تحول شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بؤرة توتر سيما بين تركيا واليونان ، إثر استمرار أنقرة في التنقيب عن موارد للطاقة في مناطق بحرية حدودية مع أثينا.
وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أن التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط قد يتسبب بكارثة. ويبدو أن أنقرة تتحين الفرصة لإشعال الشرارة، من خلال خطابها العدائي تجاه اليونان، رداً على محاولات اليونان توسيع حدود مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً في بحر إيجة.
ويعد تدفق المهاجرين عامل توتر آخر بين اليونان وتركيا. إذ تستضيف تركيا ما يقرب من 4 ملايين مهاجر ولاجئ كجزء من اتفاق عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي. وفي شباط/ فبراير الماضي، نفذ أردوغان تهديده بـ”فتح البوابات” للسماح لعشرات الآلاف من طالبي اللجوء بالعبور إلى اليونان، مما أثار غضب أثينا، كما اتهم الاتحاد الأوروبي أنقرة باستخدام المهاجرين كأداة للمساومة.
كما توترت العلاقات أكثر في تموز/ يوليو الماضي بسبب تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، مما أحيا نزاع دام قروناً بين تركيا واليونان حول أحد أكثر المباني الدينية أهمية في العالم.
وأدرجت آيا صوفيا على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، إذ يزورها ملايين السياح سنوياً. وطالبت يونسكو سابقاً من تركيا عدم تغيير وضع آيا صوفيا.
وتعتبر آيا صوفيا اليوم واحدة من أهم الآثار الموروثة من العهد البيزنطي، وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، تمّ تحويلها إلى مسجد في 1453 ثم إلى متحف في 1935، بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف “إهدائها إلى الإنسانية”، في أعقاب التحوّل الكبير الذي طرأ على تركيا وانتقالها من امبراطورية خلافة إسلامية إلى دولة علمانية قومية.
ووقع توتر بين تركيا واليونان على هذا الموضوع أكثر من مرة، خاصة بعد شروع السلطات التركية في قراءة القرآن ورفع الأذان في آيا صوفيا، ومن ذلك قراءة سورة الفتح في ذكرى فتح قسطنطينية.
اقرأ/ي أيضاً:
صحيفة بيلد الألمانية: ميركل منعت نشوب حرب بين اليونان وتركيا في اللحظة الأخيرة
تركيا: أزمة تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد.. معلومات عن تاريخ هذا البناء العريق
