in

اسبانيا تفتح شواطئها أخيراً لسفينة “أوبن آرمز” الإغاثية وتستقبل المهاجرين الذين على متنها

بعد رسو سفينة “أوبن آرمز” في ميناء الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا، أعلنت الحكومة الإسبانية أن المهاجرين على متن تلك السفينة لن يستفيدوا من الامتيازات التي منحت لمهاجري أكواريوس التي منحت الإذن بالرسو في إسبانيا قبل شهرين. وأكدت السلطات على ضرورة أن يتبع المهاجرون الإجراءات الواجب اعتمادها من قبل كافة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أراضيها.

تتصدر إسبانيا اليوم قائمة الدول المستقبلة للمهاجرين، وذلك وفقاً للبيانات التي أصدرتها منظمة الهجرة الدولية. وكانت إسبانيا قد أنهت فصلاً مأساوياً من فصول الهجرة في المتوسط بعد أن منحت سفينة “أوبن آرمز” الإذن بالرسو في موانئها وإنزال الـ87 مهاجراً الذين أنقذتهم من المتوسط. كما كانت قد سمحت قبل ذلك لسفينة أكواريوس بإنزال المهاجرين عن متنها على سواحلها، بعدما رفضت إيطاليا ومالطا السماح لها بدخول موانئهما.

وكانت سفينة أكواريوس، التي رست في ميناء فالنسيا في حزيران/يونيو الماضي، تحمل على متنها أكثر من 600 مهاجر، قد منعت من الرسو في الموانئ الإيطالية والمالطية، وبقيت عالقة في البحر نحو أسبوع، في قضية شغلت الرأي العام العالمي المهتم بقضايا اللجوء وتسببت بأزمة بين فرنسا وإيطاليا. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني حينها، بيدرو سانشيز، عن منح المهاجرين على أكواريوس إقامات خاصة لمدة 45 يوماً، وأن طلبات لجوئهم ستتم معالجتها بشكل أسرع من المعتاد، وذلك لأسباب إنسانية.

وفي بداية تموز/يوليو الماضي، منحت السلطات الإسبانية نفس الامتيازات لـ60 مهاجراً أنقذتهم “أوبن آرمز”.

وأثار الموقف الإسباني استحسان المراقبين، خاصة مع انتهاج إيطاليا ومالطا سياسة إغلاق موانئهما بوجه سفن الإغاثة. بدوره، رحب الاتحاد الأوروبي بهذه المواقف الإنسانية التي أبدتها إسبانيا، محذراً في الوقت نفسه من أن هذه الإجراءات غير كافية للتعامل مع أزمة الهجرة.

إلا أن هذه المعاملة الخاصة التي حظي بها مهاجرو أكواريوس لن يتم تعميمها على المهاجرين الآخرين. فقد رست أمس الخميس سفينة “أوبن آرمز” في ميناء الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا، وعلى متنها 87 مهاجراً تم إنقاذهم في المتوسط. وكما حصل مع أكواريوس، رفضت كل من إيطاليا ومالطا، إضافة إلى فرنسا، استقبال المهاجرين على السفينة التي ظلت عالقة في المتوسط لأيام قبل أن تمنحها السلطات الإسبانية الإذن بالرسو على شواطئها.

وأعلنت الحكومة الإسبانية أنه على المهاجرين الذين أنقذتهم أوبن آرمز “أن يلتزموا بالإجراءات المفترض اتباعها من قبل كافة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى البلاد”.

نموذج إيجابي

مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبوليس، قال خلال مقابلة مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية “قدمت إسبانيا نموذجاً جيداً لروح التضامن الأوروبية، وأعتقد أنها تصرفت بشكل إيجابي جداً مع الأحداث. إلا أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه”.

وقبل رسوها بميناء الجزيرة الخضراء بساعات، قالت الحكومة أنه سيكون على المهاجرين الـ87 على متن “أوبن آرمز” أن يلتزموا بالإجراءات المفروضة على كافة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أراضيها. بمعنى، سيكون عليهم أن يقضوا 72 ساعة لدى أقسام الشرطة قبل أن يسمح للراغبين منهم بطلب اللجوء في إسبانيا.

يذكر أن 48 من هؤلاء المهاجرين قادمون من مناطق نزاعات في السودان وجنوب السودان.

وهذا ليس التغيير الوحيد الذي تعلن عنه السلطات الإسبانية، فخلال عمليات الإنقاذ الماضية، كان يتم إبلاغ قبطان سفينة الإنقاذ بالميناء الذي يسمح له الرسو به بعد ساعات فقط من الطلب. إلا أنه في هذه الحالة، استغرق القرار أربعة أيام، كما أن ميناء الجزيرة الخضراء ليس الأمثل كونه بعيد جداً عن مسار السفينة الأصلي، حسب تصريحات لمسؤولين في منظمة “بروأكتيفا أوبن آرمز”.

نفي حكومي

كونسويللو رومي، وزير الهجرة الإسباني، أكد على أن “سياسة إسبانيا في هذا المجال لم تتغير، فقضية المهاجرين على أكواريوس كانت قضية حياة أو موت، وكنا بحاجة لنتحرك بسرعة، وبالتالي اعتمدنا إجراءات خاصة لدواع إنسانية. الآن الموضوع مختلف، ونحن بصدد الإعداد لإجراءات استقبال جديدة”.

في المقابل، اعتبرت المنظمات والجمعيات الإنسانية العاملة مع المهاجرين أن تصرف الحكومة غير متزن، وشددت على المساواة في التعاطي مع الجميع. إستريلا غالان، المديرة العامة للمفوضية الإسبانية للاجئين، قالت في تصريحات صحفية “يجب أن يكون هناك معايير موحدة وغير انتقائية”.

المصدر: مهاجر نيوز

اقرأ أيضاً:

بين تونس وإيطاليا.. اتفاقيات غير عادلة تنهي احلام مهاجرين غير شرعيين

مزاد علني لبيع العبيد: المهاجر ب200 دولار، من يزيد؟

مهاجرو شمال إفريقيا: مآسي في الوطن، ومآسي في اللجوء

بالفيديو: أنواع الضرائب في ألمانيا

هل تعلم أين يفضل الشباب الألمان السكن؟ قد تفاجؤك هذه الإجابات!