in

مزاد علني لبيع العبيد: المهاجر ب200 دولار، من يزيد؟

كشف تقرير تلفزيوني أعدته إحدى القنوات الأمريكية، مقاطع مصورة صادمة عن عمليات بيع للبشر تجري في ليبيا، تشمل شباناً أفارقة من دول جنوب الصحراء، وصلوا إلى ليبيا بهدف الهجرة إلى أوروبا.

مع تزايد التقارير حول عمليات بيع المهاجرين كـ”عبيد” في بعض المدن الليبية، نشرت قناة “CNN” الإخبارية الأمريكية فيديو قالت إنه تم التقاطه أثناء إحدى عمليات بيع المهاجرين. التقرير المصور صادم بطبيعته، إذ يكشف عن مجموعة من المهاجرين الأفارقة واقفين في ما يبدو بساحة كبيرة، يحيط بهم مجموعة من الرجال والأصوات تنهال على أسماعهم وهم في حالة ذهول، “800 دينار.. 900 .. 1100”. أحد الشبان، يعتقد بأنه نيجيري، وصفه البائع بأنه “قوي يصلح للعمل في أعمال الزراعة”، وتم بيع هذا الشاب بـ 1200 دينار (حوالي 800 دولار).

الفيديو نال شهرة واسعة على الإنترنت. مراسلو المحطة التقوا بفيكتوري، شاب يبلغ من العمر 20 عاما. قص الشاب النيجيري الذي وطأت قدماه ليبيا على أمل عبور المتوسط نحو الحلم الأوروبي، على المراسلين حكايته، وكيف وقع في أيدي المهربين، وكيف تم بيعه في مزاد علني بعد أن أنفق كل ما كان يدخره للوصول إلى أوروبا.

شهادة فيكتوري ألقت الضوء على قصص التعذيب والقتل التي يتعرض لها المهاجرون في ليبيا، خاصة في مراكز احتجاز المهاجرين. بينما تظهر الصور آثار العنف على أجساد المهاجرين في المركز.

مراسلو المحطة تمكنوا من دخول أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة الليبية، الأوضاع في الداخل كانت كارثية، وفقا لتعبيرهم. المهاجرون هناك كانوا في وضع سيء جدا، وتظهر الصور آثار العنف على أجسادهم.

شهادة مهاجر

مهاجر نيوز تواصل مع أحد المهاجرين السودانيين المحتجزين في واحد من تلك المراكز في مدينة الزاوية، حيث أفادنا بالشهادة التالية التي سنوردها بتفاصيلها:

***اسمي “عمر” (اسم مستعار)، أنا مهاجر سوداني، خرجت من السودان قبل عامين، عبرت الصحراء خلال أسبوعين إلى أن وصلت ليبيا. لم أكن أملك أي نوع من إثبات الشخصية، لذلك تأخرت كثيرا قبل أن أصل إلى طرابلس.

كنت في شرق ليبيا، وعملت لمدة عامين هناك من أجل توفير المبلغ المطلوب لأكمل رحلتي. وبعد أن تحصلت على المبلغ، توجهت إلى طرابلس. بقيت هناك شهر كاملا عانيت خلاله كثيرا من المهربين، إلى أن دفعت المبلغ الذي كنت وفرته لأحدهم ليؤمن لي مكانا على أحد القوارب المتجهة إلى أوروبا.

الرحلة

أبحرنا وسط أجواء هادئة، إلا أن المفاجئ كان أن قبطان المركب لم يكن يعلم كيفية استخدام البوصلة، وبالتالي سلكنا طريقا خطأ لمدة ثلاثة أيام.

لم يكن بحوزتنا طعام أو مياه للشرب، المهربون أقنعونا أن الرحلة لن تستغرق وقتا طويلا. وبعد أن كدنا نفقد الأمل، وجدنا مجموعة من الصيادين الليبيين الذين أنقذونا وجاؤوا بنا إلى سجن الزاوية.

كل هذا حصل قبيل شهر رمضان الماضي. في الحقيقة، سجن الزاوية هو عبارة عن جحيم، أودعونا الزنازين، كان الطعام عبارة عن مكرونة وقطعة جبنة وبعض الخبز فقط، وكانوا يوزعونه علينا بكميات بالكاد تكفي شخصا واحدا، في حين كنا في الزنزانة 7 أشخاص وأحيانا أكثر.

تدير السجن مجموعات مختلفة، مليشيات وعصابات، إلا أن أكثر ما أبهرني وفاجأني هو وجود شعارات الاتحاد الأوروبي على جدرانه.

وأخيرا، تم بيع عدد كبير من أصدقائي علنا داخل السجن لأشخاص كانوا يأتوا من خارجه، أنا دفعت مبلغ 200 يورو قام أهلي بإرساله لي لأتفادى \لك المصير المرعب. ولكن مازال هناك مصير7 من أصدقائي غير معروف عنهم شيء بتاتا.

سجن الزاوية أصبح سوقا لتجارة البشر والعمل بالسخرة، دون مقابل، في مزارع تديرها العصابات والميليشيات المسلحة التي تسيطر عليه.

أقصى ما نريده الآن هو الخروج من هذا الجحيم الذي نعيش فيه، أريد أن أستعيد حريتي، لا آبه حتى ولو عدت إلى السودان. أنا أناشد المنظمات الدولية أن تجد لنا حلا وتقدم لنا يد المساعدة.***

الهجرة الدولية: شهادات “صادمة” لمهاجرين عن “أسواق عبيد”

وأصدرت منظمة الهجرة الدولية بيانا في وقت سابق نددت فيه بوجود “أسواق عبيد” حقيقية في ليبيا حيث يباع المهاجرون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار.

وأوضحت المنظمة أن موظفيها في ليبيا والنيجر جمعوا شهادات “صادمة” لمهاجرين تحدثوا عن “أسواق عبيد” يباع فيها المئات من الرجال والنساء. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات.

وبحسب المنظمة فان مهاجرين من دول جنوب الصحراء الأفريقية يتم بيعهم وشراؤهم في هذا السوق الواقع في مدينة سبها بجنوب ليبيا، إحدى المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين في البلاد. ويدير السوق ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين.

وذكرت المنظمة أن المهاجرين يستخدمون كعمالة يومية في البناء والزراعة، بعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يكره على العمل دون أجر.

وقال عثمان بلبيسي رئيس بعثة المنظمة إلى ليبيا “فيما يتعلق بالنساء، سمعنا الكثير عن سوء المعاملة والاغتصاب والإجبار على العمل بالدعارة”.

الوضع في ليبيا “مرعب”

ووصف محمد عبديكير، مدير عمليات الطوارئ في منظمة الهجرة الدولية، الوضع في ليبيا خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي بعد زيارة قام بها هناك بأنه “مرعب، والأنباء المتعلقة بسوق العبيد هي واحدة فقط من بين العديد من الأخبار الرهيبة”.

وأضاف “إن الوضع كارثي. ونعرف أن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية منظما وانتهاكات جنسية وحتى القتل”.

وتعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عبر المتوسط. وسلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق خلال الأعوام الثلاث الماضية. وسجل هذا العام عبور نحو 26 ألف مهاجر مياه البحر المتوسط إلى إيطاليا، بزيادة بنحو سبعة آلاف مهاجر في الفترة نفسها من العام الماضي. وقضى حوالي ثلاثة آلاف مهاجر غرقا في البحر، فضلا عن مقتل عدد غير معلوم أثناء عبورهم الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية.

الخبر منقول عن مهاجر نيوز

اقرأ أيضاً:

أكثر من 40 مليون شخص يعانون من أشكال العبودية الحديثة

 

Von der Angst gelenkt

SYRIEN, KUNST UND FLUCHT