in

كم من الصور الصادمة لأطفال سوريا القتلى يحتاج العالم لينقذ المدنيين السوريين؟!!!

سحر دوفدا، طقلة سورية من بين مئات الأطفال الآخرين الذي فقدوا حياتهم نتيجة سوء التغذية الناتج عن الحصار في الغوطة الشرقية. AFP
سحر دوفدا، طقلة سورية من بين مئات الأطفال الآخرين الذي فقدوا حياتهم نتيجة سوء التغذية الناتج عن الحصار في الغوطة الشرقية.
AFP (أ ف ب)

تمثلت المعاناة المستمرة للمدنيين الذين يعيشون تحت الحصار في سوريا، بشكل حاد وصادم في صور جديدة لطفلة مصابة بسوء التغذية الحاد، توفيت لاحقاً بسبب المجاعة في إحدى ضواحي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة.

وتُظهر الصور التي أصدرتها وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) يوم أمس الأثنين، طفلة عمرها شهر واحد اسمها سحر دوفدا، يقل وزنها عن 2 كغم، وظهرت عيناها غائصتين وأضلاعها تبرز من تحت جلد يكاد يكون شفافاً. وكانت الطفلة التي تتلقى العلاج من سوء التغذية من قبل طبيب في بلدة حموريا في منطقة الغوطة الشرقية قد فارقت الحياة يوم الأحد الماضي، لتضاف لضحايا جنون هذا الكوكب الذي يتجه إلى الجحيم.

وقال مسؤول في المنظمات الإنسانية طلب عدم الكشف عن هويته إن: “الإمدادات تكاد تكون معدومة، وإذا استمرت على هذا النحو، فبالتأكيد ستسبب بموت المزيد من الأطفال”.

ويعيش عشرات الآلاف من المدنيين في الغوطة تحت الحصار الذي تفرضه القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. ويعيش حوالي 3.5 مليون شخص في سوريا في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وغالبيتهم في أماكن محاصرة عسكرياً من قبل نظام الأسد.

وأدى الإقتتال الداخلي الذي شنته قوات المتمردين المحلية، واحتكار الإمدادات الغذائية من قبل التجار، إلى تفاقم أزمة وصلت إلى مراحل مزرية بالفعل.

ويقول الأطباء والناشطون إن النقص فى الغذاء حاد لدرجة إن العشرات من حالات سوء التغذية تظهر فى العيادات المحلية والمستشفيات الميدانية. ولا تستطيع الأمهات المرضعات إرضاع أطفالهن لأنهن أنفسهن يعانين من نقص التغذية، كما أن منتجات كثيرة وعلى رأسها حليب الأطفال تكاد تكون معدومة.

وقال محمد قطوب، وهو طبيب ومسؤول في الجمعية الطبية الأمريكية السورية، والذي يساعد في تشغيل عدة مستشفيات في الغوطة، إن هناك حاليا 68 حالة سوء تغذية حادة في مستشفيات المنطقة. وربما كان العدد الفعلي أعلى بسبب الصعوبات في جمع البيانات من جميع المرافق الطبية في المنطقة التي مزقتها الحرب. وقال إن الوفيات بين هؤلاء المرضى كانت عادة ناتجة عن سوء التغذية التى أضعف اجهزة المناعة لدى المصابين وبالتالي فشلت بعد ذلك فى القضاء على الإلتهابات.

وقال يحيى أبو يحيى، الطبيب في المنطقة، لوكالة فرانس برس، إنه من بين 9،700 طفلاً تم فحصهم في الأشهر الأخيرة، كان 80 منهم يعانون من أشد أشكال سوء التغذية، و 200 منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، و 4،000 يعانون من نقص في التغذية.

وقالت وكالة فرانس برس إن سحر، الطفلة التي في الصورة، لم تتمكن من الرضاعة الطبيعية لان والدتها لم يكن لديها ما يكفي من الغذاء لإنتاج الحليب.

وقال الناشط رائد سرويل: “تعاني الغوطة الشرقية اليوم من أسوأ أنواع الإجرام”. وأضاف “إن آلاف الأطفال يتعرضون للخطر، وإذا لم تكن هناك حركة دولية أو مبادرة للأمم المتحدة لحل هذه المشكلة، فإن العواقب ستكون خطيرة للغاية وسيتحول وضع الغوطة إلى كارثة إنسانية بأسوأ صورها”.

الغوطة الشرقية هي واحدة من عدة مناطق “تهدئة” تم التوصا إليها بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا وتركيا للحد من العنف في سوريا. لكن الحكومة واصلت فرض حصار على المنطقة، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن معاناة المدنيين المتفاقمة.

ويقول مسؤولو المساعدات إن الأسر اضطرت إلى بيع المكملات الغذائية لشراء المواد الغذائية الأساسية مثل السكر أو الخبز، مما أدى إلى حالات سوء التغذية الحادة. وقال أحد المسؤولين إن كيلوغراماً من السكر يكلف الآن ما يعادل 15 دولارا (12،75 يورو)، وهو سعر بعيد جداً عن قدرة المدنيين الذين يعيشون منذ سنوات في ظل ظروف شديدة القسوة.

وقد حدت الحكومة السورية من المساعدات التى قدمتها المنظمات الدولية والأمم المتحدة الى تلك المناطق، كما أن الإشتباكات الأخيرة من الإقتتال بين المتمردين جعلت من صعّبت أكثر من إمكانية إرسال المساعدات. وأدى النقص إلى ظهور سوق سوداء محلية يسيطر عليها تجار عديمي الضمير، مما أدى إلى تفاقم المعاناة المدنية وجعل المواد الأساسية باهظة الكلفة. وتعيش معظم الأسر على الخبز المصنوع من الشعير والزيتون والنباتات المسلوقة.

 

الخبر مترجم عن موقع الغارديان، للإطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.

دافع شخصي وراء طعن رجل إسرائيلي لمذيعة روسية أثناء بث مباشر

حقائق للمهاجرين 2 : سبع أكاذيب كبرى يستخدمها المهربون لسرقة المهاجرين