين بعملية البناء “راموس ومارسيلو”.

ثقة زيدان كانت مبالغ بها بشكل كبير، وقع في فخ هو حفره لنفسه، كان بالإمكان أفضل مما كان ولكن زيزو راهن على نقطة قوته وهي الثقة بلاعبيه، النتيجة كانت خروج ريال مدريد من دوري الأبطال ودرس جديد لزيزو في كيفية التعامل في مثل هذه المواقف.

اقرأ/ي أيضاً:

مانشستر سيتي – ريال مدريد.. منطقة الضغط ولعبة التحولات والمساحات

يارا الحاصباني

يارا الحاصباني.. ترقص وحيدةً في أزقة باريس

السفارة اللبنانية في برلين

وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية في برلين للمطالبة بالعدالة لضحايا انفجار بيروت