in

معلومات عامة حول كريب الأطفال الشتوي والسعال ومضادات الالتهاب

د.هبة النايف. طبيبة أطفال سورية مقيمة في ألمانيا
إن أغلب أنواع الإنفلونزا الكريب أو البردية الشتوية الشائعة تتسبب بها فيروسات وليس بكتيريا، وبالتالي لايمكن علاجها باستخدام مضاد حيوي، حيث أن المضاد الحيوي يعالج البكتيريا فقط وليس الفيروسات.

وفيما يلي مجموعة من النصائح للبردية الشائعة، حرارة ، سعلة أو رشح، وهذه النصائح لا تنطبق على أنواع أخرى من الأمراض مثل التهاب اللوز التقرحي الذي غالباً ما تسببه بكتيريا ويحتاج لمضاد التهاب حصراً، ولا ينطبق أيضاً على الجرثومات المعوية على سبيل المثال.
وهنا أحذر بشدة من استخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبيب، لأن خطرها أكبر بكثير من منافعها، ولهذا السبب يصر الأطباء في ألمانيا على عدم وصفها للمرضى إلا بشكلٍ محدود جداً وبحالات معينة ولاسيما للأطفال، وهو ما يثير حفيظة كثير من المهاجرين نتيجة اعتيادهم على تناول المضادات الحيوية بسهولة وشرائها دون وصفة من أي صيدلية وهو ما لا يمكن حدوثه في أوروبا.

ارتفاع الحرارة

ارتفاع الحرارة بشكل عام يعتبر مؤشراً جيداً على عكس المتوقع، وهو لا يثير المخاوف إلا عند الأطفال حديثي الولادة حتى عمر ثلاثة أشهر، وذلك في حال ارتفعت الحرارة أكثر من 37.5 درجة، وفي هذه الحالة يجب عرض الرضيع على طبيب فوراً.
ارتفاع حرارة الطفل أثناء الكريب هي دليل على أن مناعة الطفل تحاول محاربة المرض الذي أصيب به، وطالما أنه مصاب برشح و\أو سعلة وحرارته تنخفض عندما يُعطى خافض حرارة، وحتى لو ارتفعت بعد ذلك فهذا أمر طبيعي جداً، ويمكن أن ينتظر الأهل ثلاثة أيام وبعدها إذا استمر ارتفاع الحرارة دون تحسن يجب عرضه على طبيب.

المؤشر الأكبر لصحة الطفل من عدمها هو وضعه العام، بمعنى أنه طالما الطفل رغم الحرارة والرشح مازال يلعب وينام ويأكل ويشرب كعادته وبشكلٍ طبيعي -ولاسيما الشرب وهو أمر يجب أن ينتبه له الأهل دوماً- فمبدئياً هذا شيء مطمئن ويمكن متابعة علاجه بخوافض الحرارة، بخاخات الأنف والغذاء الصحي والوصفات البيتية. بينما إذا حصل العكس، أي أن تناول الطفل للطعام والسوائل قلّ بشكل ملحوظ عندها يجب عرضه مباشرةً على الطبيب المختص.
من الأمور الهامة التي يجب لفت انتباه الوالدين إليها هو ضرورة عدم إجبار الطفل على الأكل أبداً، خاصةً أثناء المرض. فمن الطبيعي أن تقل الشهية أثناء الكريب وهذا يحصل مع البالغين أيضاً، ولكن يجب متابعة عرض السوائل عليه بإصرار، فإذا رفض عندها يجب عرضه على طبيب خصوصاً للأطفال مادون الخمس سنوات، خوفاً من الإصابة بالتجفاف، فالطفل في هذا العمر الصغير يصاب بالتجفاف بسرعة مخيفة.

السعال

أما بالنسبة للسعال، فيجب أن نميز إذا كان السعال منتجاً بمعنى أنها ليست (سعلة ناشفة كما يقال بالعامية) وتكون مترافقة بالبلغم فهي في هذه الحالة مفيدة لأنها تطرد البلغم من صدر الطفل، وفي ألمانيا لا يصف الطبيب أدوية توقفها إلا إذا كانت تمنع الطفل من النوم، وفي هذه الحالة يُعطى الدواء فقط قبل النوم ليرتاح، أما السعلة الناشفة فحين تستمر لشهور فيمكن جداً أن يكون سببها حساسية وليس مرض أو التهاب.
نصيحة لتقوية مناعة طفلك من الصغر، لا يجب حبسه في البيت أو زيادة طبقات الثياب خوفاً من البرد، بل يفضل أن يعتاد جسمه على الطقس حتى لا يمرض بسهولة عند كل نسمة برد.

منظمة الصحة العالمية تنصح الأمهات أن يلبسوا الرضيع طبقة واحدة زيادةً عن لبس الأم بحسب الطقس. وإخراج الطفل إلى الطبيعة ليلعب على الرمل والأعشاب مثلاً ويحتك بالبيئة من حوله، مما يعرّضه للكائنات الدقيقة في الجو وبالتالي يكوّن جسمه مناعةً ضدها، ويمكن ملاحظة أن سكان الأرياف مثلاً تكون مناعة أطفالهم أقوى من أطفال سكان المدن.

للتواصل مع الدكتورة على الفيسبوك أو الإنستغرام:
drandmamahiba
https://www.facebook.com/SimplyHiba

اقرأ/ي أيضاً:

بعد وصول فيروس كورونا إلى ألمانيا.. كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بهذا الفيروس؟

أعراض الإصابة بفيروس كورونا الجديد وطرق العدوى

منظمة الصحة العالمية: 5 خرافات وما يقابلها من حقائق علمية حول لقاح الإنفلونزا

وزير ألماني يرفض قرار المحكمة الإدراية بشأن إلغاء حظر النقاب في المدارس

التغير المناخي.. هل يمكن أن يصبح سبباً لمنع الترحيل ومنح حق اللجوء؟