in

بيوغرافي فنان العدد 35: الفنان السوري عبدالكريم مجدل البيك

????????????????????????????????????

يختزل الفنان التشكيلي السوري “عبدالكريم مجدل البيك AbdulKarim MAJDAL ALBEIK” العالم واللوحة إلى جدار أعجف، أنهكت تضاريسه صروف الزمن، على حدّ تعبير الناقد التشكيلي “أسعد عرابي”، فيقود المشاهد إلى خصوبة الجدار وإلى مسيرة ذاكرته المتحوّلة، بحيث تعيش مادة اللوحة صيرورة الجدار وتفاعلاته المخبرية والعاطفية المتقلبة، متجنّباً التعثر في الوصف الواقعي لحالاته السكونية. وهكذا تنتقل اللوحة من صورة على الجدار إلى جدار اللوحة!

“عبد الكريم مجدل البيك” من مواليد مدينة الحسكة 1973، خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي بدمشق، وحائز على امتياز شرف دبلوم دراسات عليا في التصوير الزيتي (العملي) من كلية الفنون الجميلة بدمشق العام 2001.

له العديد من المعارض الفردية وقد شارك منذ العام 2001 في العديد من المعارض المشتركة أيضاً في كل من سوريا، العراق، لبنان، الأردن، الأمارات، بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا، وآخرها كان معرضvon Damaskus mach Berlin في Berlin AC في برلين العام الحالي 2018، وكذلك معارض (كرفان) القافلة الثقافية السورية في باريس 2018. ويقيم حالياً في العاصمة الألمانية برلين.

ينتسب مخبر الفنان إلى ما يعرف نقدياً بالموادية  LA MATIERISMEبرأي “أسعد عرابي”، وهي نزعة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ترفع الحدود بين السطوح التصويرية، سواء أكانت ورقة أو كرتون أو قماشة أو سطوح خشبية، أو ضمن منهج النحت الغائر أو الملصقات النافرة، وذلك عن طريق العجائن الكثيفة من مشتقات اللدائن كالإكريليك أو برادة الرخام والحجر. من فنانيها الإسباني “أنطوني تابييس” والإيطالي “ألبيرتو بوري” والعراقي “شاكر حسن آل سعيد”، الذي استعار التقنية بصيغة صوفية. أما فرادة “عبد الكريم مجدل البيك” فبسبب أصالة خصائصه على مستوى الحساسية “الغنائية LE LYRISME”، وبين التجريد “الموادي” و”الغنائي” فرق لا يستهان به، فتجربته تقع متوسطة بين الحدين، ناهيك عن استحواذه على أبجدية غرافيكية من إشارات وسواها مرتبطة أصلاً بالسلوك الانفعالي الخاص للأدوات من فرشاة وسكين وتخطيط رهيف يستثمر غالباً براءة رسوم الأطفال.

شارك “عبد الكريم مجدل البيك” خلال مسيرته الفنية في عدة مزادات فنية وحصل على عدة جوائز، منها جائزة وشهادة الخريج المتفوق الاول، قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بدمشق العام 1999، والجائزة الأولى في معرض (مرآة التعاون السوري البريطاني) في المركز الثقافي البريطاني بدمشق العام 2000، والجائزة الأولى في التصوير الزيتي في معرض الشباب السوري الثاني بدمشق العام 2001، والجائزة الثانية في مسابقة كاليري أيام للفنانين الشباب 2007. وأعماله مقتناة في الشرق الاوسط وأوروبا.

تتبدى فضاءاته في ثلاثة عناصر وهي: الأثر المحفور تجريدياً في عمق المادة النحتية من أثلام وأخاديد وتبصيمات، والإشارات الغرافيكية العدمية بما فيها إشارات السهم والضرب والقلب والأعداد، ثم الشخبرات التي يقترفها الجانحون وزعران وصبيان الحي على جدران المدينة.

تبدو اللوحة لدى الفنان “عبد الكريم مجدل بيك” كأنها ساحة صراع جيولوجي متراكم الطبقات، متصدّع التشققات، يغلب في أدائه المحي والعدم على الوجود.

خاص أبواب

اقرأ/ي أيضاً:

بيوغرافي فنان العدد 34 من جريدة أبواب المطبوعة: الفنان السوري عمران يونس

بيوغرافي فنان العدد 33 من جريدة أبواب المطبوعة: رندة مداح

بيوغرافي فنان العدد 32: محمد عمران

مانسيل في متاهة المشرقة: قراءة في كتاب “ثلاث مدن مشرقية”

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – المصور والمخرج السينمائي الفلسطيني محمد مواسي