in ,

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – د. لينا ياسين

د. لينا ياسين

إعداد ميساء سلامة فولف

في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.

في رحلتها من البحث العلمي إلى البحث عن الحداثة، نالت الدكتورة الفلسطينية الأصل لينا ياسين شهادة الدكتوراه في مجال علوم الأعصاب، عن بحثها حول الشبكات العصبية وقدرتها على التأقلم والتغير، ونشرت مقالات عدة عن الذاكرة وقابلية التعلم.

حصلت على منحة “مينيرفا” لإتمام بحثها العلمي في جامعة لودفيك ماكسميليان في مدينة  ميونخ  في ألمانيا. ومن هناك بدأت رحلتها في محطات عدة في العالم، فتنقلت بين ميونخ وبيتسبرغ ثم نيويورك والقاهرة، لتعود في أواخر عام ٢٠٠٩ إلى ميونخ كمُحاضرة في مجال العلوم الإدراكية والذهنية. تجيد لغات عدة منها العربية والعبرية، الإنكليزية والألمانية والفرنسية والآن تغوص في عالم اللغة الإسبانية.

بالإضافة إلى عملها الأكاديمي والبحثي، قامت لينا بتأسيس “يللا عربي” في مدينة ميونيخ وهي جمعية اجتماعية ثقافية، تعنى بتوثيق الهوية العربية وبالأخص لدى أطفال العرب المهاجرين من الجيل الثاني، من خلال تعليمهم اللغة العربية ليتمكنوا من التعرف على هويتهم التاريخية والثقافية، وقد تفاعل مع الجمعية عدد من الأسر العربية هناك، ثم تم تأسيس فرعٍ آخر لها في برلين.

حرصت د. ياسين في جمعية “يللا عربي” على مبدأ فصل اللغة العربية عن الدين والسياسة، مع التأكيد على الحريات وإتاحة المجال الأقصى للتعددية الفكرية. وعملت على تقديم أنشطة متنوعة من خلال “يللا مدرسة” و”يللا ثقافة” و”يللا دبكة” و”يللا نغني”.
عام ٢٠١٤ انتقلت إلى برلين حيث التحقت أولاً بالجامعة الحرة وبعدها بكلية الطب الشارتيه،  لتعلّم طلاب الطب العلوم العصبية والفسيولوجيا بالإضافة إلى دورات في التفكير العلمي الحديث. وشملت هذه الدورات آليات وطرق للتعلم عن طريق طرح الأحاجي، إذ يتم طرح أحجية طبية على مجموعة من الطلاب في الفصول المختلفة وهم بدورهم يحددون آليات التعليم الذاتي للوصول إلى الحل. مع التذكير هنا بأن الطريق والمنهج المتبع هو الأهم وليس الحل النهائي.

شجعتها هذه الآليات على شق طريق جديد في حياتها، فقررت أن تغير بوصلة تعليمها لتأخذ إجازة من الجامعة وتتعلم هي ذاتها أساليب وآليات جديدة في مجال الاستشارة. فانضمت في أوائل ٢٠١٧ إلى فريق العمل في شركة “Futurice” حيث تقوم بدعم الشركات التجارية والشركات الناشئة “Startups” في برنامجها في مواكبة العصر والتغير الرقمي. كل ذلك طبعا بالإضافة إلى عملها التطوعي في “يللا عربي” بفرعيها في ميونخ وبرلين.

اقرأ أيضاً:

بورتريه: راما جرمقاني

بورتريه: لونا رفاعي

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – سناء مكركر شڤيبرت

تعرف أكثر على حقوق اللاجئين القاصرين في ألمانيا؟

الصحف الألمانية حول الأزمة السورية: ليس لألمانيا ما تعرضه سوى الكلمات الرنانة