in

فيلم سوري قصير أبطاله كانوا شهودًا على مجزرة الكيماوي في ريف دمشق

المخرج السوري الشاب همام الحصري (إلى اليمين) اثناء تصوير فيلمه تصوير: باسم خبيه - رويترز

يقدم المخرج السوري همام الحصري، فيلمًا يتناول الأسباب وراء حمل السوريين السلاح في حرب بدأت باحتجاجات سلمية، ويستفيد المخرج من خبرته الشخصية في المأساة السورية حين تناقل العالم لقطاته المروعة لضحايا غاز السارين عام 2013.

أخرج الحصري فيلمه القصير بتمويل ذاتي، وتستند قصته إلى أحداث حقيقية حصلت أثناء الهجوم الكيماوي قرب دمشق، وتدور حول مقاتل من المعارضة فقد زوجته وطفله ولم يكن أمامه وقت لدفنهما. حيث استدعي للدفاع عن بلدته في مواجهة هجوم للقوات الحكومية.

يشير الحصري إلى أن المشاركين في الفيلم هم جميعهم شهود على الهجوم وضحايا له وليسوا ممثلين مدربين. وهذا ما جعل الفيلم تجربة مؤثرة وضرورية بالنسبة له ولهم. ويقول “نحتاج أن نفهم كيف دفعوا الناس إلى هذه الحرب ليكونوا طرفا فيها… أتحدث عن قصة عايشتها. هم شخصيات حقيقية.”

اختيار الشخصيات المشاركة في الفيلم

ويقول الحصري الذي أمضى نحو شهرين في كتابة وإنتاج وإخراج الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة، أن “أصعب شيء كان اختيار الشخصيات وتجارب الأداء.”

وأضاف “قال لي رجل عمره 70 عاما: أريد أن أشارك في هذا الفيلم لأني فقدت 13 من أفراد عائلتي… أريد أن يعرف العالم ما مررنا به. وكان كل ما أريده منه هو أن يؤدي دور ميت.”

وقال “اندهشت بقدرة هؤلاء الناس على التعبير عن مأساتهم والتعاون معي في هذا الفيلم.”

والشخصية الرئيسية في لفيلم يؤديها محمد الدمشقي، الذي كان يدرس إدارة الأعمال وكان لاعب كمال أجسام قبل الحرب، ويقول إن السبب الذي دفعه للمشاركة هو الرسالة التي يحملها الفيلم.

قال “في رسالة بدها توصل للعالم إنه المقاتلين أو الناس اللي عايشين هون مو بس مقاتلين ومنن إرهابيين. تمام؟ هني ناس عندن حياة ويعني ظروف الحرب ياللي بتمر في البلد ظرف فرضت عليهن إنه هني يكونوا مسلحين.”

السارين والخط الأحمر الأمريكي

وعندما وقع الهجوم بالسارين حمل الحصري عدسته إلى المستشفيات المؤقتة التي ظهرت على الساحة لاستيعاب آلاف الضحايا وأرسل لقطاته لوسائل إعلام دولية. وقال “لم أكن أصور لأنني مصور. كنت أصور لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله للضحايا.”

أضاف الحصري لرويترز “أنت في تلك الأثناء لا تشعر بشيء. لا تشعر إلا بالصدمة… وبعدها عندما تفكر فيما رأيته تدرك كم كان الأمر كبيرا وحقيقيا ومأساويا فعلا. ليس من السهل علي أن أشاهد لقطاتي.”

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية خط أحمر. لكن اتضح بعد هجوم 2013 أن واشنطن لن تدعم أقواله بعمل عسكري.

وعلى الرغم من تدمير سوريا لمخزونها المعلن من الأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي ما زالت الأطراف المتحاربة تتبادل الاتهامات بشن هجمات بغاز الخردل والكلور وغيرهما من المواد الكيماوية.

مسؤولية فنية

والحصري الذي درس السينما في كلية برايتون للسينما ببريطانيا يكسب عيشه الآن من تصوير تغطية حية للصراع السوري لصالح مؤسسات إخبارية دولية لكنه ما زال يأمل في أن يصبح الإخراج مهنته.

وقال الحصري لرويترز عبر الهاتف فيما توارى صوته خلف صافرات الإنذار وزئير الطائرات الحربية إن معايشة وقائع الحرب ستؤهله لسرد قصة الصراع عندما تضع الحرب أوزارها ويبدأ إخراج أفلام عنها.

وأضاف “أما عن رد فعلي على هذه الطائرات الحربية في السماء.. فقد أصبح الأمر عاديا جدا وهو أمر يصعب جدا فهمه على من هم خارج الصورة.”

وأضاف أنه امتلك الأدوات التي تؤهله لتوجيه الممثلين بحيث يؤدون بدقة أدوارهم في تصوير يتعلق بموقع الصراع.

وتابع “أشعر أن علي مسؤولية سرد هذه القصة في المستقبل.. بل هذه القصص.. من خلال السينما والدراما. هذا هو ما يحدث عادة بعد كل حرب.”

رويترز

 

اقرأ أيضاً

فيلم “ذي وايت هلمتس” عن منظمة الخوذ البيضاء يفوز بجائزة الأوسكار

“ذاكرة باللون الخاكي”.. فيلمٌ عن الخسارات والغضب

أغذية تقوي التركيز والذاكرة: وبعضها لم يخطر ببالك أن تكون لها تلك الفائدة

Verlieb dich nicht in einen Flüchtling