in ,

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – السيدة رينيه غماشي أبو العلا

السيدة رينيه غماشي أبو العلا

إعداد ميساء سلامة فولف

في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.

أمضت السيدة رينيه غماشي أبو العلا، أربعين عاماً في العمل في برلين مع اللاجئين العرب، في البدء كانوا من لبنان ثم العراق واخيراً من سوريا على أمل ألا يكون بعدها.
بدأت مسيرة حياتها التي جاوزت السبعين بذاكرة الطفلة التي هجّرت من فلسطين ثم قررت أن تعيش في عالم لا مكان فيه لبؤس اللاجئين.
في ستينيات القرن الماضي، ساهمت السيدة أبو العلا في تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فرع لبنان. وفي السبيعنيات هجرّتها الحرب اللبنانية إلى ألمانيا، فبدأت بتدريس اللغة الألمانية للسيدات العربيات وهي مازالت نفسها تتعلم اللغة في جامعة برلين الحرة.
وفي هذا الوقت أيضاً عملت في قسم الوصاية على الأولاد العرب القادمين بمفردهم من جحيم الحرب اللبنانية، فقامت بتأسيس “المنتدى” كمدرسةٍ معترف بها من الوزارة المحلية في برلين لتعليم الأولاد العرب، حيث كان بعضهم لا يخضع لقانون التعليم الإلزامي. وضم المنتدى قسماً لتعليم الأولاد اللغة العربية يومياً بعد انتهاء دوام المدرسة الألمانية.
ولم تغفل السيدة أبو العلا القاصرين ممن دهستهم عجلات الغربة فأصبحوا من نزلاء السجون لفترة طالت أم قصرت، فقامت بتنظيم زيارات تعوضهم نوعاً ما عن غياب الأهل، كان الزوار من الأخصائيين الاجتماعيين الذين يقدمون الدعم النفسي والاهتمام إلى جانب الكتب والمجلات العربية.
وساهمت بعد ذلك بتأسيس “البيت” كمكان لإقامة القاصرين غير المصحوبين بأهلهم، وبهذا أصبحت رعايتهم شاملة من مكان الإقامة إلى مكان الدراسة بالاضافة إلى النشاطات الترفيهية.
وجاء تأسيس الدار عام 1984 ليسد الفراغ الذي كانت تعاني منه المرأة العربية في الغربة، فقدم لها دورات محو أمية للغة العربية ودورات لتعلم اللغة الألمانية والالة الكاتبة وبعدها الكمبيوتر، بالاضافة إلى تقديم الاستشارات و توفير فرص ممارسة النشاطات الترفيهية .. الخ. وعلى مدى السنين امتد نشاط الدار ليشمل العائلة بكاملها.
تعتبر السيدة أبو العلا من أوائل الشخصيات النسائية التي دخلت المعترك السياسي في برلين، وخاضت المعارك التي كانت تدور حينذاك حول أوضاع اللاجئين ومستقبلهم في برلين، وحول حقوق الطفل والشاب القاصر عندما يكون مرافقاً لوالديه طالبي اللجوء.
ومع غياب المشهد الثقافي العربي حينذاك عن مسرح الحياة البرلينية، قامت السيدة أبو العلا بتنظيم وتنفيذ أسابيع ثقافية عربية في برلين، ضمّت كبار المؤلفين والفنانين من مختلف الدول العربية، واستكملت هذا النشاط بندوات مشتركة للمواطنين الألمان والعرب حول مختلف المواضيع الثقافية.
ولم يغب النشاط الإعلامي عن جدول أعمالها، فكانت من أوائل من استضافتهم وسائل الإعلام الألمانية في برامج أحاديث أو مقابلات حول وضع الأجانب بصورة عامة والعرب بصورة خاصة في برلين.

 

اقرأ أيضاً:

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الدكتور زاهر سويد

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الدكتورة نجاة عبد الحق

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – عبد الرحمن عمار

زيدان الحل المستقبلي لمشروع ريال مدريد

ما السبب وراء تعيين الحكومة الألمانية مزيداً من الموظفين لإعادة فحص طلبات اللجوء المقبولة؟