in

الجزائر: رفض شعبي واسع لانتخاب “عبد المجيد تبون” رئيساً جديداً للبلاد

مصدر الصورة: الجزيرة

احتشد المتظاهرون بوسط الجزائر العاصمة الجمعة للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون، المقرّب من سلفه عبد العزيز بوتفليقة، في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية.

أصبح عبد المجيد تبون (74 عاماً) رئيساً جديداً للجزائر خلفاً لبوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع، بعد فوزه من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الخميس.

وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “حصل المرشح عبد المجيد تبون على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات”.

وفي أول رد فعل على النتائج كتب تبون على حسابه على تويتر “أشكر كل الجزائريين الذين وضعوا ثقتهم في وأدعوهم للبقاء مجندين لبناء جزائر جديدة معا”.

وقد أمضى تبون حياته موظفاً في الدولة وكان دائماً مخلصاً لبوتفليقة الذي عينه رئيساً للوزراء لفترة وجيزة، قبل أن يصبح منبوذاً من النظام. ويعد أول رئيس من خارج صفوف جيش التحرير الوطني الذي قاد حرب الاستقلال ضد المستعمر الفرنسي (1954-1962).

واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسية من الحراك الشعبي الذي دفع بوتفليقة للاستقالة في نيسان/أبريل بعد 20 عاماً في الحكم.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39,83%، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليوناً مسجلين في القوائم الانتخابية.

وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر. وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة لولاية رابعة في 2014.

واحتشد المتظاهرون بوسط العاصمة الجمعة للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهورية المنتخب.

وردّد المتظاهرون “الله أكبر، الانتخاب مزور” و”الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا” في يوم الجمعة الثالث والأربعين على التوالي منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في شباط/فبراير.

وأشار مراسل وكالة فرنس برس إلى أن عدد المتظاهرين الذين احتشدوا في مناطق مختلفة بأنحاء العاصمة يقارب عدد من تجمعوا خلال التظاهرات السابقة ضد الانتخابات الرئاسية.

وحمل البعض لافتات كتب عليها “ولايتك يا تبون وُلدت ميتة” و”رئيسكم لا يمثلني”. كما سخر مدونون من “رئيس الكوكايين” في إشارة الى اتهام نجل تبون في قضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين مازالت قيد التحقيق القضائي.

وقالت مريم، موظفة (31 عاماً)، “تبون أسوأ من بوتفليقة. من المعروف أنه من اللصوص. لم نصوت ولن نتراجع”.

واعترف المرشحون الخاسرون، بالنتيجة وأعلنوا انهم لن يطعنوا فيها أمام المجلس الدستوري، الذي يفترض أن يؤكد النتائج النهائية لسلطة الانتخابات بين 16 و25 كانون الأول/ديسمبر .

وحل في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17,38% من الأصوات.

ودعت الأحزاب الإسلامية الكبيرة مثل “حركة مجتمع السلم” المقربة من الإخوان المسلمين و”جبهة العدالة والتنمية” القريبة من السلفيين، إلى عدم المشاركة في الانتخابات.

وحل رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ثالثاً ولم يحصل سوى على 10,55% من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات خاضها ضد بوتفليقة في 2014 حيث حصل على أكثر من 12% من الأصوات، وندّد حينها ب”تزوير شامل للنتائج”.

وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي الذي وصفته وسائل الإعلام بمرشح السلطة على 7,26% من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيراً بـ6,66% من الأصوات.

وقال المهندس سعيد (32 عاماً) إن اسم الفائز “لا يهمّ كثيراً”، مضيفاً أنه وصل الخميس من البويرة (100 كيلومتر عن العاصمة) للتظاهر. وتابع “تظاهرت أمس وقضيت الليلة هنا في العاصمة لأشارك اليوم في تظاهرات الجمعة وأقول إننا لا نعترف برئيسهم”.

وفرض قائد الجيش الذي كان حاكم البلاد الفعلي خلال الأشهر الماضية إجراء انتخابات بهدف الخروج من الأزمة السياسية والمؤسساتية، بحسب قوله، ورفض الحديث عن مسار “انتقالي”، وهو ما تقترحه المعارضة والمجتمع المدني لإصلاح النظام وتغيير الدستور.

وكان يفترض إجراء الانتخابات في الرابع من تموز/يوليو، لكنها ألغيت في غياب مرشحين.

ومنذ استقالته، لم يظهر الرئيس السابق بوتفليقة المريض والمُقعد. والخميس، تقدّم شقيقه ناصر الى مركز اقتراع للتصويت نيابة عنه، كما أظهرت وسائل إعلام.

وفي أول رد فعل من الخارج دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات الجزائرية لبدء “حوار” مع الشعب.

وقال من بروكسل “أخذت علماً بالإعلان الرسمي عن فوز السيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية من الجولة الأولى”.

المصدر: (فرانس برس)

اقرأ/ي أيضاً:

الجزائر تلحق بدول أخرى بمنع ارتداء النقاب في المرافق العامة “بصفة نهائية”

الحشيش يتسبب بأزمة دبلوماسية جديدة بين الجزائر والمغرب

“تاكومي مينامينو”.. الصفقة التي ستخلّد “كلوب” في ليفربول

“Kinder Jugend Plattform” منبر الأطفال واليافعين في برلين