in ,

“مارسيلو بيلسا” مجنون الكرة الشاملة في كوكب الجنون الإنكليزي

عبد الرزاق حمدون*

لو طرحت سؤالاً على متابعي كرة القدم فيما يخص المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا ، ستكون معظم الإجابات حول ‏شخصيته ‏القوية ‏وعناده في هذه اللعبة التي تتطلب المرونة، وربما يصل الأمر إلى وصفه بالفاشل نظراً لقلة الألقاب التي حققها في ‏مسيرته ‏التدريبية.‏

لكن الإجابة عند “بيب غوارديولا” حول اسم أفضل مدير فني في العالم ستكون فقط “مارسيلو بيلسا”، هي الثابتة دوماً بالرغم من ‏كافة الفوارق التي قد نراها بالعين المجردة بين الأرجنتيني وأي فرد قد يقع معه في مقارنة، فما الدافع وراء ذلك الإصرار من ‏‏”غوارديولا”؟ ‏

المدرب الاستثنائي… الشعرة التي تفصل بين العبقرية والجنون

يقول غوارديولا: “لاعبو بيلسا عدوانيون جداً، إنهم لا يسمحون لك بالتنفس” ، ثم يثني عليهم بقوله: “سبعة يهاجمونك في منطقة ‏جزائك، وعندما يفقدون الكرة تجد أمامك 11 مدافعاً يلعبون صعوداً ونزولاً، صعوداً ونزولاً، بدون توقف.”‏

الأرجنتيني الغريب الأطوار والملقب “بالمجنون”، ينفذ فكره الاستحواذي في كرة القدم، يحضر بالتفاصيل الدقيقة لكل مباراة ‏وحصة تدريبية، يتحدث مطولاً في المؤتمر الصحفي وللاعبيه، يعطي أحياناً محاضرات طويلة في منتصف التمارين، ‏يشاهد فيديوهات تستمر بالساعات الطوال وفي بعض الأحيان أكثر من مرة في اليوم، ويؤثر على لاعبيه في هذه الناحية كما ‏فعلها مع الفرنسي “ميندي” عندما كان لاعبه في مارسيليا، حيث كان ميندي يقضي ليالٍ وهو يشاهد الفيديوهات التي نصحه بها ‏بيلسا.‏

في التمارين، يصرخ بيلسا بالأوامر بدون توقف مطالباً لاعبيه طوال الوقت بنسبة 100% من الجهد والتركيز والشدة. قد ‏يكون مجنوناً، لكن كما ذكر بيلسا نفسه “رجل بأفكار جديدة هو مجنون حتى ينجح.”‏

ليدز يونايتد… بيئة مناسبة للعجوز الأرجنتيني

مدرب بصفات مجنونة مليئة بالمخاطرة يحتاج لفريق يتناسب مع فكره الكروي ولديه شخصية البطل ولو كان في الظل، فلم يكن ‏هناك أي سبب يبعد بيلسا عن تدريب نادي ليدز يونايتد الانكليزي، صاحب الجماهيرية الكبيرة والذي يلعب في دوري الدرجة ‏الأولى الإنكليزي.‏

بيلسا في أولى مبارياته مع فريقه الجديد وأمام ستوك سيتي أثبت مقولة الجنون يولد الإبداع، فالمدرب المخلص لتكتيك 3-3-3-1 أو ‏‏3-1-3-3 أخيراً حقق المفاجأة، وهي التغيير الذي غاب عن قاموسه في فترات طويلة من مسيرته، ليلعب فريقه بطريقة 4-1-4-1 ‏عنوانها الأبرز التمسك بالضغط العالي والعمل ككتلة واحدة والانتشار في الملعب دفاعاً وهجوماً، والتحرك بعشوائية مدروسة داخل ‏أرضية الميدان، ليكسب ليدز اللقاء بفوز كاسح 3-1.‏

بصمة بيلسا الواضحة في تجربة مارسيليا الفرنسي تعطينا مؤشراً كبيراً أن عودة ليدز يونايتد لأضواء البريميرليغ ستكون مسألة وقت ‏في هذا الموسم، وسنرى الكثير من الإثارة والحركة في فريق “الوايتس”.‏

*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

أليسون بيكر، صفقة ثلاثية الأبعاد لليفربول

صلاح و محرز يداً بيد في سماء البريميرليغ

تحدّيات تنتظر ساري في تشيلسي

محكمة ألمانية تقضي بأن التفتيش بسبب لون البشرة مخالف للقانون

ماهو شكل العلاقة التي يطلق عليها اسم “البولياموري”…ولماذا يعتبرها الكثيرون في مجتمعاتنا “لا أخلاقية”؟