in

لا للمشاعر والفوتوشوب… ماتياس دي ليخت إلى يوفنتوس هنا المنطق

عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

انتهى المسلسل أخيراً وتابعت الجماهير الحلقة الأخيرة منه عند نزول دي ليخت من الطائرة الخاصّة في مطار تورينو الإيطالية لإتمام إنتقاله إلى يوفنتوس، وينقسم الشارع الرياضي إلى قسم توقّع هذه النهاية وقسم أراد أن يعيش اللحظة ويدخل عنصر المفاجأة لها.

من توّقع هذه النهاية فهو لا يزال يتابع كرة القدم بعقله بعيداً عن عاطفته، وهنا أخصص بالذكر الجماهير التي جرّتها عاطفتها لتواجد دي ليخت في برشلونة مع زميله السابق دي يونغ، لا أوجه اللوم لهذه الفئة من المتابعين لأنهم اعتادوا على متابعة كرة القدم عبر أهازيج السوشال ميديا التي نقلت دي ليخت إلى برشلونة ولو بصور فوتوشوب رفقة دي يونغ.

رايولا يحكم

نعيش بواقع كروي تسوده المصالح الشخصية في المرتبة الأولى بعيدة عن العواطف، المنطق يحكم بزماننا هذا، اللاعب مع وكيل أعماله يدخلان في معركة القرار وأبعاده على رأسها الفائدة المالية.
مينو رايولا هو وكيل أعمال قائد أياكس، شخص لا ينتمي لفئة الكرة المثالية ولا يحب لعبة المشاعر، يعرف مصلحته فقط ولا شيء غيرها.
يستخدم جميع العوامل لزيادة حصّته، وهذا حق مشروع في مجال عمله، استغلّ اهتمام برشلونة بـ دي ليخت لهدف زيادة سعره وللحصول على مبلغ عمولة مناسبة لأطماعه.

القائد في مكانه الصحيح

إذا أردت أن تعرف قيمة دي ليخت عليك أن تعيد مشاهدة الخطاب الذي ألقاه لجماهير النادي بعد الفوز بالدوري الهولندي، دي ليخت ألغى كل معوّقات سنّه الصغير وأظهر شخصية القائد الحقيقي وأبهر العالم بذلك الخطاب للاعب “قائد بعمر الـ19 عاماً”، ومن يحمل هذه الشخصية يجب أن يبحث عن مكان لصقل شخصيته القيادية وتطويرها أكثر عن طريق اللعب لفترات أكثر ضمن فريق يعتبر بالصفوة أوروبياً لديه قاعدة جماهيرية كبيرة وفي دوري قوي.

اختيار يوفنتوس يحقق كل تلك الشروط التي يبحث عنها القائد الشاب، في برشلونة قد يحقق 2 منها لكنه سيكون ثانوياً مع تواجد كوكبة من المدافعين، أما السيدة العجوز فقد هرمت من ثلاثية “كيليني وبونوتشي وبارزالي” وتحتاج لدماء شابّة تعيد لها شبابها بصفقة القائد المستقبل.

عوامل أخرى قد تدعم هذه الصفقة مثل تواجد المدرّب سارّي الذي يلعب بأسلوب يجيده دي ليخت وهو البناء من الخلف إضافة لمشروع اليوفي الكبير، وتأثير رونالدو على قرار المدافع الشاب ولو بكلام بسيط كما قيل بعد مباراة هولندا البرتغال في نهائي دوري الأمم الأوروبية.

كرة القدم لم تعتد تعترف بالعاطفة، ومن لم يصل لهذه النقطة فعليه مراجعة نفسه مجدداً ليستطيع تقبّل اللعبة بوجهها الحالي.

مواد أخرى للكاتب:

صفقة غريزمان برشلونة… لا نعلم ما يخفيه المستقبل

بطولة ويمبلدون… بين نادال وفيدرر “أنا أعشق الفيدال”

كوبا أميركا بين ميسي والكونمبيول….كيف تكون عقلانياً!

مُهرِّب أصلع… استخدم نصف كيلوغرام كوكايين ليُصفف بها شعره!

بالصور: الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب… حقائق وأرقام