in

الجهاد في أوروبا، كوباني وداعش.. في لايبزغ

أثناء تصوير فيلم الجهاد من أرشيف المخرج

 أبواب- لايبزغ

ضمن برنامج In the world السينمائي، والذي يُنظّم بالتعاون بين بلدية لايبزيغ وقاعة Schaubühne lindenfels السينمائية للعروض الجادة، جرى يوم السبت 6 أيار/مايو 2017 عرض فيلمين وثائقيين للمخرج السوري شيروان قاسم.

حمل الأول عنوان “بابروسك” والثاني كان باسم “مسار الجهاد في أوروبا”، وقد تلا العرض نقاش مفتوح بين الجمهور والمخرج الذي كان حاضرًا، حول كيفية عمله على كل من الفلميين والأفكار التي ضمّنها فيهما.

يتحدث فيلم (بابروسك) عن النازحين العائدين إلى مدينة كوباني بعد تحريرها من تنظيم داعش، بينما يتناول فيلم (مسار الجهاد في أوروبا) عرضًا مكثفًا لتاريخ الجهاد منذ بداياته وحتى المرحلة الحالية وكيف وصل إلى أوروبا. وتبلغ مدة كل فيلم 48 دقيقة، مع توفّر الترجمة للأفلام وكذلك خلال المناقشة مع المخرج.

شيروان قاسم من صفحته على فيسبوك

وفي تصريح لأبواب تحدث المخرج شيروان قاسم عن سبب اختياره لهذه المواضيع والصعوبات المرتبطة بها، يقول: “إن أهمية هذه المواضيع ازدادت بعد ذهاب الكثير من الأوروبيين إلى سوريا والعراق للالتحاق بالمنظمات الإرهابية. في كل مرحلة من العمل واجهنا صعوبات جمة، وذلك بسبب نقص التمويل وأيضا بسبب خوف الكثير من الأشخاص من التحدث عن هذا الموضوع، وبعضهم من التصوير”.

أبواب استطلعت آراء عدد من الحضور وانطباعاتهم عن العرض، حيث كان واضحًا تركيزهم بشكل أكبر على فيلم (مسار الجهاد في أوروبا).

علاء من سوريا اعتبر أنّ أفلامًا من هذا النوع “تلامس قضية كل شخص مسلم يعاني من تصرفات عنصرية”، وفق تعبيره، وهو يعتقد أنّ من أهم ما قدّمه العرض هو “تعريف الشعب الأوربي بحقيقة تشويه الإسلام بالإرهاب ومن يصدر الإرهاب”. وأضاف علاء: “كل المعلومات كانت مهمة، والعرض كان جيد جدًا وحاز على اهتمام الجمهور، غير أنّ هناك ملاحظة يجب الانتباه لها، وهي الموسيقا المدرجة بالفيلم، فقد أثارت مشاعر الخوف لدى الجمهور”.

أما عبد الملك العبد الله، وهو طالب حقوق سوري، فكان له رأي مختلف عن علاء، إذ رأى أن الموسيقا التصويرية والمؤثرات كانت مناسبة للعمل ومحتواه، لكنهما يتفقان في سبب اهتمامهما بالعرض. يقول عبد الملك: “أهتم كثيرًا بهكذا أفلام لأنني سوري وحقوقي، ولأن الموضوع بمجمله يهمني كمسلم وكإنسان باحث عن الحقيقة، ومن الضروري تناول هذه المواضيع ومعاينتها عن قرب، ونلاحظ أن مخرجين كُثر يحاولون الابتعاد عنها”.

وعبد الملك إذ أشاد بحرص المخرج على مخاطبة المجتمع الغربي واهتمامه بموضوع الترجمة للفيلم والمناقشة، لكنّه يأخذ عليه عدم الدخول في التفاصيل لضيق الوقت أو قلة التمويل ربما. كما يعتقد أنه كان من الأفضل التوسع في ذكر المصادر والمراجع الفكرية للمنظمات الإرهابية، مضيفًا: “قد يقول قائل إن أمريكا استغلت من هجوم الاتحاد السوفيتي سابقا على دول مسلمة وسيلة ناجحة لتجييش المسلمين وحشدهم ضده، لكننا رأينا هجوم داعش على اليزيديين مثلاً ورغم كل ما جرى لهم، لم يظهر إيزيدي ويفجر نفسه ضد داعش. ما أود قوله، أنه يوجد فكر يساعد على إنشاء هكذا جماعات إسلامية ويجب التطرّق له بشكل أعمق”.

بدورهما نوريت الفلسطينية، ويوليا الألمانية فقد أجمعتا على أنّ الفيلم مثير للاهتمام نظرًا لوقوع العديد من الهجمات الإرهابية في أوروبا، وأنه من المهم نقاش مثل هذه القضايا من قبل ذوي الخبرة والاختصاص. أما عن الناحية الفنية وتقنيات الإخراج، فتقول نوريت: “عمومًا كان الإخراج جيدًا، لكن المشكلة الكبرى هي سرعة الانتقال في بعض الأحيان من فكرة إلى أخرى، لأن هذا يجعل من الصعب ربط بعض المسائل نظرًا لكثافة المعلومات، مما قد يشتت المتلقي”.

أما صديقتها يوليا ورغم رأيها الإيجابي بالعرض عمومًا، غير أنها خلصت إلى القول: “معظم المشاهدين حصلوا على توصيف للمشكلة، وهذا لن يعطي فهمًا كافيًا لها”، وأشارت يوليا إلى ضرورة الانتباه إلى التوفيق بين الانتقال من متحدث إلى آخر ومدة ظهور الترجمة على الشاشة، “فأحيانًا يبدو وكأن الشخص نفسه يقول الشيء ونقيضه”.

وعن العرض وتفاعل الجمهور، علّق شيروان قاسم بالقول: “في الحقيقة فاق عدد الحضور التوقعات، حيث بلغ العدد حوالي مئة وسبعين مشاهدًا، وهو ما يزيد عن عدد مقاعد الصالة، فحضر كثيرون العرض وقوفًا أو على الأرض. ومن خلال أسئلة الجمهور في النقاش الذي جرى بعد عرض الفيلمين، لاحظت أن تفاعلهم مع العمل كان كبيرًا، خصوصًا أن كلا الموضوعين يمسّان الشارع الأوروبي، فالأول يتكلم عن الهجرة من سوريا إلى أوروبا، والآخر يتحدث عن المتشددين في أوروبا”.

وفي ختام حديثه، كشف قاسم لأبواب عن مشروع فيلمه القادم وموضوعه ظاهرة “الإسلاموفوبيا” التي بدأت تجتاح أوروبا، حيث ما زال المخرج في طور الإعداد والتحضير للعمل والبحث عن جهة تتبنى إنتاج الفيلم.

السجن لمدة تصل لـ 15 عامًا وغرامة تبدأ من نصف مليون درهم هي عقوبة “التعاطف” في دولة الإمارات العربية.

ماذا تعرف/ين عن “كبرياء المثليين”؟