in

فيفا 19.. صراع ميسي ورونالدو انتهى بالتعادل

عبد الرزاق حمدون*

هل أنهت لعبة فيفا 19 الصراع الأزلي بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو؟ هل أرضت بذلك عشّاقهما؟ واحترمت مسيرة كل منهما؟ هل أعطت بوادر نهاية حقبة 10 سنين من السيطرة؟

شاءت الأقدار أن نشهد على زمنٍ جمع بين أسطورتين، وُجّهت لهما عدة تهم من الاحتكار إلى المجاملة مروراً بالسرقة في بعض الأحيان، لكن في نهاية المطاف هم الباقون. عشر سنوات من العطاء، قدم فيها ميسي ورونالدو كل شيء في كرة القدم على شكل مزيج بين الموهبة الإلهية والعمل بجد ونشاط دون ملل، ورسما نموذجاً من الاستمرارية كما رفعا سقف الجوائز الفردية لتسقط جميع الأرقام الشخصية أمام عظمة إطلالتهما في أي ميدان وبأي لون وتحت أي بطولة.

هما ليسا عدوّين كما يظن البعض، بل هما طرفان يجتمعان ليكمّلا لوحة شرفية كروية، ميسي مثال للموهبة اللاتينية التي تطبّعت بالعالم الكروي في أوروبا، ورونالدو مثال لقوّة وجدّية اللاعب الأوروبي وقدرته على تحمّل الضغوطات. هذه الحكاية التي ربطت بين ماديرا البرتغالية وروزاريو الأرجنتينية، قصّة بدأت ملامحها منذ عام 2007 ببزوغ شمسٍ أنارت ملعب “الكامب نو”، وقمرٍ أضاء ليالي مسرح الأحلام في مانشستر الانكليزية.

شهرة ميسي ورونالدو الواسعة وضعتهما تحت النقد، وفي كل وقت كانت تؤلف بنود مقارنة جديدة لأجلهما، فما أجمل ذلك المنُتهي الذي يحسم أهم المباريات لناديه خلال الموسم ويحطّم أرقاماً إعجازية، وما أروع المُتخاذل الذي رشّ سحره وموهبته في أرجاء العالم ليصبح أفضل من ارتدى الرقم 10 عبر تاريخ هذه اللعبة.

المقارنات بينهما تخطّت العقول، ودفاع عشّاقهما دفعهم إلى ابتكار أنواع أخرى من المقارنة التي تُفضّل أحدهما على الآخر، لكن تبقى لعبة فيفا أفضل ساحة لتفريغ هذه المشاحنات. منذ نسخة 2007 حتى 2018 كنا في مضمار سابق ولاحق فعند كل إصدار كان السؤال الأبرز: من الأفضل ميسي أم رونالدو؟ وبما أنّ لعبة فيفا تميل للواقعية فهي تنسب التفوّق إلى ما قدّمه اللاعبان خلال العام كلّه، لو استثنينا نسخة 2005 التي لم يتواجد فيها ميسي و2006 بدايته، فمنذ العام 2007 إلى العام 2018 تقاسما التفوّق سويةً “6 مرّات لرونالدو، 6 نسخ لميسي”، وسيطرتهما في هذه اللعبة الالكترونية اقترنت باحتكارهما لجائزة الأفضل عالمياً خلال هذه السنوات.

مع قرب إطلاق آخر إصدار للعبة فيفا 19، تم الكشف عن بطاقات اللاعبين ليتقاسم ميسي ورونالدو الصدارة برصيد 94، في لفتة من شركة EA Sport لتعطي فكرة على أنّهما متعادلان في كل شيء، وربما ستكون هذه آخر نسخة نشهد فيها تألقاً لافتاً لهما سويّةً.

رونالدو وميسي قصّة أعطت كرة القدم أبعاداً كثيرة، من حسن حظنّا أننا كنّا شاهدين عليها، لكن من سوء حظ بعض اللاعبين الذين عاشوا في ظل فتى أرجنتيني لايزال متمسّكاً بخجله، وتحت رحمة القوة التدميرية لصاروخ ماديرا.

*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

النجم الأرجنتيني ميسي يتوج قصة حب طويلة بحفل زفاف مميز

بالصور: هكذا تحقق حلم الطفل صاحب قميص النايلون بلقاء بطله ميسي

تثبيت حكم السجن على ميسي بسبب التهرب الضريبي

صفقة رونالدو يوفنتوس فوائد بالجملة والمستفيدون كُثر

تمثال رونالدو الجديد في ماديرا يشبه رونالدو… ياللسعادة

رونالدو يتضامن مع أهل الغوطة عبر حساباته على شبكات التواصل

قد يكون هناك طرق للتخفيف من “خيانة الذاكرة”

مراهقون عرب يتهجمون على شرطية في أحد مقاهي تدخين الشيشة