in

مظاهرات بسبب كورونا: “كورونا زائف” “لا للعزل والكمامات والتعقّب واللقاحات”

مظاهرات بسبب كورونا
مظاهرات بسبب كورونا في أنحاء ألمانيا Foto: AP/Markus Schreiber 25. April 2020

خرج الآلاف إلى الشوارع في ألمانيا يوم السبت 16 أيار مايو، للتعبير عن غضبهم حيال خطط تلقيح محتملة أو رقابة مفترضة من الدولة، في إطار موجة احتجاجات تتنامى وأثارت قلق كثيرين من ضمنهم المستشارة أنغيلا ميركل.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تفاقمت الاحتجاجات التي بدأت بحفنة من المتظاهرين فيما أسماه البعض مظاهرات بسبب كورونا. المحتجون خرجوا رفضاً للقيود المشددة التي فرضت على الحياة العامة لوقف انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد لتجذب الآلاف في كبرى المدن الألمانية.

واحتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين الرافضين لتدابير الإغلاق وأنصار نظريات المؤامرة والرافضين للقاحات في أنحاء ألمانيا مجدداً السبت، حيث تجمّع أكثر من 5000 شخص في شتوتغارت وميونيخ و1500 على الأقل في فرانكفورت ونحو ألف في ميونيخ.

وكتب على لافتة رفعت في شتوتغارت “كورونا زائف” بينما كتب على أخرى “لا للعزل والكمامات والتعقّب واللقاحات”.

وأوقفت الشرطة في برلين مئتي شخص خلال مناوشات فيما وقعت صدامات في هامبورغ بين أنصار نظريات المؤامرة ومحتجين مناهضين للإغلاق ضمن مظاهرات بسبب كورونا.

وأعادت التظاهرات إلى الذاكرة مسيرات حركة “بيغيدا” المناهضة للمسلمين والتي خرجت في أوج أزمة اللجوء في أوروبا عام 2015، ما أثار تساؤلات بشأن احتمال تبخّر الدعم القوي الذي تحظى به ميركل حاليا جرّاء طريقة تعاطيها مع أزمة تفشي كوفيد-19.

وكما حظي بالشعبية عبر إثارته المشاعر المعادية للمهاجرين قبل خمس سنوات، يشجّع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتشدد اليوم علنا المتظاهرين ويقدّم نفسه على أنه الحزب المناهض للإغلاق.

وأظهر استطلاع بتكليف من مجلة “دير شبيغل” أن نحو ألماني من كل أربعة تم استطلاع آرائهم أعربوا عن تفهّمهم للتظاهرات.

وأثارت التطورات صدمة المؤسسة السياسية إذ ذكرت تقارير أن ميركل تحدثت مع كبار المسؤولين في حزبها المسيحي الديموقراطي (يمين وسط) عن الاتّجاه “المقلق” الذي قد يحمل طابع حملات التضليل الروسية.

آراء لمشاركين في المظاهرات

واتّخذت ألمانيا في آذار/مارس إجراءات غير مسبوقة لتجميد الحياة العامة. وفي حين تدعم غالبية كبيرة الخطوة، وهو ما يمنح حكومة ميركل تأييداً واسعاً، إلا أن هناك معارضة تتشكّل، خصوصاً على الإنترنت حيث تجذب تسجيلات مصورة على “يوتيوب” تدافع عن نظريات مؤامرة أو تقدّم نصائح صحية زائفة عشرات آلاف المتابعين.

وفي مسعى لمواجهة الادعاءات غير المتناسقة، قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إنه على الرغم من أنه ليس طبيباً، إلا أنه يمكنه التأكيد بأن “القناع الواقي غير المريح والمزعج موصى به أكثر من وضع قبّعة مصنوعة من القصدير”.

لكن المتظاهرين الذين جمعتهم مظاهرات بسبب كورونا انتقدوا اعتبارهم حفنة من المجانين. واعتبر ماركوس فيندبراندت (43 عاما) والذي كان يتظاهر في ميونيخ أن إجراءات وضع الكمامات بشكل إلزامي والتباعد الاجتماعي لم تعد ضرورية.

وقال: “كوفيد-19 مرض خطير يجب أخذه على محمل الجد لكن ينبغي مقارنة تداعيات الوباء مع التداعيات السلبية التي قد تكون لهذه الإجراءات. لا يوجد دليل طبي على أن وضع القناع مفيد”.

وفي دورتموند، قالت متظاهرة أخرى لم تعرّف عن نفسها إلا باسم سابين (50 عاما) إنها تشارك لأنها “قلقة بشأن الحريات العامة تحت غطاء مكافحة الوباء… تتعارض القوانين الاستثنائية مع دستورنا الأساسي”.

وأضافت “نريد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها وألا يعوق الأمر حرياتنا العامة. إذا مرض شخص ما، فعليه أن يوضع في الحجر الصحي لا أكثر”.

وفي ظل الغضب الشعبي بسبب خروج تظاهرات عن السيطرة في عطلة نهاية الأسبوع، أكد حزب البديل من أجل ألمانيا بوضوح أنه يقف إلى جانب المتظاهرين. وقال الرئيس المشارك للحزب ألكسندر غاولاند إن “ممارسة الناس حقوقهم الأساسية والتظاهر ضد إجراءات كورونا أمر صحيح تماما”.

وأضاف أن مسؤولية أي انقسام في المجتمع في شأن التظاهرات يجب ألا تحمّل إلى المحتجين بل إلى الحملة “الواسعة لتشويه سمعة المشاركين وتصويرهم على أنهم متطرفون يمينيون أو مجانين أو أصحاب نظريات مؤامرة”.

وشهدت عدة مظاهرات بسبب كورونا أشكالاً من معاداة السامية بشكل متزايد، كما تخللها العنف أحيانا بينما رفع المتظاهرون شعارات تظهر شخصيات على غرار الملياردير جورج سوروس على أنه البعبع في أزمة الفيروس.

وفي مؤشر آخر إلى الاحتقان السائد، عثر على شاهد قبر يحمل عبارات ساخرة أمام مكاتب ميركل الانتخابية، على ما يبدو للتعبير عن الاحتجاج على إجراءات الإغلاق.

موجة شعبوية ثانية

وقال المسؤول الحكومي المكلّف مكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين لصحيفة “سودويتشي تسايتونغ” “أعتبر هذا النوع من الاحتجاجات خطيرا للغاية”.

وأضاف “إنها تقوّض الثقة بدولتنا الديموقراطية وتشكّل خزانا يجمع أصحاب نظريات المؤامرة من المعادين للسامية ومنكري المحرقة إلى جانب آخرين تعد مواقفهم غامضة جدا أحيانا”.

بدوره، أفاد الخبير من “مؤسسة أمادو أنتونيو” ميرو ديتريتش أن نظريات المؤامرة قد تبدو مغرية للأشخاص الذين يجدون صعوبة في فهم مبدأ الفيروس والذين لا يعرفون أي شخص أصيب به.

وقال “إضافة إلى ذلك، الناس معزولون حاليا عن بيئتهم الاجتماعية وفي حالة أزمة ويمضون وقتاً طويلاً للغاية على الإنترنت، وهي جميعها عوامل تعزز تصديق روايات المؤامرة”. وهذا ما شكل دافعاً لعدة مظاهرات بسبب كورونا.

واورد كلاين “علينا التعامل مع بروز هذه الحركات بجدية بالغة ولا يمكننا أن نأمل بتلاشيها مع انتهاء أزمة كورونا”. وأشارت “دير شبيغل” كذلك إلى الحاجة الملحّة لأن تسيطر ميركل على الوضع.

وحذّرت من أنه “في حال لم تتّخذ خطوة رد الآن، فقد تشهد ألمانيا موجة غضب شعبوية ثانية”.
ولا شك أن عامل الوقت مهم للغاية. وفي هذا السياق، اشار رئيس معهد “إنسا” للاستطلاعات إلى أن الدعم القوي لحكومة ميركل قد يتلاشى سريعا مع تراجع الضرورات الصحية.

وقال “عندما يتلاشى شعار الصحة الموحّد ويتحوّل النقاش للتركيز على سوق العمل والأزمة الاقتصادية والمالية، ينتهي التوافق”.

المصدر. فرانس برس

اقرأ/ي أيضاً:

أخبار ألمانيا: تزايد الاحتجاجات ضد استراتيجية ميركل الحازمة لاحتواء وباء كورونا
الاعتداء على الشرطة الألمانية من قبل متظاهرين في Pirna على خلفية كورونا
مظاهرات الأطباء في ألمانيا: أطباء يحتجون عراة على نقص الكمامات ومعدات الحماية
مظاهرات ضد إجراءات الحظر الصحي رغم ازدياد الوفيات.. لأن “الفقر يقتل أيضًا”

الحد الأدنى للأجور في ألمانيا.. ونظرة خاصة على العمال الموسميين

معلومات عن حمية الكيتو يريدك خبراء التغذية أن تعرفها قبل أن تتخلى عن الكربوهيدرات للأبد