in

الكاتب الألماني باتريك زوسكيند صاحب “العطر”… معه يمكنك أن تلامس الرائحة وتراها

محمدعبدالوهاب الحسيني. كاتب سوري مقيم في ألمانيا

ولد باتريك زوسكيند عام 1949 في مدينة أمباخ جنوب ألمانيا، درس التاريخ في مدينة ميونيخ. ونشأ في عائلة مثقفة ومبدعة، كان والده فيلهلم إيمانويل زوسكيند كاتباً ومترجماً في صحيفة “جنوب ألمانيا”.

كتب باتريك زوسكيند عدة قصص قصيرة وسيناريوهات للأفلام السينمائية، كان يقدّس عزلته وخلوته ويتجنب أضواء الشهرة. كتب روايته “العطر” التي ذاع صيتها في عموم العالم، وتحوّلتْ إلى فيلم سينمائي ناجح. في عام 1987 حصل على جائزة “جوتنبرغ” في باريس.

كانت بداية شهرته عام 1981 حينما نشر مسرحية “عازف الكونترباس” التي جرى عرضها أكثر من 500 مرة، وترجمتْ إلى عدة لغات ومنها اللغة العربية. وتعد روايته “العطر، قصة قاتل” تحفة فنية، ترجمتْ إلى 46 لغة، بيع منها 15 مليون نسخة حول العالم وبذلك فاقت مبيعات رواية “طبل الصفيح” لمواطنه الكاتب “غونترغراس”، كما أن حقوق تحويلها إلى فيلم سينمائي بلغت 10 مليون يورو. 

يعتبر باتريك زوسكيند، ظاهرة فريدة بين الكتّاب الألمان، فهو لم ينشر سوى أعمال قليلة، ومع ذلك حققتْ له شهرة عالمية لاسيما “العطر” التي استحوذت على ألباب القراء، من أعماله روايته القصيرة الحمامة الصادرة عام 1987، وكتاب ثلاث قصص عام 1995، وروايته حكاية السيد رومر 2003، ثم كتابه المعنون عن الحب والموت عام 2006. ومن سيناريوهاته الناجحة التي كتبها للسينما، سيناريو فيلم “عن البحث عن الحب وإيجاده”.

ويشير أحد النقاد إلى أن سر نجاح زوسكيند هو المزج بين الأدب الجاد والشيّق والمثير، فهو يجمع في أعماله بين الجدية والمعلومات الغزيرة التي ينثرها في ثنايا عمله، بلغةٍ محمّلة بالرموز والإيحاءات، وبين الأسلوب التشويقي المسلي والعالم الغرائبي، وبالطبع بهذا الأسلوب الدرامي المتفاعل والحبكة المحكمة، مايغري القارئ ويشده للإقبال على قراءته بنهم.

في روايته العطر يصور باتريك زوسكيند تحوّل الإنسان إلى وحش مفترس، فهل هي الحياة وقسوتها ومكر الناس ما أجبره على النفور من البشر وارتكاب جرائم القتل. هي رواية عن الحب والكراهية، الحياة والموت، الدين والأخلاق، وطرح الأسئلة الوجودية، تتميز بالسرد التفصيلي الدقيق للوقائع التي تشيّد البناء الدرامي في الرواية، وهي لاريب تعبّر عن كاتب مبدع حقاً ويستحق جائزة نوبل بجدارة مثل مواطنيه المبدعين، غونترغراس، وهرمان هسه، وتوماس مان.

ابتعد الكاتب عن التدخل في الحياة العامة أو السياسة، ولم يسمح لأحد بأن يتدخل في حياته، وكثيراً ما رفض الجوائز الأدبية! فهو لايركض وراء الإعلام من أجل الشهرة، ويفضّل عزلته وهدوءه على صخب الشهرة.

شخصيات أخرى من أبواب:

شخصية العدد – عزرا باوند: الدقة الشعرية، الاقتصاد، وتكثيف المعنى

شخصية العدد: جين أوستن كثافة التعقيد تحت سطح الحياة البسيطة

شخصية العدد: مارسيل بروست.. في البحث عن الزمن المفقود

Palette عبد المهيمن بدوي

في ميلاده الـ32… ميسي الباحث عن الإنصاف في زمن الإلحاد