in

في الأولد ترافورد: ليلة نيوكاسل يونايتد أسقطت الكثير من الأفكار…

Photo by Matthew PetersMan Utd via Getty Images

عبد الرزاق حمدون*

قدّم لاعبو مانشستر يونايتد مباراة أسطورية أمام ضيفهم نيوكاسل يونايتد، وحققوا ريمونتادا أسعدت الجماهير التي احتشدت في مسرح الأحلام، لكنّها كشفت الكثير من الأسرار والخبايا.

منذ بداية الموسم الحالي بدأ المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بممارسة هواياته المفضلة عبر التصريحات الصحفية، والتي يعمل على تحويلها لصالحه ويتعمد تجسيد شخصية المظلوم، لتكون كلماته ضد إدارة النادي التي لم تسعفه بالصفقات في بداية هذا الموسم باكورة السلبيات التي ضربت فريق مانشستر يونايتد ، عندما قال: “أشعر بالإحباط من فترة الانتقالات المخيبة للنادي، الموسم سيكون صعباً للغاية بالنسبة للجميع، وضعت خططي منذ عدة أشهر لكن صدمت بسبب فترة الانتقالات”.

شرارة الحرب بينه وبين الإدارة نقلها مورينيو إلى غرفة تبديل الملابس، ليصبح مظلوماً في كل مكان وغير مرغوب فيه كما قال، ليخرج نجوم الفريق عن صمتهم جرّاء أسلوبه العقيم الذي لا يشبههم أبداً، ويصبح بول بوغبا عدّوه الأول ويتم سحب شارة القيادة منه!، وانتقاد مورينيو الدائم للاعبيه في مؤتمراته الصحفية جعلهم في حالة توتّر دائم معه.

نتائج سلبية ومركز لا يليق بتاريخ الشياطين الحمر وحالة من عدم الاستقرار، لتأتي مباراة نيوكاسل وتضع مورينيو ولاعبيه تحت المراقبة. في شوط أول انتهى لصالح الضيوف بنتيجة 2-0 كان كل شيء يوحي بأن مورينيو على حق وبأنه يتعرّض لمؤامرة من الجميع، لكن في الحصّة الثانية شهدنا انتفاضة كبيرة بمسماها الشهير “الريمونتادا”، ليقلب بوغبا ورفاقه النتيجة لصالحهم 3-2، نتيجة أنقذت مورينيو بعض الشيء لكنها أسقطت مفاهيم كثيرة.

أين هي المؤامرة؟!

45 دقيقة كانت كافية لإظهار اليونايتد الحقيقي، الفريق الذي لا يشبه أسلوب المدرب البرتغالي، والفرق كان واضحاً من فريق سدد في 6 مناسبات فقط في الشوط الأول، ليتضاعف الرقم في الثاني ويصل إلى 12 تسديدة، كما أثبت بوغبا الذي كان نجم المباراة الأوحد بأن ما يُقال عن وجود مؤامرة ضد المدرب ما هو إلا مشهد تراجيدي فقط يلعبه مورينيو، ليكمل مارسيال الذي يعاني مع المدرب ما بدأه مواطنه بوغبا ويسجل الهدف الثاني، أما ثالث الأهداف فكان من أكثر اللاعبين ظُلماً التشيلي سانشيز الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في مستواه منذ انتقاله لقلعة الأولد ترافورد، إذاً أين هي المؤامرة؟! الأمر الذي أكده نجم مانشستر يونايتد السابق فيرديناند بتصريحاته عقب الفوز على نيوكاسل “أنا لا أعرف من أين أتت فكرة كونه مُطارد، ولا أعرف ما الذي يتحدث عنه مورينيو”.

اليونايتد هجومي!

أمام توتنهام وبالرغم من الخسارة الثقيلة إلا أن اللاعبين قدّموا مستوى هجومي عالي، وخرج الفريق حينها بشخصية البطل المهزوم. أمام نيوكاسل تكرر المشهد في الشوط الثاني، وكانت الكثافة الهجومية لنجوم الفريق أفضل ما حصل للعودة بالنتيجة، قُرب بوغبا من المهاجمين ودخول الجميع إلى منطقة جزاء نيوكاسل والاعتماد على التسديد والعرضيات، هو ما جاء الفوز للفريق. لتصل الرسالة واضحة المعنى بأن الأسلوب العقيم لا يتماشى مع طموحات اللاعبين، ونبقى مع فيرديناند الذي قال أيضاً: “نحن لا نجلس هنا ونريد لمانشستر يونايتد الفشل، ولكننا نريده أن يؤدي كما فعل في الشوط الثاني.”

انتصر اليونايتد أخيراً، وربما سيسعف هذا الانتصار المدرب البرتغالي بعض الشيء، لكنه كشف الكثير من العيوب التي كان مورينيو يوهم نفسه بها.

*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

جورجينيو.. أفضل ما حصل مع تشيلسي أمام وست هام

كلوب ودرس جديد عنوانه: كيف تخاطر لتكسب الجميع؟

ساري و هازارد.. أفضل ثنائي في انكلترا

عن الفنون التي لا تنام في المنافي! آراء ثلاثة مبدعين سوريين في الفنون وتغييراتها في المنافي

مراقبون: معدلات غير مسبوقة لنسب وفاة المهاجرين بالبحر المتوسط