in

صيام رمضان وكورونا: هل ستتأثر شعائر المسلمين كما في الصوم الكبير وعيد الفصح المسيحي؟

صيام رمضان وكورونا
كيف سيتعامل المسلمون مع صيام رمضان وكورونا

لم تبق سوى أيام لحلول شهر رمضان المبارك، الذي يحلّ هذا العام في ظروف استثنائية، مع تفشي وباء كورونا وفرض العزل المنزلي في العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة.

بات واضحاً بعد إعلان فيروس كورونا وباءً عالمياً، أنّ الشعائر الدينية كانت من مناحي الحياة الأكثر تأثراً بانتشار العدوى. فكيف سيتأقلم المسلمون حول العالم مع صيام رمضان وكورونا

للمرّة الأولى في التاريخ الحديث، تخلو ساحة الحرم المكّي في السعودية بالكامل من المصلّين، تعلّق العمرة إلى أجل غير مسمّى، وتطلب السعودية من الراغبين بالحج تأجيل حجوزاتهم لموسم الحج المقبل في الوقت الراهن.
كما توقّفت الزيارات إلى العتبات المقدسة في العراق وإيران، ولم يبدأ الخبراء بعد بإحصاء الخسائر التي مني بها قطاع السياحة الدينية.

وبعدما انعكست إجراءات العزل بشكل ملحوظ على فترة الصوم الكبير وعيد الفصح لدى المسيحيين، تزداد الخشية من أن تلقى شعائر رمضان المصير نفسه أواخر الشهر الحالي.

أثّر العزل ومنع السفر وحظر التجمعات على الطقوس والعبادات الإسلاميّة، من عمرة، وصلاة جمعة، وحتى على دفن الموتى وتغسيلهم وتكفينهم وعلى واجبات العزاء، فماذا سيكون حال الصوم؟

الوقاية “واجب شرعي”

وفيما يخص صيام رمضان وكورونا صدرت اليوم عن دار الإفتاء المصرية فتوى أباحت للمصابين والأطقم الطبية الذين يواجهون فيروس كورونا الإفطار “إذا وقع عليهم ضرر جراء الصيام”، مشددة في الوقت نفسه على استمرار وجوب الصيام على كل قادر بحسب قواعد الشريعة الإسلامية.

والأسبوع الماضي، عقدت “لجنة البحوث الفقهية” في الأزهر اجتماعاً مع أطباء وممثلين عن منظمة الصحة العالمية وعدد من علماء الشريعة بالأزهر الشريف، وقد انتهت اللجنة إلي أنه لا يوجد دليل علمي – حتي الآن – على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا المستجد، وعلى ذلك تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه من وجوب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم في الإفطار شرعًا من أصحاب الأعذار”.

حتى الآن، لا يوجد دراسات علميّة موثقة يمكن الاستناد اليها للقول بأن الصوم يمكن أن يؤثر على احتمالات اصابتنا بالفيروس المستجد، سلباً أو إيجاباً، بحسب خبراء في مجال الصحّة والغذاء.

هناك دراسات تشير إلى أنّ الصوم لأكثر من 14 ساعة يقوي جهاز المناعة، وذلك أحد الأهداف الصحيّة من الحميات الغذائية الرائجة والمسماة بالصوم المتقطع، والتي تفيد أيضاً في تخليص الجسم من السموم. لكنها ليست دراسات كافية للاستناد عليها في منح توجيهات لملايين ممن ينوون الصوم.

من جهتها، كانت توجيهات “منظمة الصحّة العالمية” حول الوقاية من العدوى في رمضان واضحة، وتتضمّن تعليمات بطهو الطعام بشكل جيد، من دون ذكر للانقطاع عن الأكل أو الصوم.

واستند الأزهر على تلك التعليمات، حين أعلن في فتوى صدرت مطلع الشهر الحالي أن “الحديث عن إفطار المسلم كإجراء وقائي بترطيب الفم للحماية من العدوى، سابق لأوانه”.

وقال الأزهر: “يرجع في حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه، للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه”.

يجيز الإسلام للمسافرين والمرضى أن يفطروا رمضان، كما يحثّ على حفظ النفس وصيانتها ومنع الضرر عنها. على ضوء ذلك، تشير فتوى الأزهر إلى أنّ “منظمة الصحّة العالمية” لم تثبت بعد أنّ ترطيب الفم يقي من عدوى كورونا، لذلك “لا يجوز للمسلمين الإفطار في رمضان إلا إذا ثبت علميّاً أنَّ لعدم شرب الماء تأثيراً صحياً على الصائمين؛ كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان”.

من جهته، حثّ الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ومرجعيات دينية أخرى، على تقديم الزكاة قبل موعدها المحدّد لمساعدة المحتاجين والفقراء خلال أزمة كورونا.

المصدر. BBC

اقرأ/ي أيضاً:

مصير موائد الرحمن مع تفشي كورونا.. الملايين سيفتقدون طقوس الإفطار الرمضاني
كورونا وصيام رمضان: فتوى الأزهر بخصوص شعائر شهر رمضان في ظل الوباء
رمضان في ألمانيا كيف يتعامل المهاجرون مع يوم الصيام الطويل وأعباء العمل والدراسة؟
رمضان في الغربة: طقسٌ لترسيخ جذور الهوية الثقافية ورحلة الذاكرة لاسترجاع الماضي

الأطعمة الأغلى في العالم

الأطعمة الأغلى في العالم: مأكولات نادرة، صعبة الإعداد، وأحياناً قد تكون مقرفة

كورونا والطلاب في ألمانيا

فيروس كورونا والطلاب في ألمانيا: إجراءات جديدة لدعم الطلبة في فترة الوباء