in

رحلة مع العصافير والمباني في برلين

© Christina Heuschen
كريستينا هويشين | صحافية ألمانية
ترجمة: نداء عوينة

 

أبنيّة، سيارات، والكثير من البشر؛ هذا ما تبدو المدينة عليه. ولكن، أحقاً هي كذلك؟ إن نظرت جيدًا، ستجد بعض الطبيعة أيضًا.

ينظر أحمد الجدعان مليًا في عدسات منظاره، تتراوح نظرته بين شجرة عارية والسماء ثم إلى شجرة أخرى. تتحرك أصابعه محرّكة معها عجلةً صغيرةً بين عدسات المنظار، وفجأة، يرفع منظاره إلى الأعلى، ويكبّر الصورة: لقد رآه أخيرًا، طير القُرقُف الأزرَق، أحد أشهر الطيور في ألمانيا.

أحمد وستة من المتابعين المهتمين، يراقبون الطبيعة في المدينة، في قلب برلين، بينما يشرح لهم خبير حماية الطيور في اتحاد الحفاظ على الطبيعة والتنوع الحيوي (ماريوس آدريون) كلّ شيء يريدون معرفته عن الطيور في ألمانيا ومساحة عيشهم. هذه الفعالية جزء من مشروع الحفاظ على الطبيعة عبر الثقافات، ومن خلال هذا المشروع، يسعى الاتحاد إلى الجمع بين الواصلين حديثًا إلى برلين، والمقيمين فيها، مرتين أو ثلاثة في الشهر، ليقوموا بجولات في المدينة مخصصة حول موضوع حماية الطبيعة، وكتابة المدونات عن تجربتهم بالعربية والألمانية.

 

في أحضان الطبيعة

بين مكتب المستشارة، ومنزل (باول لوبه)، البرلمان ونهر (شْبري)، تقف المجموعة واحدًا تلو الآخر، كلٌّ عينه في منظاره بحثًا عن الطائر الأزرق الصغير ذي الصدر الأصفر، الوجه الأبيض والأسود، والرأس الأزرق.

ماريوس يريهم الطائر من جميع جهاته في كتاب، ويقول لهم بعض المعلومات عنه، فيضيف أحد المشاركين أن هناك مقولة في ألمانيا تتضمن اسم الطائر، وتعني أن الشخص مخبول قليلاً: “لديك طائر في رأسك”.

تضحك حنا وايل، ذات الـ 28 عامًا، فهي فرد في فريق الاتحاد الذي ينظم هذه الفعاليات بشكل تطوعي، ويهدف لخلق الحوار ذاته: “نحب أن تكون هناك منصّة لنتحدث عن حماية الطبيعة ونتعلم عن المواضيع البيئية، كيف تعمل في بلاد أخرى، كيف هي في ألمانيا؟” وفعلاً، يأتي المشاركون في المجموعة من بلاد مختلفة، ألمانيا، سويسرا وسوريا، وبعضهم يعرف عن المشروع بالفعل بسبب حنا.

أحمد (27 عامًا) كان متحمسًا أيضًا، لأنه يحب الطيور، على طريق حديقة تيرغارتن في برلين، يمسك بجوّاله ويرينا صورة وراء أخرى لبعض الطيور قائلاً: “في بلدتي، قرب دمشق، كانت لديّ عصافير من عدة بلدان”، ويضيف ضاحكًا: “طيور دوليّة”، مرة تلو أخرى يمرر إصبعه على شاشة الجوّال، هنا طير من كازاخستان، وهنا آخر من رومانيا أو ألمانيا، حتى أنه كان لديه عصفور من برلين. عندما سألناه إن كان يحب أن يربي عصافير من برلين مرة أخرى، قال إن كل ما عليه هو أن يذهب إلى الحديقة، وسيكون لديه ما يكفي منها.

يوافق ماريوس على ما قاله أحمد، وخلال الجولة، كثيرًا ما يشير إلى أنواع مختلفة من الطيور مثل أبو الحناء، القرقف الكبير أو العقعق، وأنواع مختلفة من النباتات مثل الخزيمة أو الشقار، قائلا إن المدينة مكان لعيش النباتات والحيوانات، وليس فقط للبشر. تصغي له المجموعة باهتمام وتسأل بعض الأسئلة من حين لآخر. يقلد ماريوس صوت الطيور فتردّ عليه الطيور، ويجد بعض الطيور أيضًا على الطريق إلى آخر محطة في الجولة؛ عمود النصر.

في المرة القادمة، ستزور المجموعة برلمان برلين، حيث ستلتقي بأحد السياسيين، بحسب ما قالته حنا، ولا تعرف ما الذي سيحصل بعد ذلك، “قد نذهب إلى الحديقة، أو في رحلة إلى نهر هافل خارج برلين، نريد أن نناقش بعض الأفكار مع المجموعة ثم نقرر معًا.

للمهتمين بالمزيد من المعلومات حول الاتحاد والمشروع، تجدون معلومات إضافية على الفيس بوك facebook.com/NaturschutzInterkulturell، وإذا كانت لديكم أية أسئلة، اتصلوا ببنيامين فروكاك على البريد الالكتروني التالي: Benjamin.Vrucak@nabu.de

 

 

 

” اشتباك ” ثمانية أمتار من الخوف

Wir singen aus ganzer Seele gegen Tod, Krieg und Leid an