in

مع أخصائيي التوفير والطهي كورت ماير وأوفيه غلينكا

Uwe Glinka (l) und Kurt Meier halten am Mittwoch (14.09.2011) in Brietlingen (Kreis Lüneburg) ihre „Harz IV Kochbücher“ sowie ein Tablett mit günstigen Zutaten in der Hand. Foto: Philipp Schulze dpa/lni

رشاد الهندي – لونيبورغ

كيف يعرف كورت وأوفيه قراء أبواب بنفسهما؟

أنا كورت، 61 عامًا، تعلمت مهنة كهرباء الاتصالات، ومنذ حوالي ثمانية أعوام أعمل مع أوفيه في مجال البحث وصوغ النصائح التي تهم ذوي الدخل المحدود كالشراء والطهي والمستلزمات اليومية.

وأنا أوفيه، 61 عامًا أيضًا، تعلمت إدارة التسويق، وكما ذكر كورت فإننا نتعاون ونعمل سوية منذ حوالي ثمان سنوات في هذه المجالات لنساعد ذوي الدخل المحدود، والذين يعتمدون على مساعدات مكتب العمل للعيش بأسلوب مريح وكريم.

في عام 2008 أصدرتما كتابًا لوصفات الطهي، يستند إلى راتب مكتب العمل المحدد بـ 4.40 يورو يوميًا للطعام للشخص الواحد، ومنذ ذاك الحين ذاع صيتكما في ألمانيا، ماذا تقولون عن هذه التجربة؟

في عام 2008 كنا عاطلين عن العمل ونبحث عن وظيفة، تعرفنا إلى بعضنا عن طريق دورة مخصصة في مكتب العمل، وتبين لنا بأن غالبية ذوي الدخل المحدود المعتاشين من المساعدات لا يكفيهم الراتب المخصص للطعام، وغالبًا ما ينفذ قبل منتصف الشهر، لأنهم يعتمدون على شراء عشوائي أو يأكلون في مطاعم الوجبات السريعة، وتبين من خلال البحث أيضًا أن أمهاتنا وأباءنا بعد الحرب العالمية الثانية كانوا فقراء أيضًا، ولم يكن هنالك مطاعم للوجبات السريعة كما هو الحال الآن، وقد كانوا وقتها يقومون بالطهي بشكل يومي، وهنالك عدة وصفات لعدة مأكولات ألمانية شهية أغلبها من الريف اندثرت مع الزمن، فقمنا بجمعها سوية عبر بحث دقيق، وتوفر لدينا عبر السنين ما يقارب الـ 20.000 وصفة من كامل ألمانيا، قمنا بعد ذلك بتجربة مميزة، وهي شراء احتياجات هذه الوصفات وطهيها شخصيًا بحيث لا تتعدى 4.40 يورو، وكان ذلك ناجحًا ويوفر الكثير من المال، كما أنها طريقة صحية وتحمي البيئة، بعد إصدارنا لكتاب الطبخ هذا، قام الإعلامي الألماني الشهير غونتر ياوخ باستضافتنا في برنامجه شتيرن تي فاو، وقام بتجربة الوصفات مع عائلة ألمانية تعتاش من مساعدات مكتب العمل على مدى ثلاثين يومًا وكانت المفاجأة بأن هذه العائلة استطاعت في هذه الفترة أن تغذي نفسها بشكل صحي ووفرت جزءًا من المال المخصص للطعام أيضًا. بعدها عرض برنامج شتيرن تي فاو جزءًا من هذه الوصفات على صفحته الخاصة على الإنترنت فقام ما يقارب 1.5 مليون شخص بتحميل هذه الوصفات، ومنذ ذلك الحين ذاع صيتنا في كامل ألمانيا، واهتم الإعلام بنا بشكل غير مسبوق.

هل لديكما أعمال أخرى غير كتاب الطهي هذا؟

بالطبع، قمنا بعد إصدار هذا الكتاب بإنتاج عدة كتب تهتم جلها بذوي الدخل المحدود، فلدينا كتاب مخصص للعائلات، وثانٍ للأطفال، وآخر للأفراح والمناسبات الخاصة، وهناك كتاب مخصص للنباتيين وآخر للمخبوزات، وغيرهم الكثير، كما أننا على موقعنا نتابع ونقدم نصائح لعروض محددة لا تنحصر فقط في الطعام، بل بشراء كافة الاحتياجات المنزلية اليومية، وحصدنا في هذه المجالات نجاحًا عظيمًا، فمثلاً كتاب الطهي المخصص لذوي الدخل المحدود هو أكثر كتاب طهي مبيعًا في تاريخ ألمانيا، فقد بعنا 100.000 نسخة منه حتى الآن، كما أننا غيرنا من أسلوب الطهي الألماني، بينما قبل صدور ونجاح كتابنا، كان أغلب الطهاة الألمان ذائعي الصيت يحاولون دومًا إبراز وصفات ذات أسعار عالية واستخدام منتجات غير موسمية في الطهي غالبًا مستوردة من خلف البحار، أما بعد ذلك فقد تأثروا بناجحنا وبدؤوا كما يقال بالعودة إلى الجذور والتركيز على الشخص العادي في المجتمع.

لدينا الآن في ألمانيا شريحة جديدة من ذوي الدخل المحدود وهي شريحة اللاجئين، هل لديكما نصائح محددة لهم؟

بشكل عام نصائحنا للاجئين ليست بالبعيدة عن نصائحنا لغيرهم، لأنهم سيعتاشون من مساعدات مكتب الشؤون الاجتماعية ومكتب العمل وهي نفس القيمة التي تعطى لغيرهم.

أولاً وهي النقطة الأهم، أن يطهوا بأنفسهم، حتى لو تصوروا بأنهم غير متمكنين من الطهي، فنحن مثلاً لسنا طهاة محترفين، ولكن هنالك وصفات سهلة وكثيرة ومتنوعة.

ثانيًا عليهم أن ينظموا شراءهم من محلات السوبر ماركت، وقنص العروض، فلا يظن أحد بأن (آلدي وليدل وبيني) ومحلات التخفيضات هذه تبيع منتجات ذات جودة سيئة، على العكس تمامًا، فنفس شركات الإنتاج ذات الأسماء اللامعة تقوم بإنتاج منتوجات مخصصة وشبيهة بمنتجاتها المعروفة لهذه المحلات تعرف باسم “No Name Produkt” ومن الضروري أيضًا الانتباه إلى شراء الفاكهة والخضار في مواسمها، ففي ألمانيا تتوفر غالبية الخضار والفاكهة على مدار السنة، ولكنها ليست من زراعة ألمانيا، وإنما مستوردة من بلدان أخرى، بالتالي تكون أسعارها باهظة.

ثالثًا عدم شراء المأكولات الجاهزة إن كانت من المطاعم أو من السوبر ماركت لأنها بالطبع أغلى سعرًا من طهيها في المنزل.

رابعًا مقارنة الأسعار بشكل دائم، فمثلاً الزبدة المعروضة لدى محلات التخفيضات المذكورة آنفًا وغيرهم، لا يختلف سعرها في كامل ألمانيا، ولا تتجاوز 0.89 يورو.

خامسًا تنظيم برنامج طهي وشراء منزلي أسبوعي مرتبط بالأسعار والتقيد به.

هل لديكما مشاريع قادمة؟

نعم، كما شاءت الصدفة أن نتحدث الآن إلى أول صحيفة عربية في ألمانيا، فإننا حاليًا بصدد العمل على كتاب خاص للطهي باللغة العربية خاص باللاجئين سيكون أيضًا معتمد على دخل ومساعدات مكتب العمل، وسيحوي وصفات ألمانية تناسب الثقافة والديانة الإسلامية ونتوقع صدوره في الأسابيع المقبلة.

د. محمد شحرور: الإسلام والإيمان

اندماج أم تعايش؟