in , ,

كرة ألمانيا تحت المجهر…. واقع مرير ومستقبل مجهول

عبد الرزاق حمدون*

تعيش الكرة الألمانية هذه الأيام أسوأ مراحلها على الإطلاق، ينام المشجع الألماني على إخفاقات دولية ويصحى على نكسات أوروبية. ويبقى سؤاله مفتوحاً حول كيفية إيجاد حل لهذه الكبوة التي بدأت بكأس العالم العام الفائت ولم تنته بعد.

ثلاثة أندية ألمانية ودّعت مسابقة دوري أبطال أوروبا مبكراً هذا العام من الدور الثمن نهائي. فإذا نظرنا لخروج شالكه على أنه غير مفاجئ، تبقى الهزيمة التي تلقاها بوروسيا دورتموند غير متوقعة، لكن لخروج بايرن ميونيخ من المسابقة الوقع الأكبر على واقع الكرة الألمانية لما يشكّله هذا النادي من واجهة للبوندسليغا ورديفاً للمانشافت الألماني.

كلينسمان … الغطرسة والغرور

جذور هذا الواقع مرتبطة بتاريخ ليس ببعيد، فمونديال روسيا الأخير جعل المشجع الألماني شاهداً حياً على سقوط مدوٍّ لـ “بطل العالم 2014” ليعيش مرارة خروج مبكر من الدور الأول في مونديال روسيا 2018.

كارثة الخروج من المونديال توقّفت عندها الصحف والمواقع الرياضية الألمانية كثيراً، فوصفها البعض بالفاجعة التي حلّت على الكرة الألمانية، وتنبأ البعض الآخر باستمرار هذا الحال إن لم يتم العمل بسرعة على حل المشاكل. تتوج لاحقاً انخفاض الأداء بخروج المنتخب من مسابقة الدوري الأوروبي للمنتخبات، فكان ذلك بمثابة تأكيد على أن كارثة مونديال روسيا ليست مجرد صدفة.

النجم الألماني السابق “يورغن كلينسمان” كان أكثر جرأةً وواقعية من الجميع حين صرّح لصحيفة “بيلد الألمانية” بأن ما حصل مع المنتخب ناتج عن “غرور” ضرب المانشافت عقب رفع كأس العالم في البرازيل 2014. التصريحات التي اعتبرها الكثير من المحللين دقيقة في الوصف نظراً لتاريخ كلينسمان وقربه الدائم من مستجدّات المنتخب الأول، الذي أصّر بدوره على نبرة تحذير وخوف من مستقبل أسوأ كما رجّح تراجع مستوى الأندية الألمانية خاصةً على الساحة الأوروبية.

الدوري الألماني وسيطرة الـ 50 + 1

تتحكم قاعدة الـ”50+1″ بعمل الأندية الألمانية، فبموجب هذا القانون يمنع أي نادٍ من بيع نسبة تصل لأكثر من 49% من أسهمه للمستثمرين مما يعني أن 51% على الأقل يجب أن تبقى ملكاً للجمعيات العمومية وأعضاء النادي، وبالتالي إعطاء هؤلاء القدرة على التحكم بالنادي. ولا يُستثنى من هذه القاعدة إلا من ينجح بتحقيق شروط صعبة التحقيق كدعم الرياضة الألمانية لعشرين عام متتالٍ.

بعد خروج الأندية الألمانية الثلاثة من مسابقة دوري أبطال أوروبا وتحديداً من الدور الثمن نهائي، أيّ عدم وجود أي نادٍ ألماني في الدور الربع نهائي لأول مرة منذ عام 2006، بدأ المحللون والمهتمون بالشأن الرياضي بإعادة طرح أسئلة تشكيكية حول مستوى الدوري الألماني مقارنة بنظيره الإنجليزي. الجدير بالذكر أن شالكه تلقى هزيمة من مانشستر سيتي وبوروسيا دوتموند من توتنهام وبايرن ميونيخ من ليفربول.

“إذا كان النادي الذي يحتل المركز الثامن عشر (الثالث من القاع) في ترتيب الدوري الإنجليزي تتفوق ميزانيته بمبلغ يصل إلى 20 مليون يورو (6.‏22 مليون دولار) على ميزانية أي ناد بالدوري الألماني، فالمنافسة تصبح أمراً صعباً”، هذه كانت كلمات جوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم الألماني إجابةً على السؤال المطروح حول منافسة النوادي الألمانية أوروبياً.

كما دعى ناغلسمان لتغيير قوانين الدوري الألماني من مبدأ ملكية الأعضاء إلى الإنفتاح على المستثمرين الأجانب والنهوض بواقع البوندسليغا وأنديته تماماً كما يحصل في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا، أي التفكير أكثر في الجانب التجاري لكرة القدم.

لكن مع سيطرة قاعدة الـ50+1 ودعم الروابط الجماهيرية لها تبقى هذه القاعدة الواقع الحالي للكرة الألمانية، وترى الجماهير أن الاستغناء عنها يجرّد كرة القدم من محتواها الرياضي وتمهد لدخول مُلاك أجانب مما لا يرضي طموحات هذه الجماهير.

*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

 

اقرأ/ي أيضاً للكاتب:

سولشاير و مانشستر يونايتد… فصل الانتماء الجديد

ألمانيا هولندا… انتصار لوف على الجميع

ميسي والأرجنتين.. عقدة اللقب الدولي الواحد مستمرة!

احتفالات آذار/ مارس

رجل عربي يُعتبر أكبر منتج بورنو في العالم